Cheese Cake
2009-02-13
غروبٌ لديّ
شروقٌ لديك!
ليست فروقَ تواقيتَ
ولا حساباتِ جغرافيا
ولا هو دورانُ أرضٍ
ومسافات،
الحكايةُ
أنّي أرسلُ الشمسَ إليكَ
كلَّ يومٍ
من هنا
كي تحطَّ على كتفك هناك
وتوشوشَ في أُذنِكَ
عن حالي:
في الليلِ حارسةٌ الشجر
وعند الصبح
أعبئُ الشمسَ في حقائبَ
لأرسلها إليك.
مُتعَبةٌ!
لكنني أجملُ
حين المسافاتُ بيننا:
عيناي
تزدادان بريقا
إذْ تفتشان عن قسماتِك
بين وجوه مدينتي،
ولساني
يصيرُ أرقى
لمّا يشتهي مفارقةِ المِلحِ والسُّكر
في ال Cheese cake،
وأُذناي
لمّا تَشُوقان صوتَكَ الشماليّ
وتلك السَّعلةَ قبل الكلام
-من دون قرط الزمرّد-
تكونان أبهى!
فهل البهاءُ خطيئة؟
حتى شَفَتي
حين تحنُّ إلى تمتمةِ حروفِ اسمِكَ
تكونُ كالطفلِ يبصرُ العالمَ
كي يحبَّه،
فهل الطفولةُ ذنبٌ؟
وهذا جلدي
إذْ يهفو لملمسِ جلدِكَ
فإنه
يمدُّ خيطا بين البداية
وبينه
فهل الحنينُ إلى البداياتِ إثمٌ؟
وساقاي
انظرْ
تُشعانِ نورًا
إذْ تسرعان الخطوَ صوب المقهى البعيد
المقهى
الذي يحنُّ بطرْف إلى صَلَف روسيا
وبطرفٍ يرومُ أناقةَ باريسَ
بشراشفَ حمراءَ
ونبيذٍ أحمرَ
وحوائطَ حمرَ تسترقُ السمعَ
على امرأة ورجل
يتدربانِ على الحبِّ
ثم الفراق.
الاسم الفرنسيّ:
Café Rouge
في الشارع الإنجليزي
مفارقةٌ أخرى
تشبهُ مفارقةَ الكَرَز الأحمر مع الجُبن المالح
في كعكتنا البعيدة،
تشبهُ مفارقةَ الحُبِّ والهجر
في حكايتنا.
"التدخين ممنوعٌ في الداخل"
فمَن الذي خرج معي تحت المطر
كَرْما لسيجارتي؟
أكانَ أنتَ
أم حبيبٌ يشبهُك؟
هذا خصري
مثل سيجارةٍ مهمَلة
لم يَحِنْ بعدُ أوانُ جفافِه
ولا أصابعي جَمُدَت
حول القلم وفوق الورق
كما زعم الوشاة!
تعرفُ أصابعي لا تزالُ
كيف تشيرُ إلى أنفكَ
إلى ذقنِكَ
إلى عينيكْ
وتقولُ:
هذا أنفُ حبيبي!
هذي ذقنُ حبيبي!
لا تأتِ إليّ
ظلّ بعيدا
كي تظلَّ حركةُ الأرض
ولعبةُ النورِ والظل،
ثُمَّ
أنا أجملُ حين تنأى!
لكنني وحسب
قد نسيتُ شيئا معك
شيئا مهمّا.
لا،
ليس خصلةَ جديلتي الجعدة
التي خبأنا بينها شعرةَ معاوية،
ولا خاتمي الخشبيَّ جلبناه من الجسر العتيق
ولا حتى قلبي
المدسوس بين أوراقك،
خابَ حدسُكَ من جديد
فأنتَ دائما تنسى،
هو قرشٌ ذهبيّ
عليه رأسُ ملكة
منحتُكَ إياه
كي تمنحَه شحّاذًا يلبسُ خوذةَ فارسٍ
يقفُ عند بابِ القرونِ الوسطى
تذكر؟
الفارسُ البرونزيُّ!
الذي خِلناه تمثالا
يعرفُ اسمي قليلا
قرأ نصفَه في عينيّ
ونصفَ النصفِ في عينيكَ:
حطَّ السيفَ
ثم انحنى وقبّلَ يدي،
أدارَ عنقَه
ومن وراء قناع الحرب
غمزَ لك:
فتاتُكَ حُلوة!
فوهبتَه القرشَ
ثم همسَ معاتبًا:
أنتَ حبيبُها
فاحمِها من اللصوصِ والشعراء!
وأنتَ
استرددتَ منه القرشَ
ولم تحمِني!
افتحْ كفّكَ
انظرْ!
ها هو قرشي!
رُدّهُ إليَّ
ورُدّ قلبي.
القاهرة / مايو 2008
08-أيار-2021
07-تشرين الأول-2017 | |
20-تموز-2014 | |
28-حزيران-2014 | |
18-حزيران-2014 | |
11-حزيران-2014 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |