سلام إلى مداح الشام العتيق...
خاص ألف
2011-01-08
بمناسبة افتتاح نصب سعيد عقل في لبنان
عبر العصور والأزمان لم تتعرض مدينة في التاريخ عرف لها عمر، إلى مديح ،مثلما تعرضت دمشق المدينة الأعتق في التاريخ المعروف ،المدينة التي لم يمن عليها اسم بأنه بناها ...أو أمر بانشاءها ...المدينة التي كلما ظهر شاعر في المعمورة وأراد أن يتوج شعره فما كان منه إلا أن مدحها ...سورياً كان أم عربياً فهي مدينة العرب حقاً أكثر من أن تكون سورية..فهم يرون فيها قلعة العروبة والحضارة والتمدن والعذوبة والألف والتعايش والأمان و هم لم يخطئوا أبدا ...فالعرب يتمتعون بدمشق أكثر وأشد مما يتمتع بها السوريون أنفسهم..فهم لا يرون عيوبها مثلها مثل كل المدن وان رأوها فهم لا يعتبرونها أكثر من هفوات لسيدة المدن ...بينما نظل كسوريين نجلد أنفسنا بأخطائنا التي ارتكبنا ها فيها....
لذلك فإن الشكل الواضح الذي ظهرت فيه هذه الجدلية كان في مديح المدينة...التي وان فتشت في أدب جميع الكتاب والشعراء العرب الذين زاروها أو لم يفعلوا، الذين سكنوها أو لم يفعلوا، فستجد ضمناً أو علناً فيه شيء ما عن دمشق وكأن مدحها صار من ضمن صنوف الشعر وأنواعه كأن تقول الغزل ،الهجاء ،والوقوف على الأطلال ومديح دمشق...ولكن من سخرية الأقدار أن أشد مداحي عاصمتنا البهية هم من غير السوريين وأجمل القطع الشعرية أو النثرية التي كتبت عنها كتبها غير السوريون فيها...فلا أجمل من قصائد الجواهري فيها ولا أعذب من طريق محمود درويش إليها أو طوقها الدمشقي عليها ..ولا أجمل من قصائد أحمد شوقي وحافظ إبراهيم ومطران و السياب والقاسم وغيرهم الكثير الكثير ...ولكن للحق لا يمكنني أن أضن على أبناء سوريا بغفلان مشاعرهم تجاهها فهم قد نظموا أعذب الشعر فيها من شفيق جبري إلى نزار قباني إلى أدونيس وبدوي الجبل وأبو ريشة ونديم محمد و عمران و الماغوط وأبو عفش والخضور وعدوان والعظمة وغيرهم الكثير الكثير من الشعراء السوريين ..لكن مديحهم كان لا يخلو من عتب أو ملامة أو نقد وهذا حقهم الشرعي يحفظه لهم حبهم لها.
ولكن ومن غير بعيد شاعر بلغة تشبه لغة الكتب ..جزلة كقوة صخور جبل لبنان وعذبة كمياهه يأتينا عاشق شاعر لينظم شعراً أشبه بالتراتيل عن مدينتنا بعشق أشبه بالوله والتصوف ليحدثنا عن أيام المجد والعز ،ليحدثنا عن صيف دمشق وعن ذات السيف عن بردى وسحب الشام و كيف قرأ مجدها و ثورة العشرين ورياح الجنوب الآتية منها وغوطتها وماءها و هواءها ...شاعر عتيق والعتق فيه من الحرية، فقد عقله في حبها..سعيد عقل الذي أصبحت قصائده معلقات عن دمشق تراتيل تغنيها فيروز عنها..أغنية لجميع السوريين دون أن يعرفوا أنها من تأليفه، سعيد عقل الذي فتن بدمشق ردحاً ثم نوى...أهداها أعذب شعره وأصدقه..فهو قد كتب العديد من القصائد العربية في مديح المدن العربية أشهرها وأكثرها صدقاً كانت الشآميات التي لحنها الأخوين الرحباني وغنتها فيروز ،أغان نسمعها كل يوم في إعلامنا فرحين بعمقها مثل: يا شام عاد الصيف، وسائليني يا شآم، وشام يا ذا السيف، وقرأت مجدك في قلبي ،ونسمت من صوب سوريا الجنوب، وخذني و غيرها الكثير من القصائد التي لم تغنى بعد أو لم يستطع حتى الآن ملحن بعمق الرحابنة أن يتصدى لقوتها، مضيفاً جملاً وتعابير دخلت وجدان السوريين جميعاً من فرط رقتها مثل أنا صوتي منك يا بردى ،وظمأ الشرق فيا شام اسكبي ،وأنا لو رحت أسترضي الشذى لانثنى لبنان عطراً يا شآم.,...... جمل فيها من قوة اللغة وبلاغتها ولطف المعنى وسلاسته الكثير ويتعاظم سعيد عقل حتى يصبح وهو المسيحي أهم من غنى مكة المكرمة ودين الإسلام في بلاغة عربية لا توصف في قصيدة غنيت مكة أهلها الصيد..
سعيد عقل الشاعر الملحمي شاعر الأمم أب الفنون الأدبية في بلاد الشام قاطبة يقارب المائة عام الآن من العمر قضاها وجبينه نحو الشمس دوماً تحية له من أرضه أرض الشام تحية لمداح الشام العريق العتيق سليل الفينيقيين والمتنبي والمعري شيخ الشعر الجليل ، إلى الناطق الرسمي بأفراح السوريين وأعيادهم وأمجادهم.
08-أيار-2021
27-تموز-2012 | |
18-كانون الثاني-2012 | |
08-كانون الثاني-2011 | |
20-كانون الأول-2010 | |
06-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |