علي مملوك "رضي الله عنه"!
أحمد عمر
2019-07-20
انتشرت تقارير صحافية عربية وغربية، تصف التغييرات الأمنية السورية بالمهمة، فإما أنها تشيع أمراً فصبٌر جميل والله المستعان، أو أنها تقلّد بعضها بعضاً. نعتتْ كلها علي مملوك، أبو أيهم، رئيس فرع المخابرات الجوية بالمسلم السنّي، وهو وصفٌ غريب، كأنه زلزال تسونامي، وذكّرني التسونامي، والدهر ينسي، ببثينة شعبان "سوبر وومن" التي ظهرت يوماً على الشاشة، وتركت المنصة التي كان عليها أبواقٌ كثيرة تكبّر الصوت، وهجمتْ على الصحافيين في سنة 2011، وهي تبشِّرهم مع انفعالٍ كثير، كما في الأفلام الهندية: قرار بإلغاء الأحكام العرفية اتُخذ. ثم وجدنا سورية وشعبها يتعرّضان للبراميل العرفية والذبح العرفي. وذكّرني الوصف برئيس وزراء سوري معروف بالنصب والاحتيال، وصفه الإعلام الأعور بذي اليد البيضاء، فطار الوصف في الإعلام حتى ظنناه من الأولياء. ووصفت التقارير طبخة البحص الإعلامية مملوكاً بأنه مسلم سنّي من مواليد البحصة، كأنها "أوريكا" أرخميدس، وسيصير نائباً للرئيس، كما كان نائبا الرئيس؛ عبد الحليم خدام وزهير مشارقة. وكان ينقص وصف المسلم السنّي (وهو وصف من عالم الواقعية السحلية) أن يقال عنه: الصوفي، أحد أعلام عصره وأحد أشهر علماء المسلمين في القرن الرابع عشر الهجري. وكان على مذهب الشبّيحة في العقيدة، عُرف كأحد مؤسسي المدرسة البرميلية في علم الحطام، وأحد أصولها الثلاثة. وينتظر أن يلُقّب مملوك بألقاب كثيرة في حياته، أشهرها "حجّة الأسد"، وزين البعث، ومحجّة الدين، والجلاد غير الأوحد، وجلاد الشعب، وحارس الكرسي.
وإنه سنيٌ أصوليٌ كثير التفكّر والصمت، كان حريصاً على الجهاد في سبيل الوطن والحزب والدولة، لا يفتر عنه، ولا يخاف الله، ويدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً، ولذلك أعرض عن ثروة أبيه القليلة، وآثر العيش من مال الشعب والوطن. العابد، الغوث، القطب، الزَّاهِد فِي الفانية الرَّاغِب فِي الْبَاقِيَة، لم يضمر تكبّرا وَلم يظْهر مِنْهُ تجبر، يعْمل بِمَا يُرْضِي الرئيس عَنهُ، وَيقرب من غضب الله فَغضب الله عَلَيْهِ ولعنه وأعدَّ له عذاباً عظيما، الْفَقِيهُ الْوَرِعُ الذي لا يَهُمُّ مَنْ فَوْقَهُ. وَلا يَأْخُذُ عَلَى عِلْمٍ عَلَّمَهُ اللَّهُ حطاما، الزاهد فِي الْآخِرَةِ الرَّاغِبُ فِي الدُّنْيَا، الْبَصِيرُ بِذَنْبِ الشعب، الدَّوَّامُ عَلَى عِبَادَةِ رَبِّهِ في القصر الجمهوري. الذي كان يجادل المعارضة في أندية فرع فلسطين بالحكمة والدواليب الحسنة، اشتهر بالإحسان إلى الفقراء والمساكين بقتلهم وجعلهم شهداء، والحج إلى القرداحة كل سنة عدة مرات، وعرف بعتق الرقاب عتقاً تاماً، أسلم على يديه آلاف السورريين أرواحهم لله تعالى تحت التعذيب، الصائم عن الحق، القائم على الظلم، شيخ المخابرات، الموصوف بالحجة.
وكان، حفظه الله، َالدُّنْيَا جنته، وَالتشبيح ضَجِيعُهُ، وَفرع فلسطين مَجْلِسُهُ، الشَّيْطَانُ خليله، والمطرب حمزاوي أُنْسُهُ، وَالوطن هَمُّهُ، وجميل حسن رَفِيقُهُ، وَالخبث قَرِينُهُ، وَالْمكر سِلَاحُهُ، وَالإعدام كَلَامُهُ، وَالَاعْتِبَارُ فِكْرَتُهُ، وَالْرئيس قَائِدُهُ، وَالدولار وِسَادَتُهُ، وَالحرير فِرَاشُهُ، وَالْشك صَاحِبُهُ، وَالقرداحيون إِخْوَانُهُ، وَالْخبث دَلِيلُهُ، وَالْمكر شُغْلُهُ، وَالْتقارير حِرْفَتُهُ، والخداع وَزِيرُهُ، وَالتَّوْفِيقُ مُسْتَعْمَلُهُ، وَجهنم مَنْزِلُهُ، وبشار الأسد مُعْتَمَدُهُ. الموصوف بالمعلّم، العارف بالشيطان، أحد المبشرين بالجثة.
حسني مبارك مسلم سنّي، ومعمر القذافي مسلم سنّي، ومحمد بن سلمان مسلم سنّي، وعبد الفتاح السيسي سنيٌ وداعيةٌ، وله تفسير شهير في سورة المجادلة، وهم أئمة الزمان والهدى، الذين علا في زمانهم صوت السنّة وعاد عزّهم. اسمه عليّ ونسبته مملوك، وقد عاد حكم المماليك؛ المماليك الروسية والمماليك الفارسية، وكان أبو لهب من بني هاشم، من آل البيت في الدم، ومن آل الشيطان في العقيدة، وآخر دعوانا أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.