تشتري بسكويت أبو ولد بـ 180 ريالًا، وهو الذي كان قبل 10 أيام بـ 120 ريالًا.
تذهب إلى الجزار، تظلّ تتردّد بين أن تقترب منه أم تبتعد، تتصل بك ابنتك لتخبر أنهم - في المدرسة- طلبوا من كل طالبة 1000 ريال شهريًا.
تفكر بشراء شامبو سفري، لكنك تتذكر أن خزان الماء بالبيت انتهى الليلة قبل البارحة.
تذهب إلى الخياط، وبعد مفاوضات طويلة معه، تقنعه بأن جيوبك لم تعد ضرورية، وعليه أن يغلقها بالطريقة التي لا يمكنها أن ترى النور إلى الأبد.
تنام بلا عشاء، ضمن عملية ترشيد غريبة، وعند الـ 1:10 بعد المنتصف، تقرر أن تصوم 3 أيام، تغلق فيها على نفسك، حتى من الذهاب إلى بيت الله، وأن لا تكلم إنسيًا.
تفسبك ولا تفسبك!
بدون احتسابٍ للعواقب، تمرّر أناملك إلى أرشيف نصوصك الشعرية للعام 2018، وفجأةً، وبشجاعة غير متوقعة، تحذف كل ما كتبته في شهرين ونصف الشهر، ثم تذهب إلى ربك عاريًا إلا من رحمته التي وسعت كل شيء.
تكتب إليك صديقة من ماسنجر فيسبوك: كيفك حبيبي؟ تتداركك منتحرًا، وأنت الغريب الذي قرر أخيرًا اعتزال الحياة بكل ما فيها.
تتمنى لو أن انفجارًا كونيًا يحدث بعد 20 دقيقة، بينما لتوّك وضعت رأسك على وسادتك، فلا تصحو بعدها إلا في مجرةٍ تنزلت عليها مائدة من السماء، تأكل منها، ثم تعود إليها، فتجدها تبدلت وتكاثرت ولا فواتير عند البوابة الوحيدة للدخول.
تسخر من هذا العالم الحقير للغاية، فيتداعى إلى رأسك أن تهشم قلبك بصخرة كبيرة، لأنه تسبب لك بكل هذه الانهيارات.
تسأل نفسك: متى آخر مرة غسلت فيها أسناني بالفرشاة والمعجون؟ تؤجل الإجابة، حتمًا.
يرتفع الدولار إلى ما فوق 700 ريال يمني، وارتفاعه مستمر، وانهيار روحك مستمر.
تتحسس جيب جاكيتك، الذي لم تغلقه إبرة الخياط بعد، تشهق من الفرحة بمجرد أن وقعت يدك على 10 ريالات معدنية، ستصوم وهي معك، وستفطر وهي معك، ثم ستصوم يومك الثاني وهي تزمجر في جيبك، وستفطر على رقصها المسائي، وفي اليوم الثالث ستشتري بها - نهارًا- ربع علكة تقتسمها مع ابنتيك إلى الأبد.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...