أنَّى دخلْتِ وأبوابي مُغَلَّقةٌ
والرِّيحُ تعصِفُ والظُّلْماتُ تزدحِمُ
أضاءَ وجهُكِ روحيْ فانتبهْتُ لها
أنا الذي كدْتُ أنساها وأنعدِمُ
نظرْتِ نحوي بصمْتٍ كلُّهُ مطرٌ
همستُ: أهلاً, وصوتي كلُّهُ ألمُ
سألْتِني، وعلى عينيكِ كنتُ أرى
شعاعَ فجرٍ، لماذا الدَّمعُ والنَّدمُ
أجبْتُ: إنَّ طُغاةً في البلادِ بغَوا
من كلِّ حدْبٍ على أزهارِها هَجَموا
قد شرَّدوا ضحكاتِ الغيمِ في وطني
كأنَّما قدرٌ أن تُقتَلَ الدِّيَمُ
إذا التفتُّ أرى موتاً يُراقبني
يرنو إليَّ بصمتٍ كلُّهُ نَهَمُ
كأنَّهُ ساخرٌ منّي ومن عبثي
منَ انتظاريْ بلاداً ليسَ تلتئمُ
تجثو الشكوكُ على حُلْميْ فترهقُهُ
في شكلِ اسئلةٍ كالنَّارِ تضطرمُ
فقُلْتِ: رِفقاً بزهرٍ فيكَ تُهمِلُهُ
سقَيتَهُ اليأسَ دهراً، كيفَ يبتسمُ؟!
دعِ البلادَ فلن تفنى، فسُنَّتُها:
أن تكتوي بأسىً كي تهطُلَ الرِّهَمُ
لا بدَّ من ألمٍ حتى يجيءَ غدٌ
فيهِ النَّبيذُ وفيهِ الشمسُ ترتسمُ
هوَ التُّرابُ كأشلاءٍ مُبَعثرةٍ
بالخمرِ والنُّورِ والأزهارِ يلتَحِمُ
ودعْ لنفْسِكَ بعضَ اليأسِ تُسْكِتُهُ
بهِ وبالشَّكِّ دوماً يُكْشَفُ السَّقَمُ
وعشْ على أملٍ في القلبِ منتشرٍ
فدونَهُ أبداً تسري بكَ الظُّلَمُ
10/2/2019