أقُول كفَى ثمّ أقبل على ارتشَاف قَهْوة مُرّة فوق دِكّة مقهى قَدِيم لا أقول مع كلّ ذلك اكتفيتُ فالارتواء نقيصة كبرى أنَا هُنا أو هناك لا أحدّد الأمر بدقّة العسس أو المخبرين قد أقفز أو أنطّ أو أتمشّى في هدوء لكنني لا أُنَاظِر أحدًا غير وجْه يرْسِل الابْتسام يقول شكرا على مرقى الغائب
لا أقول في عزلتي أنّني أستحقّ أن أبقى قريبا من كلماتي ذلك أنّه يليق بي أن أردّد بلا ترف المجد للمسافة التي صنعتها بين أصابعي
لا أقول كذلك أنّني أسكن العتب اللّقاء في الرؤية أوجد فيّ الشوق للجلوس على تكيّة تحت سفر النّجم في موته لم أترك الحضور إلاّ لأن قدمي قد أَنِسَت الغياب ما عاد القلب دليلا ولا عاد فصلا لكن أقول مع ذلك كلّه أننّي قد ولجت الصّمت وقعدت في المرايا أتعقّب الصّورة والخبل والاشتهاء
لم أغادر صوت الرّحلة أمعنت قصدا في الذّاكرة شربت من نهر يجري بالحبّ واغتسلت رأيت مطرا قديما وتينة خضراء أطلت الفكرة قصدا تغزلّت بوجه عابر وأرسلت السؤال هل الأحجار بنات الطّريق؟ هل يمكن للعابرين أن يكتبوا على التّراب الدوائر؟ أن يجعلوا الغياب كلام عيب أن يعيدوا رسم المطر على وجه المُحتجب
المجد لكلّ ما يُنسى ويندثر أفتح الوردة لكن لا أبحث عن الرّائحة أُقيل مثل مَلك أرعن كلّ قسماتي ثمّ أُدير الرّيح نحو بياض لم تصنعه نُدف الثّلج لا حرج إذا أصبح وجها لمرآة صقيلة وأصبح تارة حكاية أخرى ثم أنتهي في ريح الكلام أقول ولا أحاذر المجد لكلّ ما يُنسَى ويَندَثر
أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...