1 لأنّكِ لستِ هُنا يمرُّ الوقتُ بطيئاً يا أُمّي. قبلَ أن تذهبي إلى النّوم أودُّ أن أقولَ لكِ بِأنّني أذهبُ إلى العملِ باكراً يدايَ الصّغيرتان اللتانِ كانتا تحمِلانِ القمحَ والقطن الآنَ مليئتانِ بالإسمنتِ والرّمل جسدي عميقٌ بالجروح لكنّهُ ليسَ أكثرَ عُمقاً من جرحِ قلبك. السّماءُ أيضاً يا أُمّي ليست كسماءِ بيتنا الصّغير هُناك كُنّا نرسِمُكِ بِكثافةٍ على أيَّةِ غيمة. هُنا ولِأنّ السماءَ ذاتَ لونٍ أحمر أخافُ أن أرسُمَكِ يوماً على غيمةٍ عابرة فيسقُطَ طفلٌ صغيرٌ مثلي مليءٌ بالجروحِ والخيبات. 2 منذُ اليوم الأوّل أخبرتُ طفلي بأنّهُ لاجئ أخبرتهُ عن الخِيم الصّغيرة الخِيم المليئة بالحُزنِ والغياب. طفلي الوحيد منذُ خمسُ سنواتٍ وأنا هُنا أحلمُ كثيراً بعودةٍ ميّتة أجلسُ كعجوزٍ تكدّست في عينيه كُلّ الدّموع والخيبات. أنا أيضاً طفلٌ مثلك لكن بحجمٍ كبير وجروحٍ كثيرة. لديّ أُمٌّ جميلة وأبٌ عجوز أبٌ لم ألتقِ به منذُ زمنٍ. حينَ سمعت أُمّي خبرَ قدومك سافرت إلى مكانٍ آخر كي ترى ملامح وجهك من خلالِ الصّور مُنذُ ذلك الوقت وهي تُقبّلُ شاشة الهاتف وتُرتّبُ لكَ ثياباً لن ترتديها. أبي أشترى لك سيّارةً صغيرة ومسدّساً مائيّاً. أخي يتّصلُ كُلّ يوم ينظرُ إليكَ كثيراً يقولُ لكَ حبيبي، حبيبي ويبتسم ثُمَّ ينتظِرُ منكَ أيَّ ابتِسامة. صغيري الجميل ها قد أخبرتُكَ بِكُلّ شيء كُن بخير.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...