على صفحتها كتبت ظلال عن تعرضها لمحاولة اختطاف جزدانها ، وأنها تعاطفت مع هذا اللص الذي انكسرت عيناه وفرَّ مسرعا على دراجته الهوائية حين قالت له أرجوك ، لا يوجد في جزداني سوى بعض الهموم والأدوية والهوية الشخصية التي سيكلف فقدانها المرمطة والسين والجيم في محاضر الشرطة . ايضاً انا تعاطفتُ مع هذا الحرامي المسكين ومع أمثاله من طبقة الحرامية البروليتاريا الذين يعملون بظروف صعبة وقاسية معرضين أنفسهم للمخاطر من أجل مكاسب قليلة قد يحصلون عليها . منذ فترة اكتشفت سرقة بيدون مازوت من منزلي . لعل الذي سرقه قد دخل مزهواً إلى بيته لأنه استطاع تأمين ليلة من الدفء لأسرته . وأشعر كم كان منكسر القلب والنفس لحاجته لتلك السرقة .. ياالله كم شعرتُ بالألم والحزن من أجل هذا السارق المسكين . جزدان نسائي يحتوي على الهوية الشخصية وبعض الأوراق وربما ما تبقى من الراتب الهزيل . وبضع ليترات من المازوت .. ألا يستحق سارقوها الكثير من الشفقة والتعاطف والرثاء .. والبلد يحفل باللصوص والحرامية من فئة الخمس نجوم ممن لايستعملون الدراجة الهوائية ولا يضطرون للركض والاختباء بين الناس . فهم محميون بمكاتبهم الأنيقة وسكرتيراتهم ذوات الابتسامة السياحية وسياراتهم الفارهة . صفقاتهم بالملايين وعقودهم بالملايين ودخلهم بالملايين . قد أتظاهر أنني لستُ معنياً بهؤلاء ، ولا بسارقي الجزدان أو بيدون المازوت . لكنني حين أمشي في الطريق وأرى البؤس في وجوه ابناء بلدي ، أتساءل بألم وحرقة وحزن : من يا ترى سرق الابتسامة من وجوه هؤلاء الناس ؟
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
