اوقفني محمدُ بنُ عبدِ الجبارِ بنِ الحسنِ النِفّريُّ وقال ليْ :
أنتَ منـكَ . وأنتَ فـيكَ . وأنتَ عـليكْ .
ابتعدتَ عنكَ .. أما آنَ أنْ تعودَ إليكْ ؟ .
قلتُ : يامولايَ .. قد ضعتُ عني
أخافُني في البعدِ
فـكيـف اذا مااقـتربـتُ مـنـي..؟
وقالَ ليْ :
أُدخُلْ فيكَ . ولاتُدخِلْ فيكَ سِواكْ .
توضأ بمائكَ .
تَأملكَ مَليَّا . وانظرْ فيكَ خَليَّا
عساكَ .. تَراكْ .
وقال ليْ :
لا تكنْ بينَ بينْ .
إنْ كُنتَهُ .. فأيهما أنتَ
إنْ كـنتَ اثـنينْ ؟
وقالَ ليْ :
غيرَ قلبكَ لاتَسْتَخِرْ فيما هو فيكْ .
وقالَ ليْ : أُدْنُ منكَ .
وقال لي : تَوحَّدْ فيكَ .
وقال لي : أُسكنْ إليكَ .
وقال لي : لاتطلبِ البحرَ .. تـتـبعكَ البحارُ .
وقال لي : كنْ حيثُ أنتَ .. يَسْعْ اليكَ المزارُ .
وقال لي : لا تَغُصْ إلا بذاتكَ .. تَطْفُ إليكَ المَحَارُ .
قلتُ : ياشيخنا . رَحْبٌ هـو الفـضاءُ . والبحرُ عميقْ .
والمفرَدُ ؛ كلما الفضاءُ ازدادَ اتساعاً .. عليهِ يضيقْ .
وقالَ ليْ : كنْ في الزمانِ . وإن غابَ عنك المكانْ .
وقال ليْ : كنْ حضوراً . وإن غبتَ عنِ الحضورْ .
وقالَ ليْ : استـقـمْ .. فالانحناءُ اعـتلالُ .
وقال لي : استطلْ .. فالانكسارُ اختلالُ .
وقال لي : اتسـعْ .. قد حارَ بالكونِ السؤالُ