(اشتهاء عابر)
إلى سلوى
حمّالةُ الصَّدرِ مالتْ فابْتَدى الفَجرُ
يا ليتَهَا وَقَعَتْ حتّى يُرى الزّهرُ
ولاحَ في كتفيكِ الثَّلجُ مُنشَرِحاً
بيضاءَ كنتِ وفيكِ الماءُ والجمرُ
وقفتُ قربَكِ لا أُخفِي صدى شَغَفي
بما استفاقَ،ولا يَقوى بيَ الصّبرُ
أَشَرْتُ للشّامةِ السّمراءِ إذ بَلَجَت
فقُلتِ في خجلٍ قد مسّهُ كِبْرُ:
في كلّ جسميَ شاماتٌ،أَإِن طَلَعَتْ
تقولُ شِعراً بها!!قدينتهي الشّعرُ!!
لا ترنُ بعدُ فُينْهي راحتي قلقٌ
إن أنتَ حدّقتَ بي لم يَنهَكَ الزّجرُ.
سِرْنا سويّاً ورغمَ الصّدِّ بي جذَلٌ
يُلوِي انتباهي فيصحو الحلمُ والسّكرُ
نطوي الأحاديثَ والخُطْواتُ ساجيةٌ
كلامنا كغصونٍ بلّها القَطْرُ
أَبديتِ جَهلاً بما أظهرتُ من عطشٍ
وَاهاً لمائِكِ إذ يغدوْ بهِ مَكْرُ
أَشَحتِ بالعطرِ عن صمتي وعن شَبَقِي
ودّعتِنِي ودروبي ساءَها الهَجرُ
١٩/٧/٢٠١٩
....
(ألمُ الدِّفْء)
إلى هبة الحلبي
أخفيتِ حزنَكِ عن عينيَّ والتَّعَبا
وفي خدودِك يبدو الصّبحُ قد شَحبا
يا ليتني دعوةٌ تشفيكِ من ألمٍ
أو نسمةٌ ستردُّ الرّوحَ والطّربا
حتّى سألتُكِ عمّا فيكِ من غَسَقٍ
وما الذي أرّقَ الأزهارَ والعِنَبا
هَمَستِ:ابقَ فقلبي الآنَ مُنفطِرٌ
وإنّ بي وجعاً كالنّارِ مُلتَهِبا
دمي شريدٌ وروحي الآن عاريةٌ
والموتُ كالظلِّ مني ليسَ مُغتَرِبا
لمّا رأيتُكِ مثلَ الطّفلِ خائفةً
وفي عيونِكِ ضوءٌ مارَ مُكتئِبا
اسْتَوْطنَ البردُ في قلبي وجرّحَهُ
دنوتُ منكِ وصمتي كان مُضْطرِبَا
سألتُ: أين بريقٌ فيكِ أعهدُهُ؟
وأينَ قوّةُ نورٍ فيكِ قد سُكِبا؟
ومن سيحضنُ قلبي كلّما عَصَفتْ
رياحُ خوفٍ،وهاجَ الدَّمعُ وانْسَرَبَا؟
تَعِبتِ يا دِفْءُ!!إنّ الثّلجَ آلمني
مُذْ أنْ عَرَفْتُ أماناً فيكِ قد صَخِبا
عودي كما كنتِ عودي النّارَ والحَطَبا
وكوخَ روحيَ من بَرْدٍ إذا اقتَرَبا
٢٨/٧/٢٠١٩
[email protected]