شعر / الأكتاف المبللة
2007-01-08
خاص ألف
إلى خالد مطاوع
الفاتحة
مستعينا، بحكمةِ ليلٍ بأن النهارَ اقتباسُ الظلام
مستعينا، بما قاله الطائرُ، الغزالُ للصحارى
و صخرٌ لعشبٍ و نسرٌ لصيد،
و ماءٌ لنار.
مستعينا، بآخر حشرجةٍ، بصداها يدق الجسدْ
باهتزاز الأعالي و انبثاقِ المدى
(فورةُ الماء تبتهجُ) و المنايا زبدْ
مستعينا، بما لا يخون، لقدسيته
مستعينا، بطاقةِ يومٍ يجيء و لا مفرّ
بانبثاقِ الكواكبِ و الآلهة،
بحطامِ التمني، يموت المغني،
و يبقى الرمادُ على جبهةِ الماءِ مستبشرا منشدا
مستعينا، بقلبِ المحبة سابحةً بين دمع الحبيبِ
و نار العناقْ
مستعينا، بفاتحة لا تخون أو تنتهي
مستعينا بطاقة يوم يجيء.
زبائن
أقول لزيتونة: علّميني.
أقول لبحر أمامي، و ريفٍ بخيل:
أنا الخطواتُ، دليلي الحريمُ
و صحبي إماءُ
أقول لبحرينِ أو ضفتين:
أنا مَركبٌ، أنتما صرختي و شراعي
أقول لمقهى "عُمَرْ"، " للفُنَيدق" و الوسطاء:
أ يأتي إلينا البراقُ بمسبحةِ الأنبياء، بكنزِ سليمانَ أم بجنحِ غراب؟!
تَقدّمْ و قلْ هل "تريد الدخانَ أم الحريق"؟
قفا نبكِ من وهج الطريق
و ذكرى مَحتْها العواصفُ عبر الخليج
(محا قرشُ الأطلسيّ، كلّ خابية أو نديم)
ذهابا إيابا، ذهابا- بلا رجعة
في الشمال، تعيش الكلابُ و تمشي القططْ
بلباسٍ حريرْ
و مالي أنا، أحتسي قهوتي مُرّةً بيدٍ راجفة
و حلمٍ ضريرْ؟!
تعاليْ قواربَ الغسقِ
تعاليْ سعالي البحار و روحَ عطيل
هضابَ القبائل، نارَ الطوارقِ
تعاليْ ثعابينَ روحي، خذيني
قريبا من الجبل الحقود
أنا قاربٌ ثقّبتْه الأماني
ذهابا إيابا، ذهابا
تقدّمْ و قلْ: "هل تريد الدخانَ أم الحريق"؟
ذهابا ذهابا، ثعابينَ روحي.
مزمور البحر
نشيد(1)
باسْمِ اللهْ، مصطفى مصطفى
باسْمِ الملك القدوس
باسْمِ الزوجات الأربع
باسْمِ دجاجة عرس منحوس
باسْمِ الأندلسِ
باسْمِ رئيسي الأوحد للأبدِ
باسْمِ الجبل الريف الأخضر و الأجردْ
باسْمِ قناديل الصحراء و موسى الموهوبِ لمنفاهُ
و كولومبسَ أو عيسى الماشي عَ الماءِ
باسْمِ الماء و تمثال الحرية
باسْمِ فراشاتِ البحر و زوجاتِ الملك
باسْمِ شيوخ النفطِ و عاصفةِ الصحراء
باسْمِ الحسناوات على الساحل حيث البدويّ
يتلمظ – ظ ---
باسْمِ البحر و أسياد البحر توكلنا
باسْمِ رعاة الوحشة و البقرِ
باسْمِ الله
مصطفى مصطفى
باسْمِ البحر.
مزمور الحب
يا امرأةً قومي بالحناء و ماء الورد
خلّي المخملَ شفّافا و الرحمةَ مُسبَلَةَ العينين
آهٍ، من لسعة عينيك الحالمتين
آهٍ، من شمعة عُرسٍ يَقِظَةْ
تحرس عشبَ الفخذين.
قومي يا امرأةً من خزفِ
نأكل من كفّ الطالع و الغابةِ توتا، نعصر أعنابَ العُمرِ
و نشرب من هذا الدورق نخبَ فتوّتِنا
المغمورة بالعرقِ
قومي يا امرأتي.
مزمور البحر
نشيد(2)
حينما عبرَ الأنبياءُ المريدون و الصالحون
عتمةَ الخلقِ، ثم تلجّ البحارُ
قلتُ: أهلا بهذا النشور.
حينما شقّقَ الأرخبيلُ رداءَ المحيط
حينما أفلح العاطلون بمدّ الحبالِ و نَشْرِ السّفين
قلتُ: هذا رمادُ الضياعِ
و ذاك مِداد الغبشْ.
حينما حلّ وقتُ النشور، صَمَتْنا، كأنّ الحياةَ تضيقُ
كأنّ السكونَ أبَدْ
حينما عَبَرَ الحالمون حدودَ الإلهِ لم يتركوا
أثرا أو حلالا و ما جاءهم للوداعِ أحدْ.
حينما أحْرَقَ الحالمونَ شراعَ التراجعِ كان الإلهُ بلا أنبياء
يحتسون النبيذَ بعطلةِ يومِ الأحدْ.
مزمور الأحلام( آخر لقاء مع لنكولن)
كان اللقاءُ حانيا،
تحفّه الورودُ و النبيذُ في حديقةٍ أو مزرعة
صاحَ بنا العصفورُ مرحبا،
+ و قال آخرُ الجنودِ:
من آخرِ الدنيا؟!
نعم، من الجنوب
و أنتَ؟
+ السيدُ الرئيسُ(أبراهامُ) قاد اخوتي بالورد و العنّاب
إنه مفككُ القيود
آه، هو الرئيسُ قادما أراه، مرحبا، قال الجميع
+ من آخر الدنيا؟
نعم، من الجنوب!
لا فرقَ بين طائر و طائر، السيدُ الرئيسُ قال
لا فرقَ بين موجة و موجة، شمالنا جنوبٌ،
و لونُنا ثرثرةُ البحار و التماعةُ الحريق.
كان اللقاءُ ممتعا، و السنواتُ للوراء تزحفُ…
قبل صياح الديك كان ريشُنا يطير في الفضاء،
و النسورُ تنقر العيون.
كان اللقاءُ مثمرا في غيهبِ الديجور.
الخاتمة
" أواهُ،
يا أوتو نَبشتْتم، ماذا أفعلُ، أين أسير !
قد تسلل البِلى إلى أطرافي
و سكنتِ المنيةُ حُجْرةَ نومي
و حيثما قلّبتُ وجهي
أجد الموت" *
من حيتانِ العتمةِ أو قدرٍ مجهول
من "تطوانَ" إلى " قادسَ" من غاباتِ الأمزون إلى السفن الصينية
الأرضُ تدور الفُلكُ تدور
كم أدري أن الغابَ طريقٌ لا يُوصِلُ حتما للفردوس.
"الرأسُ الأسود" محروسٌ بالماضي، و الآتي بالغرقِ
وَيْحي الآنَ بلا صوتٍ أجدف لا رملٌ يسندني، لا قردٌ يرقص
فوق الكتفين و لا سعفُ
كلّ الشطآن سواسيةٌ حيث الصخرةُ تدفعنا
و الماضي ديناصور مجنون يدفعنا
كي نمضي قُدُما للقاع أو الآتي بحثا عن نور.
يا ظلمةَ صبحٍ،
يا نورَ العتمة و الأرواح السفليةْ
يا "عرسَ الدم"،
أورفيوسُ الليلةَ يمضي قُدُما بحثا عن جنيّةْ
عن عشبةِ كَلكَامشَ، عن أعراسٍ منسيةْ
(ما معنى العشبةُ بالضوء نراها ثملةْ
ما معنى أن النورَ شمالا يمضي
و العتمةَ تنحدرُ
نحو الأسفلْ ؟ )
يا قطعانَ الوحشة و الأملِ،
كوني أكثرَ رأفةْ
من ديناصور مجنون!!
فمصابيحُ الشاطئ ترتعشُ
و كلابُ البحر تلفّ الساحلَ بالزبدِ.
فلنعْوِ جميعا، يا مُنْتَصَفَ الليل
باسْمِ الجثثِ
باسْمِ الطافينَ على النفط
أو في بئر العسسِ
فكلابُ البحر تلفّ الساحلَ بالزبدِ
واورفيوسُ الحينَ ضريرٌ تسْحبهُ
للساحلِ قطعانُ الأملِ.
كم، أحمي روحي من ثعبان الزمن؟
كم، أدري أن الجسمَ سفينٌ لا يوصل حتما للغبشِ.
هوامش:
" الأكتاف المبللة"- مصطلح يُطلق على أولئك الذين يحاولون الهجرةَ إلى الشمال، خصوصا،
إلى الغرب الأوروبي و الولايات المتحدة، متبعين طرقا عديدة و هنا يعنينا طريق المغامرة البحرية التي غالبا ما تنتهي بالموت.
" الفُنيدق" مدينة في شمال المغرب، و فيها "مقهى عمر" حيث يجتمع الوسطاءُ بحثا عن زبائن من المغامرين-الحالمين.
"الريف" منطقة يقطنها غالبية من "القبائل" تقع في المغرب أيضا.
"تريد الدخانَ أم الحريق ؟"- الكلمة الأخيرة تعني عبور البحر سرا إلى أسبانيا، و هي عبارة يهمسها في أذنك أحدُ الوسطاء.
الجبل- يُقصد به جبل طارق حيث تحطمت عند صخوره العديدُ من القوارب الصغيرة بمغامريها.
"عرس الدم" عنوان مسرحية للوركا-الشاعر الأسباني. تدور أحداثها في المغرب.
"الرأسُ الأسود" منطقة في شمال المغرب، قرب الساحل.
كَلكَامش: من ملحمة كَلكَامش.
08-أيار-2021
23-حزيران-2009 | |
27-حزيران-2007 | |
15-شباط-2007 | |
08-كانون الثاني-2007 | |
28-تشرين الأول-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |