أنا جائِعٌ خلفَ الحدود وتِلكَ الطّيور التي تأكُلُ من يَدكِ يا أُمّي، تقتُلُني عبرَ أسلاكه أتأمّلُ وجهَكِ أملأُ تجاعيدَهُ العشوائية قُبلاً من فمِ الأزهار.
هُناك أسألُ الله كيفَ أُرتِّبُ هزائِمي من كوةٍ مُرتَجِفاً؟ كيفَ أُقيمُ الحِدادَ لِقلبٍ تتقاسَمُهُ العناكب؟ كيفَ أُصلّي للدِماء التي تتدلّى بِبُطءٍ من جسدِ المسيح؟
هُناك حينَ يبتَعِدُ الضَّوءُ عن خلوتِهِ انتظِرُكِ يا أُمّي انتظِرُكِ لِترفعي رأسَكِ هُنيهَةً رُبّما ينمو الهواء رُبّما تنمو أجنحتي فأهبُطُ بِحُزنٍ أمامَ ثوبَكِ الأسود الذي ابتاعهُ لكِ والدي يوماً ما من إحدى أسواق بيروت.
طفلي الذي سرقتُهُ من كَبِدكِ يبيعُ هُنا أوراقَ السَّجائر وعُلَبَ الماء في أحد المُخيّمات كُلّ صباحٍ ينتَظِرُ لِساعاتٍ رَغيفَ خُبزٍ بارد يُغَنّي عِندَ كُلَّ خيمةٍ مثقوبة قصيدة "الحدود الأخيرة" لــِ ميناس ديماكيس كُلَّ صباحٍ يمسَحُ الهواء عن وجهي يرمي بالقمح من يده لِأطفالٍ يرقصونَ كالنّوارس على ثديِ هذهِ الأرض و يربِتُ بِمَهَلٍ كَتِفَ ذاكَ الفقير الذي يأكُلُ قلبه.
تِلكَ الطّيور التي تأكُلُ من يَدِكِ يا أُمّي تقتُلُني فأنا هُناك يُغطّيني البردُ بِمخالبه أتعثّرُ بالملل كضريرٍ تائه في قصائدِ "لوتر يامون" وأتّكِئ على صخرةٍ هوائيّة كعجوزٍ أحمق يَتَذوّقُ آهات الثّكالى.
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...