قيل اهبطا
2007-10-07
و لو قلتِ نمضي
مضيتُ إلى سِدرة الوردِ
لا ريب فيما أرى :
ليلكِ المخمليّ
و أمداء فوحكِ
إذْ يصدح الياسمينُ
و يصغي
إلى ماء صوتكِ
لو قلتِ ..
أمضي
إلى الأخضر السرمديِّ
كأنّ اليقين احتمالٌ وحيدٌ
و دون صباحكِ لا ظلّ للسروِ
لا سلسبيلَ..
و قمحكِ أبهى و أعلى من الأرضِ
حيث تنام النجومُ
على العشبِ
دون غطاء يديكِ
و لو قلتِ ..
لم يكُ بيني و بين البروقِ
سوايَ
و أن أرتدي غيمةً
لا تكفُّ
و أن أقربَ الشجر المستريحَ
على ضفّتيكِ
و لو قلتِ نمضي
قطفت الكلامَ من السهبِ المستجيرةِ
في موئل الشهدِ
آنستُ صورة وجهكِ
في المشرقينِ
ذررت حنيني على الدربِ
ثمّ مضيتُ
و أمضيت في النسكِ
صوتي
و إذْ قلتِ نصعدُ
ألقت خيولٌ بضوضائها
في عروقي
و إذْ قلتِ ..
ما كان يكفي
لأصعد نحو كمائن ضوئكِ
أن أرتقي درج التوقِ
أو أن أغلّ
إلى غاية الإنبهارْ
فخفّ البراقُ
و شال خطايَ إلى حيث شاء البنفسجُ
أبصرتُ ما شئتُ ..
هذي مياهكِ
و الموجُ يحرس نوم الملائكِ
في عرشكِ المطمئنّ
و تلك الذرى أينعت في الشتاءْ
و أبصرت ما أشتهي
إذ عرجتُ
جداول من عسجدٍ
تترقرقُ
أنهار تجري إلى مستقرّ العبيرِ
ربىً تستظلّ بحمدِكِ
روضاً يسبّح حسنكِ
في كلّ فجٍّ عميقْ
كأنّي ..
على مغربِ الوقتِ
ألمح شمساً
تحطّ على راحتيكِ
و تغفو
إلى أن يحين الطريقْ
و لو قلتِ نصعد ..
أسريت نبضي
إلى قدسِ روحكِ
لم ألتفتْ للمساء المعبّد بالخوفِ
أو لارتجاف النخيلِ
على فضّة العمرِ
طرتُ ..
إلى جذع صوتكِ
أيّان يرسو النداءْ
و مسّت يدي أيكَ توقكِ
أنّى مسستُ
العذوبةُ ظلٌّ بَرودٌ
و يسّاقط التوت و الأرجوانُ
على ضفّة القلبِ
كيما بسلطان نوركِ
يغفو الخريفُ
على بُسط الأقحوانْ
و لو قلتِ ..
لم أستبدّ بأنحاء مائي
و ما كان أن تستفيق الدوالي
بعيداً من الاخضرارِ
على ولهٍ لا ينامْ
و لكنّ صيف المراثي
قريبٌ
يحوّمُ فوق سمائي
يهوّمُ خلف جداري الأخيرِ
و يكتب بالأبيضِ الملكيِّ
قرار النزوحِ
عن المنزلِ الحبقيِّ
و عن جنّةٍ من نعاسٍ و حلوى
و عن كرزٍ
لا يخضّب بالإثمِ
زهرَ الحواسْ
و لا يستوي النومُ و الموتُ
في مشهد الحزنِ
أعلم ما ينبغي كي تضيء المسافةُ
بين السحابةِ و البرتقالْ
و كيما أوحّدني في عديدكِ
تحتاج روحي
فصولاً من التيهِ
أحتاج كونكِ فيّ
و فجراً يساررني الضوءَ
أن أتقي
صورتي في الطريقِ
و أن أتقيكِ ..
فإمّا سنهبطُ
هل يرتوي العشق و العاشق الفردُ
من غابةِ الصدقِ
أو من مساراتِ وجدٍ تكوثرَ
حتّى ..
لقد شفّ دمع الحقيقةِ
في عينِ عيني
و لم يعدِ الوجدُ إلاّ ظلالاً
لما لا يقالْ
و أبصرتُ ما لا أطيقُ
غلالاتِ نورٍ
و سبعاً طباقاً
و ممّا يفيض عن العرشِ
من دهشةِ الاحتفالْ
و من فتنةٍ لا تبوح بأنوائها
للغَريبِ ..
و لا .. لا أبوحْ
و إمّا سنهبطُ
ذا أوّل النذرِ
ثمّ إلى شهقةٍ في مستهلّ الفناءْ
و قد حدّثتني المواقيتُ أنّك قلتِ
عن الظنِّ
ما ليس يرجو اليقينُ
و قلتِ :
ألا أيّها المتطيّرُ من كستناء العذوبةِ
خذ بين رملكَ
تفّاحة الإبتداءْ
سيبرأ في قابل الخوفِ
وارد ناري
و تهمدُ أمواه قلبكَ
في قربة الوقتِ
أنّى هممتْ ..
فأمّا و قد أوشك الغيمُ
لا أستطيع ..
سمائي مخضّبةٌ بالرحيقِ
و أخضر ثلج الوصايا
فكن ما استطعتَ
و لا تعتذر عن صلاة
و نجوى ..
و أمّا و قد قلتِ
نهبطُ
ها .. وردة الحلمِ تذبلُ
في كأس صومي
و تطبق أجفان روحي
على برزخ الاشتهاء
فلا أقربُ الشجرَ المستغيثَ
بلألاء وهمي
سأهبط من غابرِ الليلِ
نحو تراب البدايةِ
و حدي .
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2007 | |
08-أيلول-2007 | |
29-حزيران-2007 | |
22-أيار-2007 | |
31-آذار-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |