حطّاب الكلمات
2007-05-22
خاص ألف
لن أوقظك ِ
هذا الوقت المتأخر
من ليل الإثنين ِ
يشابـه قلبينا
متعبة أنت ِ ..
تقولُ أصابعك الناحلة ُ
و سرب يمام يشهد ُ
كم أبرقت ِ لصمت الإسفلت ِ
و للعربات ِ
و كم أصغيت ِ..
حتى ابتلعت عيناك نداء الدرب ِ
فنمت ِ
و نام الليل على هدبيك ِ
صدرك حين يلامس أنفاسي المخنوقة َ
يحكي
عن قفل الباب الصدئ ِ
كيف يخونُ - بأمر الريح - يديك ِ
و يبكي
ثمّة ثوب السهرة ِ
- أزرقُ مثل سماء ٍضاحكة ٍ -
لم يغفُ
يحدّق في السقف المتهدّل ِ
يتململ فوق الكرسيّ الخشبيّ ..
و يعلن خيبته ُ
في الركن البارد ِشال الصوف ِ
و ظلٌّ لامرأة ٍبيضاء َ
تعدّ القهوة لاثنين ِ
حرير المنضدة الغامقُ
إبريق الماء ِ
و كأسان مفضضتان ِ
أوان ٍ لعشاء ِاثنين ِ
و تلك الشمعة مطفأة ٌ..
لا شيء تغيّر عن طقس الأيام الفائتة ِ
و ليل الإثنين ِ
أؤكدُ .. لن أوقظك ِ
لن تخدش نومك خطواتٌ رعناء ُ
سأمكث قرب سريرك ِ
بعض ثوان ٍ
ثمّ أغادر ُثانية ً..
قد أدخل عالمك الأبيضَ
أو أتلصّصُ
من نافذة النوم على مرمرك ِ العاجيّ
و لكنْ
لن أقرب نار خريفك ِ
أيتها المرأة ُ
فأنا أعرف فاكهة الفصل المتأخر ِ
كيف تذوب على شفتيِّ
و كيف تذوّب ملح الحزن
بمائي المقرورْ
لن أقرب خبز أنوثتك ِ
و ماء الياقوتْ
أعرف هذا العري المتكسّرَ
بين حطامي
يشعل بخّور التوبة ِفي تنّور الصدر ِ
و يتركني - في رفق ٍ-
للموت ْ
أحدٌ لا يدرك
كيف قلائدك انتثرت
في جسد ٍ تشرينيٍّ
و تدلّت مثل ثريّا الكون ِ
ففار التنّورْ
شَعرُك ِ
و العنقُ المشغول بلطف النعناع ِ
ظلال الفخذين ِالملفوفين ِ
و رائحة صنوبرتين ِ
حليب الزندين ِ
و ماس الركبة ِ
أو ما بينْ
هذا العطر النازح من ثنية إبطك ِ
قطرة شمس ٍ جذلى
و النمش الزهريّ بهار ٌ
تركيّ اللكنة ِ
عطش السرّة ِ قمرٌ أشقرُ
يتأرجح بين الهاويتينْ
ياء التثنية ِ الممدودة ِ
صوب الهوّة ِ
واو الضعف ِ
و خصرٌ يختصر العطفَ
و يعصف بالقوّة ِ
خيط الدمع المترقرق بين النهدين ِ
خشوع ُالبرقين ِ
صلاة ٌحانية ٌ ..
ترمي السحر ِإلى البحر ِ
و تروي العطشينْ
حلمتك اليسرى أو عبق القرفة ِ
لا أذكرُ
من أين شربتِ الضوء
و كيف مسحت ِ
بزيت الزيتون القدسيَّ جفوني
فغرقتُ
شربت ِ
غرقتُ
مددت يديك ِ و شلت ِ
و عدتُ ..
و شلت ِ
فعمتُ ..
ضممت الآه الراجفة على شفتيك ِ
لممت النرجسَ عن أغصان النخلة ِ
تهتُ
و تاهت لغتي
بين فواح القمح ِ
و بين تضاريس الموت ِ
نهضت ِ إليّ
تساقط طلحك فوق العشب ِ
حبوت على شفتيّ
و حين ضحكت ِ .. ركضتُ
و ..
و محوت ُالسطرينْ
عشبك ِ
ملمس عشبك ِ
- أذكر برد يديّ-
و دفء الآس الطالع ِ
من شهقة خوف
هل يذكر خوفك خوفي
عبثاً ..
و نثيث الورد يطوّق روحينا
في غبش الصحو ِ
و يدمي أحصنة الخوفْ
صوتك ِ
مخمل صوتك ِ
شجرٌ يوقظ أمسي
و يطيّر " تسعاً " و ثلاثين ربيعاً
في بؤبؤ عيني
مطرٌ شرقيّ ٌ
يخرج من لاهوت الزمن العابث ِ
يفتضّ الغيمَ
و يرسم تفاحاً أحمر
فوق بياض الشفتينْ
هذا الجسد المطويّ كمشكاة ٍ
تأكل ظلمة روحي
هذا المسك العابق ُ
في ليل الإثنين ِ
صباحٌ يتنزّه في الأرياف ِ
يسابق ريش الوقت ِ
و يغفو ..
بين ذراعيّ و بيني
أيتها المرأة ُ
لا أوقظ كفـّيك ِ بوشم الكلمات ِ
و لا أهتك أغصان أنوثتك ِالعالية
كقصر ٍ شتويّ
فأنا حطّاب الوهم ِ
و ثمّ يباس ٌ في رأسي الناشف ِ
و الغرفة ضيقة ٌ دونك ِ
أو دون الحلم ِ
سأغمد َعريك بين هلالين ِ
و ألمّ النوم من الطرقات ِالرطبة ِ
ثمّ أغادر ثالثة ٍ صوب الحبر ِ
و لن أوقظك ِ ..
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2007 | |
08-أيلول-2007 | |
29-حزيران-2007 | |
22-أيار-2007 | |
31-آذار-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |