Alef Logo
ضفـاف
              

حوار مع الروائي العراقي برهان الخطيب

ثورة الرزوق

2006-08-22

الروائي العراقي برهان الخطيب: التفاعل بين الواقعية والحداثة أبدي
برهان الخطيب الروائي العراقي المعروف قلم مخضرم. نصفه في الماء ونصفه الآخر على اليابسة. عاصر العالم في فترتين. قبل وبعد. الحرب الباردة ثم النظام العالمي الجديد. توزع بين القارات على طرفي العالم، الغرب (أوربا ـ السويد) والشرق (السوفيتي) حاملا العراق في قلبه دائما، وهكذا صدر نتاجه الإبداعي مسافرا إلى المستقبل حافلا بالتفاصيل صورا وأفكار، عواطف ومشاكل وطموحات.
قرأنا له عدة أعمال إشكالية، روايات ناصعة مشحونة بعبق الأنوثة وطغيان الذكورة، بالحب، بالسياسة، بكل ما في الحياة الاجتماعية من مظاهر ومؤثرات. إنه العراقي الأصيل، القادم من
بغداد، المضمخ بدجلة والفرات، (البرمائي) الذي لا يصيبه عطب. رواياته أساسية تذكرك بلغة جبرا النظيفة، بمفردات نجيب محفوظ الإيحائية، بألوان الواقع العراقي الخصب بأقوامه ولهجاته العديدة.
إضافة إلى تراث من التراجم له هو في الواقع صلة وصل بين الشعوب وذاكراتها.
ولأننا في نحتاج إلى إعادة فتح ملفات بنية ثقافتنا التحتية، ما سلف وما سيأتي، كان هذا اللقاء، بالنقد نحسن أداءنا، في ثقافتنا العربية السائد توجيه الانتقاد أكثر من قبوله، لكني اخترت محاورا متميزا، لا يوجه النقد تلقائيا لانتقاده، إنه الأديب برهان الخطيب. لماذا أيضا؟ من قراءتي له وعنه تبينت قدرته في إدارة الحوار صعودا إلى هدف نبيل، بين أبطاله في رواية أو قصة، ومع الغير. تأريخه الأدبي أكثر من عشرين كتابا، ترجمة وتأليفا، قصة ورواية، ومقالات كثيرة، تضمنت مواقف جمالية وسياسية متوازنة ثاقبة من وفي الأحداث. الخطيب حاضر على الساحة الأدبية ثلاثة عقود، تميزت بتغيرات ومنعطفات، غادر بلده العراق نهاية الستينات مهندسا وكاتبا، لم يعد له غير مرات، آخرها الثالثة ومعه التلفزيون السويدي (بعثة القناة الرابعة) لتصوير سفرته. عُرض الفيلم على خلفية أحداث العراق الدراماتيكية. قابلته قنوات أخرى وصحف أوربية. بآرائه المعلنة وأدبه ملتزم بنص واضح حيوي، رغم ذلك التبست مواقفه على البعض، سُفر من بلد السوفييت قبيل البريسترويكا مخفورا. كذلك موقفه من الحرب الأمريكية ضد العراق، بين موالاة واعتراض. حياته الخاصة لم تنج من دوامات، طلق مرتين. وما زال الخطيب يكتب بحيوية. قررت مشاكسته.
اتصلت، قلت أريد أنقدك. رد: التحدي مع الأدب مقبول. إليك اسئلتي إذن وأنت حر في تفكيكها مثلما أنا في تفكيك تجربتك. رد ضاحكا: لا تخافين الخسارة؟ قلت: لا أخشى الخسران معك، أنا كاتبة مبتدئة. الخطيب: المبتدئون ينازلون على غير الساحات العامة. قلت: لا تحب التحدي؟ رد: قد التف على أسئلتك وأحرجك مع مطبوعتك. جابهته: هيا لحوارنا. سألني: ما أسم مجلتك أو صحيفتك؟ تمهلت وأجبت: لم أقرر مكان نشر الحوار وقد لا ينشر، مستعد
؟ قال: مستعد منذ سمعت صوتك. لنجعل هذا الحوار إذن ورشة عمل.

الرزوق: أستاذ برهان أولا أنت في الخارج وراء الحدود منذ الثمانينيات وحتى الآن. في فترة الحكم الشمولي و بعد الأحداث. ما هي الأسباب ؟
الخطيب: الفاضلة ثورة الرزوق، سوف تكون لي ملاحظات على أسئلتك لجعلها صالحة لنشر حِرَفي، رؤساء التحرير لا يحبذون المسائل الشخصية إلاّ إذا ارتبطت بعام، بفكرة ظهورها مسموح، يجب أيضا تحديد أية مجلة أو صحيفة تنوين النشر فيها، الأستاذ سومرست موم هكذا علمنا، لصحيفة توجهها، علينا فهم لغتها لتفهمنا. ما لا يناسب يرفض ويضيع الجهد حتى لو كان جيدا، الجودة مرتبطة بذوق عام وخاص بمَن يدفع للمطبوعة وينصح. غير الجيد ينزّل إلى مواقع قراؤها لا تعنيهم النوعية.
لا شارع ونافذة
خصوصيين
الرزوق: برأيك أصبح الإعلام سوق نخاسة؟
المثقفون ينتجون سلعة مشروطة وإلاّ لا تسوق في واجهات أنيقة، ترسل إلى سوق هرج بخسة رغم جودتها، والمثقف في غربة، هكذا فهمتك..
الخطيب: شرطة وإضاءة مرور تتحكم بسير الشوارع، أرباب الثقافة بما ينشر، بالإزاغة وهذا خطر يمكن المروق حينا. لا شارع ولا نافذة خصوصيين. مهم أيضا المتلقي. أفضل الذي يخالفني الرأي. مَن يتبن رأيي لا ضرورة لمحاورته، معه الكلام إمتاع ومؤانسة، كالأهل. أعلى ينحو العقل إلى جديد، مصحوبا بتحد كحوارنا. أداتي صور أحولها فنا، في رواياتي مثلا. أداتك فكرة مشهرة اراها. إذن علينا اصطياد الفكرة ومواصلة المبارزة. التوتر يحرك. شخصيا ما زلت أحلم بدفع الدنيا إلى أمام، حلمي في الصبا وآمل إلى آخر يوم لي. لن نتفق على كل شئ طبعا، الاختلاف على السطح قد لا نراه في العمق، أو العكس، قد يكون قصورا بالتعبير، الوضوح مطلوب لتسريع التفاهم. لتكن الأسئلة والردود إنموذج تعامل بين متحاورين حقا، أفحص سؤالك وأرد.
الرزوق: تفضل الحوار تلقائيا أستاذ برهان أو الأسئلة المكتوبة؟
الخطيب: كلاهما مناسب. لا ضرورة لكلمة استاذ، يكفي الأسم الكامل للمخاطبة بداية ثم الاكتفاء باللقب. في سؤالك السابق ذكرتِ (أولا) من غير (ثانيا) ارفعي أولا أو إلحقيها بثانيا. قلتِ أيضا (وراء الحدود) أية حدود؟ حدود بلدي، الوطن العربي، غيره؟ استبدالها بـ (خارج وطنك العراق) يجعل التعبير وافيا والمعنى واضحا. اللبس يصعب القراءة، القارئ يريد الانتقال إلى المعنى التالي سريعا بدل التساؤل.
اللامباشرة والمحسنات اللفظية مطلوبة، زينة للمرأة الكاتبة كي لا يقال مسترجلة. إنما يجب أن يظل الجنوح والتهويم اللفظي الجميل مرتبطا بالمعنى الأصلي، لتطويره إلى غايته، أي إيضاح المعنى جماليا. وقلتِ (الحكم الشمولي) ولم تحددي هل الذي كان في العراق أو آخر في الخارج؟ غربتي طويلة، لأسباب قد تتضح، كما ذكرتِ (بعد الأحداث) ولم تحددي أية أحداث. عقل القارئ يريد المعنى كاملا قلت بأقل كلمات. صياغة سؤالك ممكنة بأشكال عديدة، لنجرب مثلا: الخطيب مهتم بوطنه لكن يعيش خارجه قبل وبعد سقوط نظام شمولي فيه، لماذا؟ لاحظي لو حذفت أية كلمة تخلخل السؤال، لا حصافة من طرحه في هذا الحال.
لو سألتِ مثلا لماذا لا يعود فلان إلى وطنه؟ طيب، لأنه غير مهتم به، أما وأنت تضعين (مهتم بوطنه) على أساس سؤالك يستدعي ردا. بالعقلانية والمنطق يتطور الحوار، بغيرهما يدور حول نفسه، ككلب حول ذيله.
الرزوق: أتبني صيغتك الجديدة لسؤالي، فيها إدانة ضمنية لك، فما ردك؟
الخطيب: غادرت العراق أواخر الستينات. بعد تقديم مخطوطة روايتي (شقة في شارع أبي النواس) إلى مصلحة السينما بطلب منهم، بعد هذا جاءتني نصيحة بمعنى لو شئت السلامة كن حذرا بطرح المواضيع الساخنة.
علمت الرواية تمنع بعد نشرها، منعت فعلا من دخول العراق، كنت خارجه. والدي أصيب قبيل هجرتي بطلق ناري من مسدس مسؤول كبير في حادث معروف. حكم الحزب الواحد قنن حرية التفكير والتعبير خارج منهجه. أصبح لزاما عليّ البحث عن تلة أرقب منها ما يجري، لنقله إلى أجيال شعرت بمسؤولية نحوها لتعلمي واطلاعي. كانت على شاشة تفكيري مشاكل تنتظر الجميع، بقصة نشرتها في مجلة (الآداب) بداية السبعينيات ذكرت: أرى الفجيعة تقترب إلينا أسرع من الريح، لكني لم أكتب طبعا بحجم حربين في الخليج، لم تكونا وقعتا. بدت الهجرة أيضا أفضل طريقة للاحتفاظ بمحبتي لبلدي. كنت مسؤولا في ديوان رئيس مهندسي وزارة الإصلاح الزراعي حين أوفدت إلى الخارج، استقلت من وظيفتي، درست الأدب أكاديميا وعملت في الترجمة لإدامة بقائي هناك. شعرت حينه كأني حفيد كلكامش يواصل كشف المجهول، عرفت للحقيقة ثمناً غالياً، ولما حدث انعطاف آذار 2003 كنت مؤهلا للعودة إلى بلدي بشوق كبير، سافرت قبيل نهاية ذلك العام إلى بغداد لتسوية عودتي، وقعت صدفة في تقاطع نار، البعثة التلفزيونية معي نجحت في تصوير حفل الموت ونحن في مركزه، عرضته القناة الرابعة السويدية ببرنامج حيوي عن الزيارة وأحداث العراق، نجونا بأعجوبة، إنما ليس هذا الحادث وراء نكوصي عن العودة، بل إخفاق الأطراف السياسية هناك وخارج الحدود في توفير الحد الأدنى من تفاهم ضروري للبقاء، خلافه لجوء لسلاح لحماية النفس، إذن وداعا للقلم؟ لماذا اخترته إذن منذ البداية أداة للسبر والتجلي؟ هكذا أصبحت التلة لزاما عليّ مرة أخرى. منها في الأقل أرى ما يجري تحتها
أفضل مما لو كنت في المعمعة.
الرزوق: (الأسئلة التالية مكتوبة) منذ بداياتك وأنت واقعي إلى حد كبير. السرد مباشر. ومن غير صور ولا استعارات. لم تؤثر الحداثة ( لا بايجابياتها ولا سلبياتها ) عليك. هل لديك طلسم ضد الحداثة، أم أنه موقف شخصي من الأدب والحياة.؟
الخطيب: لو حذفتِ (السرد مباشر. ومن غير صور ولا استعارات) من سؤالك يمتن، لسببين. الأول استطرادك هذا يحدث شرخا في السؤال، يحفز لمناقشة الملامح الفنية للواقعية، وهل اختصارك لها صحيح، فالواقعية لا كما تفضلتِ، قولك هذا أقرب إلى المدرسة الطبيعية منه إلى الواقعية، في حين تسعين لبحث دور الحداثة في أدبي، أي ما ينبغي الرد حقا عليه.
السبب الثاني، موجزك هذا يوجه الرد نحو مناقشة قراءتك واستيعابك لأدبي، هل هما كاملان، يفتح ثغرة في سؤالك لنقدك ومهاجمتك لو تسرعتُ من نوع: اقرئي رجاء ما كتبتُه جيدا ثم نتكلم عنه، أو راجعي ما كتبه نقاد عنه قبل توجيه السؤال. التشخيص المبتسر لا ينصف كتاباتي القصصية، في الدحض لي حق، لأن سردها غير مباشر ابدا، وهي حافلة بصور واستعارات.
حتى المباشرة استعملتها أحيانا كأسلوب فني ضمن اللامباشرة السائدة في عملي الأدبي، ما يدل أنكِ لم تقرأيني جيدا حقا .
الحداثة في قلب الواقعية
أعود إلى الشطر المهم في سؤالك، تأثير الحداثة في أدبي ورأيي منها. تعلمين تجربتي الأدبية تمتد إلى أوائل الستينات، حينه كانت المنافسة شديدة بين تيار تجريبي حداثوي أراد قلب الدنيا وفي النتيجة قلبَ نفسَه، وآخر واقعي واصل في هدوء تجربة كتاب قدموا منجزا لا يتستهان به في الخمسينات، وفي النتيجة تفوقوا على سابقيهم. حال الرواية العراقية اليوم يؤكد ذلك. تأكدت غلبة التيار الواقعي على التجريبي منذ الستينات، خذي مجلة جبرا (العاملون في النفط) وهي مركزية لتلك الفترة وانظري ماذا فيها، أنا أكثر مَن نشر فيها من قصاصي جيلي، هذا لا يعني البقاء للأصلح فقط، ضمنا يعني أيضا أن التيار الواقعي استوعب الحداثة، لتدفقه في نفس المناخ وتبنيه نفس التطلعات، التفاعل بين الواقعية والحداثة أبدي، اختلفنا في العراق بالشكل ولم نختلف على المضمون، حافظ الواقعين على الصلة مع القارئ ومعقولية السرد، التجريبيون قطعوها ورفضوها، ثم عادوا إلى الواقعية، صديقي عبد الرحمن الربيعي رائد التجريبية في القصة العربية عاد بقصصه التالية وروايته (الوشم) إلى الواقعية، على الطرف المقابل احتوت قصتي (بأمر السيد المدير) المنشورة في (ألف باء) نهاية الستينات على أفضل ملامح التجريب والحداثة، التقطيع، الفكر المستقبلي، تصوير اللحظة الراهنة من زوايا متعددة، الناقد
الكبير الطاهر كتب: برهان نسيج نفسه، مصنفا إياي في خانة وسط بين التيارين.
إذن كانت الحداثة وما زالت في قلب الواقعية. البعض يرى في الحداثة خروجا على كل القيم، هذا أرفضه، الفن من غير منطق وتعبير عن الواقع لا يكون فنا، بل هلوسة، تعرفين كتبوا عن واقعية بلا ضفاف، والأشكال المتعددة للواقعية، أمّات الروايات العالمية اليوم تعود وتنهل من الروايات الكلاسيكية وتقدم نفسها في أشكال رصينة (كلاسيكية حديثة) نعم دخل على المضمون الهم الغرائزي مؤخرا والتنويع على معنى الفردية ودور الحلم والعلاقة بالمجتمع، اي ما فعلته أنا في رواياتي التي أكتبها منذ نهاية الستينات إلى اليوم حتى قبل ظهور مصطلح (الكلاسيكية الحديثة) في الغرب، ردود الفعل التي وصلتني من أكاديميين ومثقفين حقيقيين وقراء عاديين عوضت لي أكبر الأوسمة.
ثم انظري إلى روايتي بل قصتي الطويلة (ضباب في الظهيرة) المنشورة نهاية ستينات القرن الماضي، في تركيبها الواقعي جوهر الحداثة، الصدق في التعبير لا التصوير، أنا حاولت بها جمع الاثنين، صدق التعبير والتصوير، سابقا محور كل الروايات المرأة، حينه فكرت لكن المرأة غائبة عن حياة الشباب اليومية فلماذا الكذب وكتابة قصص حب على طريقة القدوس ومحفوظ والسباعي وغيرهم، لأكتبن رواية بلا امرأة، هكذا فعلت، فكتب عنها مستشرق: هذه رواية (اللا رواية) أو (الرواية الضد) . الناقد المصري كمال النجمي كتب في (الكواكب) المصرية عن مجموعتي القصصية (خطوات إلى الأفق البعيد) الصادرة عام سبعة وستين (هذه قصص مكتوبة ليست للسينما والتلفزيون) كان ذلك عجيبا في أدب توجه كل كتابه إليهما، ربما في ذلك الحرص على إدامة الصلة مع المتلقي نجد سبب نجاة معظم الكتاب السوريين والمصريين من بدعة التجريب آنذاك واليوم، إضافة لعدم تعرض مجتمعيهما لخضة كالتي أصابتنا نحن العراقيين وجعلتنا نفكر بالأسس والبناء الفوقي لأدبنا ومجتمعنا.
أدركنا جميعا نحن كتاب الستينات والذين بعدنا أن التجريب والحداثة المجردين أوصلا إلى طريق مغلق، وأن في قدرة الواقعية استضافتهما بكل التنويعات. انظري إلى ما كتبه كامو سابقا، بول اوستر، كونديرا، ماركيز، وغيرهم من الشطار اليوم، لم يخرج عن إطار الواقعية، حتى وهو يسمى بمختلف التسميات عبثية أو سحرية أو غيرهما. هدفي كان وما يزال أدب يسهم في جعل حياة الناس أوضح وأمتع وأجمل وأفضل، هل هو موقف شخصي من الحياة، أظن هو موقف حصيف تبنته أجيال من المثقفين العرب. كيف حققتُ واحقق ذلك؟ هنا يتجلى موقفي الشخصي.
الرزوق: كيف أثرت حياتك الشخصية بأدبك. ما طبيعة علاقتك مع أبنائك. بالمناسبة أين هم. ماذا يصنعون الآن. هل حققوا جزءا من النجاح الذي وصلت إليه في الأدب مع أنك مهندس؟
الخطيب: الصحيح كيف أثرت على أدبك لا بأدبك. حياتي الشخصية ضمن حياة العراقيين العامة المضطربة طيلة عقود تعرضت تلقائيا لصدمات. كان بإمكاني خفض رأسي وجعلها تمر فوقي، لست من ذلك النوع، انعكس هذا طبعا في أدبي وأثر عليه سلبا وإيجابا، سلبا حين تحرق الأعصاب والوقت في أتون مشاكل كان يمكن أن لا تكون، وإيجابا حين يدخل كل ذلك كسماد في الأرضية المحروثة بالقلم. دافعت طيلة أعوام الغربة الثلاثين تقريبا عن حقي داخل العائلة وخارجها في أن أبقى روائيا صادقا حقيقيا وعيت دوري المسند لي من الطبيعة والتأريخ كراوية لطموحات أهل بلدي وما يحدث حولهم. جاءت النتيجة باعتراف مراقبين حسنة وعنى هذا نجاحي بتوظيف حياتي الشخصية في الأدب، رغم كثير من المتاعب والآلام المرافقة لذلك. السر في حرصي على حرفتي أكثر من أي شئ آخر داخل حياتي الشخصية وخارجها، وفي إبقائها نزيهة رغم أنف أصعب الظروف. بلا نزاهة الكاتب موظف مرتش، وعرضحالجي بلا اسقلالية وخبرة.
علاقتي مع ابنائي جيدة جدا رغم ظروف الانفصال، البكر استقل تقريبا بحياته دارسا الكومبيوتر ومشتغلا في الولايات، والعفريتان الآخران مع أمهما، زوجتي الثانية، يدرسان أيضا، في السويد، لهم تصوراتهم الخاصة عن الحياة، الأدب يقولون جزء من الحياة، وأنا أرى الأدب حياة. نختلف لكن لم نتخاصم مطلقا. سعيد بوجودهم متمنيا لو حكم الأذى وقوعه عليّ لا عليهم.
في وضع عادي قد يعيش الروائي والمفكر الحر تعارضا مع ثوابت حوله لبحثه عن الجديد والأفضل، ينعكس هذا شاء أم أبى اضطرابا على وفي حياته الشخصية، فكيف الحال في مهجر ووقت دخل بلدي فيه حربين، حتى لتبدو ثمة صلة لذلك بطلاقي مرتين.

تعليق



أشهد أن لا حواء إلا أنت

08-أيار-2021

سحبان السواح

أشهد أن لا حواء إلا أنت، وإنني رسول الحب إليك.. الحمد لك رسولة للحب، وملهمة للعطاء، وأشهد أن لا أمرأة إلا أنت.. وأنك مالكة ليوم العشق، وأنني معك أشهق، وبك أهيم.إهديني...
رئيس التحرير: سحبان السواح
مدير التحرير: أحمد بغدادي
المزيد من هذا الكاتب

هل نكتب بحد السيف

30-تشرين الأول-2007

قصة / البيت المريح

17-آب-2007

قصائد للشاعرة الرومانية هاريكليا ميرونيسكو ـ ترجمة

31-تموز-2007

قصة / مديري الجديد

20-آذار-2007

إيروتيك / هواجس غير أمومي

18-تشرين الثاني-2006

حديث الذكريات- حمص.

22-أيار-2021

سؤال وجواب

15-أيار-2021

السمكة

08-أيار-2021

انتصار مجتمع الاستهلاك

24-نيسان-2021

عن المرأة ذلك الكائن الجميل

17-نيسان-2021

الأكثر قراءة
Down Arrow