الانكسارُ من طبعِ الظلال...
كرار سالم الجنابي
خاص ألف
2019-08-31
الكتابةُ احتضارٌ من نوعٍ آخر
على الشاعرِ أن يختارَ ميتته المناسبة
الموتُ: أكثرُ بلاغة من احتضارٍ طويل
يا أبناء الفاقةِ!
مَن كبيرُكم الذي علّمكم الشِعرَ؟
إنها فكرة جنونية المنشأ
القصيدةُ: وجعُنا الذي نُحب..
الشعراءُ كائناتٌ لا تُعمّر كثيرا
يموتون مع كلّ وخزةٍ من دبّوس المواقف
يقبعون في الطرفِ الآخر
من هذا العالمِ البارد مثل جثّةٍ
بينما يقود المترفون.. الحياةَ من عنقِها
كـ كلبٍ أجْرَب
أيها الشعراءُ:
الذين لا تربطكم بالحياةِ علاقة طيّبة
قِفوا منتصبين في منتصفِ العتمةِ
أو منتصف الضوء
وحده الانكسار.. من طبعِ الظلال!
*
في قامة هذا الليل
و قد تناصفَ الحزنُ
أعلم أنّك في مقهى ناءٍ
تتلاشى ..
مثل أحلامِك الهزيلة
الوقتُ في مدنِ الدمع
نصلٌ أعمى
يحزّ رأسَ صبرك
تتحسّس التبغ
على شفاهِكٙ اليابسة
وجهك الذي تلبّسته
صفرةُ السنبلة
أصابعك:
تعِبتْ من قرعِ الطاولةِ
ترتجفُ..
كإنّ احتضارا دبّ في روحك
تُحصي خيباتك الثلاثين
تسعى جاهدا..
لـ انتزاع رأسك
رأسك الذي صار ثقيلا عليك
و فائضا عن حاجتك
لتلقيه في مقالب الندامةِ
و تنتهي أسيفا
كـ آخر لحظةٍ
من عمرِ الحريق
خيط دُخان و حفنة رماد!
*
مذْ قرّرتِ امتلاكي
تحت ذريعة الحُبِ
ما كانَ عليَّ سوى أن استسلمَ
لأصفاد شراهتكِ
أمدُّ لكِ إرادتي كـ صحراء
أرخَتْ جسدها
لنجمِ حضوركِ الثاقب
أين كتفكِ الثلجيّ؟
رأسي اسندته كثيرا إلى الحائط
في غيابكِ
أنا الذي أموت في غيابكِ مرّة
و في حضوركِ مرّات .
***=****=***