شعر / صلاة بابليـّة '*'
2006-02-09
خاص ألف
كان ثقيلا ً
أمسُ الفائت منذ قليل ٍ
أكملت العقد الرابع ْ
و مضيت إليك ِ
دون شموع ٍ أو كعكة ميلاد ْ
لم ألق َيديك على نافذة الغرفة ِ
في الدور الرابعْ
باردة ً كانت أضواء الفندق ِ
عارية ً عشتارْ
و الساحة متربة الوجه ِ
دخانٌ يترامى حول الليل ِ
ليغرز في عينيك نذورا ً خائبة ً
و جيادا ً عاثرة ً ..
و دمارْ
كان مضاءً ليلٌـكِ بالحنّاء ِ
و كنت تلمّين التمر الساقط عن جسد الأطفال
و عن أثداء ٍ ماجدة ٍ
و عراق ٍ يتناسل في الأعراقْ
لكنّي لم ألق يديك على كتفيّ
فخلتك ساجدة ً في حضرة موسى الكاظم ِ
أو عند مقام ِالجيلاني
كنتُ بغير وضوء ٍ ..
فرجعت لأشرب نخبك في القاهرة ِ
و أطفئ لهبا ً أزرق في عمّان ْ
حيّاني البحر الميّت
و رجتني الحانات المقفرة ُ الصفح َ
فأظلم جلدي
و انتزعت أظفاري خفـّة أهل العزم ِ
و ملتُ إلى أندلس ِ الكلمات ْ
قبل قليل ٍ
عادت مئذنة الحيِّ إلى الحيِّ القيّوم ِ
تمطـىّ الإسفلتُ
و ضجّ هواء الشارع بالعجلاتْ
قبل قليل ٍ
أعلنت العصيانَ القبليّ
طويت المشهد َ في بغداد َ
و ناديت عليك ِ طويلا ً
غامت صورتك الأولى
حطّت عشتارُ على سارية الوهم ِ لبعض الوقت ِ
و غابتْ ..
كي تبدو بغداد ْ
لم أنسَ العيد َ
و كيف تراءت في "قصر المرجان" حكايات خافتة ٌ
و ملامحُ آلهة ٍ صامتة ٍ
و بلاد ٌ تزحف فوق بلاد ْ
أقفر صبح "حمورابي"
و تدلـّت بابلُ فوق صفيح الذعر ِ
تقولُ :
أريد غلالة شعري
ثوب العرس ِ
أريد يديّ و حلمة نهدي يا أبتي
و أريد بقايا الرحم العالق ِِ
بين أسنـّتهم
و أريد خماري
كي أستر عورة وجهك يا أبتي
يـــا ربّ البيت ْ
أنت سليلي و سليل الرؤيا
و سموُّ الأقدار ْ
من غيرك يا " جلجامشُ " " للوركاء ِ" مليكا ً
أنت رأيت السرّ و تعلم من أمري
ما يعلم "أنكيدو" من سفر الموت ْ
أنت بنيت الأسوار و أعليت ْ
و أنا أرضعتك قمحي
و فرات العين ِ
مسحت فؤادك بالزّيت القدسيّ
و صمتُ لأجلك أعواما ًو بكيت ْ
أتضوّر موتا ً أن تأتيني البيت بلا صلوات ٍ
يا ربّ البيت ْ
أيّتها الوردة لا تبتلـّي بدمي
شفتي خضراءُ و لون الكأس شفيفٌ
و سوى الروم ِ كثيرٌ
خلف الظهر و حول العنق ِ
و في الخاصرة ِ
وعلى الصدر ِ..
كثيف ٌ شوك الحزن ِ
فلا تقتربي من عابر ضوئي
سوف أشعّ رمادا ً فيما يأتي من وقتي
و أثير غبار الحلم ِ
أيّتها الجوريّة
نامي في السهل المترامي بين النهرين ِ
و حول ضفاف الشمس ِ
فأمسي يقترب الآنَ
ليبعد عن يومي وجع الطمث ِ
يصون العذرة في جمري
و يرشّ النار على الأحقاد ْ
قبل قليل ٍ
أقسم شيخ الجامع
أنّ الله قريب ٌ من عبد ٍ يفتح كفـّيه ِ
و يمسك عن ذكر الأوغاد ْ
أغلقت يديّ على حلم ٍ شتويٍّ
و كنست الفوضى من باحة صدري
و استحضرت كتاب الأجداد ْ
قبل قليل ٍ نمت ُ
فعاد نخيل القلب لقلبي
أبصرت البصرة تعدو نحوي
و الموصل تصعد جسر السنك ِ
و أربيل و كركوك و جند دهوك َ
أبابيل تهدهد حلم العاشقة السمراءْ
كان عليٌّ يعلم أنّي نمت ُ
وأنّ الدرب إلى الأنصار بعيده
كان يقول :
بأنّ مياه الشطّ تمادت في الغيِّ
و أنّ الغار تكشّف عن ثعبان ٍ
يبتلع الغرباء ْ
بعد قليل ٍ
عاد من النجف الأشرف ْ
كي يمسح عن عينيّ ظلال الحلم ِ
و يخبر بالبشرى فاطمة الزهراءْ
قبل قليل ٍ
أكملت العقد الرابع دون شموع ٍ
أو موسيقى صاخبة ٍ
أو حلوى الميلاد ْ
كان أنين المئذنة عميقا ً
و أنا أحرث جثـّة هذا الليل الممتدّ
من الذعر إلى النهر ِ
أتلمّس ناي الكلماتْ
بعد قليل ٍ
تصحو الزوجة ُ
و الأولاد ْ..
يعلو جرس الحصّة في مدرستي
كي تخطر آنستي
بوشاح ٍ نيليٍّ تدخل قلب الصفّ
و تفتح كرّاس الأمجاد ْ
بعد قليل ٍ
تغفو نافذة ٌ مغلقة ٌ من أمسي الأوّل ِِ
أمضي نحوك ِ
مثل بياض الشَّعر ِ خفيفا ً
دون صلاة ْ
"*" عن عنوان لقطعة موسيقيـّة للفنان " نصير شمّة "
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2007 | |
08-أيلول-2007 | |
29-حزيران-2007 | |
22-أيار-2007 | |
31-آذار-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |