قصائد من (الخيط في يدي) 1
2008-03-23
مفتتح
خذلني الوقت
وخسرت ُ كل شئ
حائط أخير تبقى
أنت يا ربة الكتابة
فرممي جسدي
تغمدي بحنانك كل فضائحي
ولا تدقي آخر مسمار في نعشى.
***
السمكة الوحيدة
كلهم يرجعون إلى بيوتهم
بصيد ثمين
البحر خاشع أمامى
ماذا ينقصنى كى أكون صيادا ؟
صنارتى جيدة
وقاربى متين
لماذا إذن أعود إلى عتمتى
بلا سمكة ؟
الصبر ؟
من يخبر الصبر مثلى ؟
أنا الذى وقفت أكثر من ربع قرن
أمام أفران الجنوب
دون زفرة واحدة ؟
الحظ ؟
ربما
غير انهم يصطادون
بلا حظ
وبلا صبر
وبلا صنارة
وبلا بحر
لماذا لا أريد أن أصدق
أننى السمكة الوحيدة
وأنهم لا يفعلون شيئا
سوى العودة بى
إلى بيوتهم كل مساء ؟
***
باب الزنزانة مفتوح
لا أصدق
باب الزنزانة مفتوح
الحراس يهنئوننى
يطلبون السماح
ويرجوننى أن لا أنسى حلاوة الخروج.
لا أصدق
الحرية ترقص عارية
أمام تخت شرقى
وأنا لم أمت بعد
لم أمت
أفكر فيما سيحدث للحياة
عندما أعطى ظهرى للسجن
لكأنهم لم يمنعوا عنى الطعام والشراب
لكأنهم لم يجلدونى
لكأننى لم أسمع استغاثات زوجتى
فى الحجرة المجاورة
لكأننى اعترفت لهم
بالجرائم التى لم أرتكبها .
باب الزنزانة مفتوح
لكن رائحة متجهمة
تتحجر فى فراغه المستطيل
الحراس يجذبوننى فرحين
وأنا أتشبث بالجدران
كيف لم اشعر بحنانها من قبل ؟
الحراس يتركوننى أمام بوابة السجن
ويدخلون ملوحين لى
أرتمى على البوابة المغلقة
وأخبط بكامل قوتى
أنظر للفضاء الشاسع المقمر
وأعاود الطرق والاستغاثة.
**
أفكرمثلا فيما سيحدث
لو أعطيت ظهرى للسجن
وخطوت فوق الرمال الناصعة .
سوف تنطلق صفارات الإنذار
وتستقر عدة طلقات أعلى مؤخرتى
سيشهد الزملاء
بأنى هربت
وأنهم أحضروا جثتى
من خارج السجن .
***
***
أرتب حياتى دونها
( 1 )
أرحل خلف أصدائها الغامضة
أعرف أنها خلقت من أجلى
من أجْلى وحدى
وأنها أيضا تفكر فىّ باستمرار
تعرف أنى خلقت من أجلها
وعدم العثور عليها حتى الآن
لا يقلقتى كثيرا
فأنا على يقين
من أننى فى لحظة مباركة
ودون أن أقول لها شيئا
أو تقول لى شيئا
سأجد يدها فى يدى .
( 2 )
كنت أريدها بجوارى
حين اشتبكت مع لصوص المصلحة التى
أعمل فيها
وحين خرجت من السجن
كنت أريدها فى انتظارى
وبينما أرتمى مكدودا
فوق سريرى المغبر
أقسمت أن لا أغفر لها أبدا
وظللت أشتمها
حتى طرقنى النعاس
وامتلأتُ بالغربان
والبروق النافقة .
( 3 )
ينبغى أن أرتب حياتى دونها
يكفى أننى خربت أكثر من ثلاثين عاما
ينبغى أن أحافظ على لقمة عيشى
وأن أكونا مرنا بعض الشئ
لابد وان أتزوج بفتاة طيبة
وأنجب أطفالا
أحلم بنبوغهم
بينما أزرع بضعة أشجار حول البيت
ينبغى أن أرتب حياتى دونها
غير أنى على يقين
من أنها ستباغتنى
فى لحظة ملعونة
وقبل أن أغفر لها
ستقول لى : سامحتك
سأشعر لحظتها
أنني ارتكبت فى حقها جرما
دون أن أدرى
سوف أقبض على يدها بقوة
وأمشى نحو البعيد
دون أن أفكر لحظة
فى بيتى
أو أولادى
أو شيخوختى.
08-أيار-2021
13-أيار-2008 | |
03-نيسان-2008 | |
23-آذار-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |