قصَصٌ تَنْقَصُهَا الحْرُيِّةَّ ُ
2008-07-19
حُكْمُ الزُّعْرَاْنِ
...........................................................................................................................................................................................ولم يكن بوسعي حين فقدت المستشرقة بكارتها التي لم تأسف عليها أسفها على فقدان أطروحتها الأكاديمية.........................................وبقيت صورة اغتصاب المستشرقة لصيقة ذهني التصاق صورة الأزعر الذي استدرجنا إلى قصره ليزوّدنا بشجرة عائلته، ودور جده في الثورة الوطنية ...........................لم تكن المقارنة مستحيلة ............سبق أن رأيت هذه الوجه حين كنت أعمل حارساً ليلياً لمقام الولي ( الشيخ حميد) وحينها كان أبو الأزعر حياً، وهو صاحب الحل و الربط في المنطقة بينما ابنه كان يمارس مشيخة اللصوصية ......... رأيته نفسه عندما أوهمني بأنه قدم لتقديم النذر للشيخ حميد ، وبينما كان يخدعني بصلاته انقض عليّ و قيّدني ........................... مازال يلوح بخاطري لَوَحان دم ...... المستشرقة ، كوفيّته التي عضتها بكل أسنان تاريخ ...... وهي تئن فوسمتها بقطرة دم ..................ولما أجمع أهل الخير آخر الليل ....... أن لا حلّ إلا الاستنجاد بنائب المنطقة لأن يده أطول من أي يد .. وسّطتُ أبناء عمومته ، برغم أنهم انتفخوا محتجين ، لم أطمئن حثيثاً ، قصدت ( مرغل ) ، فقد تذكرت أنه ممن تؤخذ منه الحكمة اليائسة ،فهو معروف على وضاعة مكانته قياساً لأهل النائب ،أنه امتلك من الجرأة الساذجة كدواليب الحظ ، مما قرّبه من النفوس، فيحكى عنه أنه الوحيد الذي لم يكن ثوراً أو حصاناً و لا حماراً ، لكنه فَلَح البيدر ، تم ذلك لما عاقبه أبو الأزعر، إذ كان من فروض طاعة وجاهته، أنه كلما قام أو قعد في المجلس،على جميع الحضور أن يقوموا لقيامه ، ولما كان (مرغل ) كبير السن ،أجبره شقاء القيام والقعود في إحدى الجلسات ألا يقوم ،حيث كان الشيخ ( أبو الأزعر) قد استطاب إقعاد الناس وقيامهم، فراح كل خمس دقائق يخرج من المضافة فيقوم الناس وحين يصل إلى خارج الباب يختلس النظر إليهم، فما إن يقعدوا حتى يدخل فيقومون .. لكن مرغل في المرة العشرين لم يقم ، وكان مجلسه بجانبه، فانتبه الشيخ ، فراح بصوت هامس يضربه بالعصا التي يهش بها ، ويقول له : أنت لمَ لا تقوم ، فردّ مرغل : مولاي خففَ شيخ (سكّرة) عني الصلاة لوهني، ألا تخفف أنت عني ..........جن جنون الشيخ فعاقبه بأن ربطه بالمحراث القديم الذي يجره ثوران، وأقسم أن يحرث البيدر، ومن يومها، و مرغل مربوط بالمحراث يحرث ، وبرغم أن مرغل لا يفهم بالسياسة إلا أنه كان يتنبأ بثورة يونيو التي تجرّد الإقطاع من أرضهم ، فلا ينتهي من حراثة أرض البيدر التي أوقفها الشيخ لنفسه، وهي أقل بخمسة أمتار من مساحة مملكة موناكو الشرقية ، وأكبر بعشرين ملكاً من مملكة ... لكن مأساة مرغل كبرت فقد كان في المنطقة إقطاعيٌّ واحد بينما أصبح كل مَن اقتطع له الإصلاح الزراعي ...... إقطاعياً ثورياً لم يكتف بمطالبة مرغل بحراثة أرضه بل صار يطلب منه، وهو يدوس ببسطاره الكاكي على رقبته أن يحرث كل الممالك العربية ؛ مذكراً إياه بأن هذه الثورة التي أوحت بها ثورة يونيو ، إنما هدفها الأول و الأخير وحدة الأرض العربية، وأن لا حياة في هذا البلد إلا للوحدويين، وأنتم أدرى بسوء طالع مرغل ، فكل يوم تزداد الدول العربية دولة جديدة .......................................... و لما وصلت إلى مرغل ، وكان يفكرّ بصوت عال كم متراَ بقي له ليصل إلى حدود قطر ، بادرته بالسلام ، فردّ : يا أخي يا متعلم لماذا، عقّدتم الحجر و الشجر بعقائدية الوحدة، ولم تستطيعوا أن تجلبوا( تركتوراً ؛ أي جراراً آلياً) عقائدياً واحداً ، توكلون إليه مهمة حراثة بلاد العرب ، سألته : كيف لي أن أصل إلى النائب، ضحك ضحكة فلحت كل الصحراء العربية برنينها اللاعقائدي ، وقال : بإحدى حسنيي الذكر العربي ... تذكرت من يبكي على بكارة المستشرقة ... دخلنا قصره .... أنا لم ترحمني الجلطة .. لا الدماغية ، و لا القلبية ولا العقائدية ... لكن المستشرقة التي طالما تغنت بمقولة : لا نخون الخبز و الملح . أصيبت بجلطة مالحة جداً بحيث جعلت القصر كله ملحاً أسود ...قيل :إن العرب تيمناً بالخير ........ سموه فيما بعد الأبيض المتوسط ، لقد كان سعادة النائب بكلي أزعريه ... وعلى رأسه الكوفية ذاتها... فقط أزهق العطر الذي ... قليلاً من بقعة الدم التي تركتها عليها.. المستشرقة ...... خرجت،و بقي صوت مرغل الذي رددتْه في أذني القبة، والخط المذهب ( وحكمهم شورى) : مَنْ دخل برلمانه الأزعر ..فهو...........................................................................
08-أيار-2021
12-آذار-2011 | |
19-تموز-2008 | |
22-أيلول-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |