إعادة قراءة المأثور
خاص ألف
2010-12-20
الدعوة الى الحرية ، هي دعوة الى المغامرة والنزوح نحو الاكتشاف لكشف المجهول،حتى تكتمل التجربة الإنسانية الفردية ،وخاصة لدى الفرد العربي الخاضع والخانع لثقل الموروث التاريخي والإنساني والثقافي العربي،الذي توقف عند الإتباع ولم ينتقل إلى الإبداع، والذي توقف عن التطور منذ آلاف السنين موقفاً معه تطور الفكر والتجربة وهذا مما جعل العقل الغربي يسبقنا بمراحل.
والخروج عن المألوف وكسر العرف والتقاليد ،هي بدع في مجتمعاتنا وينظر عادة للمتمرد أو المتمردة نظرة سلبية من عموم المجتمع بغض النظر عن موقف المجتمع الضمني من الفعل الذي اتخذه الفرد ،وهو غالباً ما يكون فعلاً مشتهى من قبل المجتمع ككل .
فمثلاً نرى اضطهاد شريحة من المجتمع السوري والدمشقي تحديداً لأبي خليل القباني، واعتبار ما فعله من مسرح هو بدعة، يأتي من ضمن هذا السياق الذي تحدثت عنه علماً إن أغلب الحضور الذي واكب عروض القباني كان ينظر لما يفعله نظرة اشتهاء ورغبة في التقليد،ولكن النزعة التدميرية لكل ماهو ناشز عن المجتمع أو خارج السرب أو صاحب الريادة في كسر الرتابة الاجتماعية، والإتيان بما هو ترفيهي حصراً أي بما يشكل دعوة للحرية والانعتاق من المؤسسة ..هي ناتجة عن الغيرة وليس الحسد (فالغيرة هي محاولة للتشبه أما الحسد فهو ذو شكل تدميري للآخر)ومحاولة التشبه، وعند العجز..يكون الحل هو قصم ظهر التجربة، والتخلي و التضحية بالنعجة الضالة ليستمر القطيع في نهجه الهادئ.
والمجتمعات السكونية أي التي لا حراك اجتماعي أو سياسي أو اقتصادي واضح فيها، تكون عادة أقسى على أفرادها الناشزين من أفرادها المسيئين،فالمسيء يعاقب لفترة ومن ثم يعاد تأهيله ،أما الناشز فتبقى التهمة ملتصقة به لأجيال، ولذلك فهي تعاقب المرأة المتحررة في مظهرها أو في سلوكياتها مثلاً عقوبات اجتماعية قاسية تأخذ عادة شكل النبذ أو الإقصاء أو الضغط على العائلة اجتماعيا، وأنا هنا لا أبرر للانحلال الخلقي، بل أدافع عن الحريات العامة والخاصة على حد سواء .
2
عادة ما تكون النعجة الضالة ..هي التي يأكلها الذئب بشكل أسهل وأسرع ،ولكنها تتمتع بفردانيتها كحيوان،تتمتع بمناظر الوديان و السهول بشكل أفضل ولو لحين .
بعيدا عن ضوضاء القطيع ومزمار الراعي وعصاه ،ودونما شعور بالتنظيم القطيعي فالنعجة هي حيوان في النهاية وللحيوانات طرق وأساليب للدفاع عن نفسها ،ولكن الإرادة الإنسانية دجنت هذه الأساليب وصادرت القرار الفردي لها مقدمة لها الحل بحماية أفضل من الذئب ...لأن الإنسان هو من سيأكل النعجة في النهاية ..فالصراع في المحصلة هو صراع مصالح وليس عطف وتفضل من الراعي ..
في النهاية تبقى الحرية مفهوم نسبي متنازع على حسمه،ويبقى الخيار الإنساني موجوداً لدى الفرد في رأسه ولكن كل ما هو مطلوب مننا أن نحرر هذا العقل ليقف الإنسان أمام خياره الوجودي وحيداً دونما إرشاد أو دليل .
في نص ليلى والذئب استندت على الحكاية الشعبية المعروفة عالمياً ليلى والذئب والتي رويت لكل أطفال العالم تقريباً مكرسة مقولاتها المبطنة في طاعة الأهل والخوف من الخيار الفردي وإتباع المجرب.
لكنني قمت بعد التفكير بإعادة كتابة القصة من وجهة نظر محلية مستنداً على المفاصل الرئيسية في الحكاية ولكن بعد أن أزحت المفاهيم والمقولات عن مرتكزاتها لتتشكل مفاهيم جديدة لاأجزم بصوابها، ولكنني أجزم بضرورة تجريبها فإن فشلت أسقطت.
إن العمل هو ملهاة بسيطة لذا فإن الأداء يجب أن يكون أقرب الى الهدوء والى الروي الهادئ، كمن يقرأ قصة لطفل قبل أن ينام والطفل هنا هو للجمهور ولكي لا ينام ينبغي لكسر الإيهام أن يفعل فعله.
للمخرج الحق الأكيد في تحديد خياره الفني فهو صاحب القراءة الأخيرة للنص والتي ستتجسد على الخشبة ...المستويات في اللغة ضرورية للتدرج في الإيهام القصصي من الحكاية الى الرواية الشخصية المعتمدة على تفاعل الجمهور أو الطرف الآخر مع الحدث المروي..فالمستمع أو المشاهد يقترب من الشخصيات المتحدثة بالعامية حينما تتحدث عن نفسها في حالات البوح والتعري وتستمتع بإيهام القصة وكأن الحدث هو جلسة نميمة ،و لكسر الإيهام هنا دوراً محورياً في جعل المشاهد يقارن القصة الأصلية مع القصة المروية ليستنتج التغير ومنه القصد من تبديل المفاهيم .
08-أيار-2021
27-تموز-2012 | |
18-كانون الثاني-2012 | |
08-كانون الثاني-2011 | |
20-كانون الأول-2010 | |
06-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |