في المدينةِ البعيدة كانوا يطعنوننا دائماً بسكاكينَ حادّة ولكثرة الخوف كانت أُمّي تدفُنُ دموعنا في ثوبِها. في المدينة يجلسُ الحزنُ كضيفٍ في غرفتنا الضّيّقة يرسمُ يومنا الكئيب بدمِ أبي. في المدينة المُخابرات كالجراد في كُلِّ مكانٍ لِذا كَبُرنا بِسُرعةِ الضّوء وبجروحٍ كثيرة وكُلّما خرجنا من حدود بيتنا البائس نظرنا خلفنا بِكثافة كسجينٍ خرجَ لزيارةٍ مُؤقّتة. في الحرب هربنا من سجننا لنعيشَ في سجنٍ آخر سجنٍ على شكلِ خيمةٍ صغيرة. كُلَّ مساء أجلسُ أمامَ الخيمة كي ينامَ طفلي دونَ قلق. وفي الصّباح حينَ يأتي موظّف المنظمات من أجلِ توزيع كرتونة المواد الغذائية أزرعُ طفلي في قلبي خوفاً أن يطعنهُ أحد.
**
2
في مخيم اللجوء لِأنّني كُنتُ وحيداً لم أحظَ بأيّةِ خيمة لِذا جعلتُ من فستانِ أُمّي الذي أخذتهُ معي كذكرى خيمةً كبيرة. كانت الخيمة دافِئة لِأنّ أُمّي زرعت في جيوبهِ قلبها.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...