قصة / البيت المريح
2007-08-17
كانت نمرة حذائي 37 ، الآن هي 39 ، و أحيانا 40 .
و السبب يعود إلى المشاوير الصعبة و الطويلة للبحث عن سكن مناسب.
في آخر هذه السلسلة من المشاق السكنية ، كنت أصعد في منطقة مرتفعات وسط طريق ترابي غير مبلط و معي ابني.
قلت له : لقد تعبت. هل اقتربنا من الوسيط العقاري..
على ما أظن إن اسمه التجاري كان : البيت المريح ، أو لعله البيت السعيد.
قال و هو ينظر إلى أمام : كلا...
بالفعل لم يكن هناك أمامنا على مد النظر أية لافتة.
كانت المنطقة بعيدة. على حدود العالم إن شئت. و ترى منها المدينة وراءك. بعيدة و ساحقة. و حولها غمامة سوداء هي الغلاف الشرير الذي يكبل أحلامنا منذ فترة و جدران البيت السابق أشبه ما تكون بنفير استيقاظ. لسنا محقين في قولنا للجدران آذان. أحيانا لها أصوات تطحنك بضجيجها إلى أن تصبح دقيقا طريا لخبز الحياة.
حينما تأكدت أننا لسنا على مقربة من الهدف. وقفت في وسط السماء. هكذا أعبر مجازيا عن لحظات التريث و أنا أهم بالصعود أو المتابعة. دائما تنتابني شكوك أنني عبارة عن سحابة خفيفة تجمع قطرات بخار لم يئن الأوان لتهطل. و لا همَّ لي غير الابتعاد في الشاهق و المرتفع ، ضد الجاذبية الأرضية ، كما تقول كاثي فيش.
و هنا و أنا أستجمع أنفاسي انتبهت أن لابني سماعات على أذنيه. و منها يتدلى خيط أسود رفيع موصول بجهاز تسجيل و لا شك أن الكاسيت كان يدور فيه من غير توقف.
دورة باتجاه واحد ، من اليمين إلى اليسار ، و من غير توقف.
كانت الموسيقا ، تأتي باتجاهي خافتة. كما لو أنها هدير محرك على وشك الإقلاع.
سألته : ماذا تسمع..
قال من غير تفكير : بلاك ميتل..
طبعا لم أستوعب ذلك في حينها ، كانت معلوماتي تتوقف عند حدود الستينات ، كان للمغني اسم علم.
**
وصلنا إلى الوسيط العقاري. و شاهدنا الباب الحديدي موصدا. و كانت أمامه شجرة بائسة تعاني من الكبت . لا هي بظل على الأرض ، و لا هي تحمل البراعم كأنها سدرة المنتهى.
لقد كانت مثل هذه الحال ، حياة مع وقف التنفيذ .. بانتظار الغد تموت واقفة ، و لا يصعد منها نفس واحد.
08-أيار-2021
30-تشرين الأول-2007 | |
17-آب-2007 | |
31-تموز-2007 | |
20-آذار-2007 | |
18-تشرين الثاني-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |