حاتم علي ينفي أن يكون جمال مبارك هو ممول (الملك فاروق) !
2007-10-27
الملك فاروق... ملك مصر والسودان... أحد الغابرين الآن... وأحد الذين تم نقل صورة غريبة وغائمة عنهم وكأنهم من سلاطين الحكايات القديمة، وليس على بعد رمية عصا في الزمان كما يقال،أحد شخوص القرن العشرين، وصاحب حراك واسع في النصف الأول، والراعي الأول لتأسيس جامعة الدول العربية، ومفصل خطر وحساس للغاية، في تغيير شكل المنطقة، المخرج حاتم علي يتناوله هذه السنة، في مسلسل تلفزيوني ضخم، يشد المشاهدين من مختلف الشرائح والطبقات.. الذين خضعوا للسياق والذين خرجوا عنه، الذين قذفوا خارج حياتهم المألوفة ذات التقاليد، وأولئك الذين حلّوا محلهم وارتبكوا وارتبكت حياتهم حين جرت خلخلة مسارها.. نحاور حاتم علي كصانع للعمل ومشرف على تفاصيله وخياراته، وكصاحب اقتراح جديد هذه المرة...
ـ آخر مرة تحاورنا فيها كانت منذ عدة سنوات، وكان موضوعنا (الزير سالم)، وقتها قلت لك بأنك عملت في مسلسلك، بالتعاون مع ممدوح عدوان، على تحطيم (رمز) و(أسطورة) شعبية عاشت في أذهان الناس قرونا عديدة... اليوم أنت تفعل العكس، وتعيد بناء شخصية (محطمة) و(مخربة) في أذهان الناس على المستوى السياسي والاجتماعي والفكري... إلخ..
ـ لم يكن في حسباني، تحطيم صورة ما، أو بناء صورة محطمة، ولكن إذا كان الأمر كذلك، فهذه مقارنة تنبئ عن تباين مابين التاريخ، والسيرة الشعبية، وعن فراق ما بين الحقيقة والوهم، ومن هنا تبدو الصورة محزنة، لأننا نكتشف أننا شعب يعيش ويبني قناعاته على الأقاويل، والأكاذيب، ولا يعنيه البحث عن الحقيقة، رغم أن للحالتين ما يبررهما، فالمخيال الشعبي، كان بحاجة، إلى بطل وجده في شخصية الزير سالم، فصنع منه (أسطورة) ومثالاً، تحولت مع الأيام إلى حقيقة، وفي حالة الملك فاروق...
ـ وفي حالة الملك فاروق كان المجتمع يحتاج إلى بطل يتغلب عليه ويهزمه..!!
ـ في حالة الملك فاروق، تم استغلال هذه الشخصية، لأغراض سياسية بحتة، من خلال إلصاق الكثير من الأكاذيب بشخصه وعهده، فتحوّلت بفعل ماكينة إعلامية هائلة، إلى حقيقة موازية، الطريقة التي أعمل بها ترى أن الدراما التاريخية، هي إعادة نظر في الشخصية والخطاب والعصر من زاوية مختلفة، لا تركه إلى السائد، ولا تعبأ الدراما التي آمنت بها بالصور النمطية السائدة، وهذا ليس فقط من منظور سياسي أو فكري، وإنما أيضاً من منظور درامي، لأنني أعتقد أننا لا يمكن أن نصنف البشر ما بين أبيض وأسود، هذا كما أعتقد أفيد من الناحية الدرامية، وأكثر قرباً من الواقعة التاريخية.
ـ كثيراً ما رددنا كلام رسول حمزاتوف في السهرات والنقاشات ( إذا أطلقت مسدسك على ماضيك، أطلق المستقبل مدافعه عليك) ...ولكننا مع الأسف نشطب ماضينا... ونمحوه... ونتعامل معه بقسوة .. لماذا كل هذه القسوة التي تعاملت بها ثورة يوليو52 مع شخصية ملك مصر فاروق؟
ـ ساد ولفترات طويلة في الدراما التاريخية، مبدأ أنك لا تعود إلى التاريخ إلا لتنتقي منه الصفحات المشرقة، وهذه النظرة، لا تخرج بالعمل الفني عن إطار (الدعائية).. وتضع المشاهد العربي أمام خيارين، ماض مليء بالانتصارات، وواقع مليء بالانكسارات والهزائم، أنا أميل إلى العودة إلى القراءة الأكثر إشكالية في التاريخ العربي لمناقشة، بالطبع، موضوعات راهنة، لأن العمل التاريخي لا يستمد مشروعيته إلا من خلال الأسئلة الراهنة والمعاصرة التي يطرحها، وهذا يبعد التهمة عن أن العودة إلى التاريخ هي هروب من استحقاقات الواقع، لا يجب أن نكتفي بالانتقائية أو لعب دور أساتذة التاريخ في الجامعات، ما شدّني وجذبني إلى نص الملك فاروق هي تلك المعادلة في إعادة تركيب حياته، وعصره بنظرة موضوعية، دون أحكام آيديولوجية، أو أخلاقية مسبقة، لنكتشف من خلاله أن أكثر شخصيتين تعرضتا للظلم في تاريخ مصر، هما آخر ملوكها وأول رؤسائها(الملك فاروق ـ والرئيس محمد نجيب).
عصر الملك فاروق كان يمور بالحراك الاجتماعي والثقافي والفني، وأيضاً السياسي.. صراع أحزاب، انتخابات، حياة برلمانية، دستور.. وتداول للسلطة، وبالتالي فإن وصم عصر بأكمله بالفساد هو فعلاً من قبيل إطلاق الرصاص على الماضي.
ـ ألم تكن تتوقع أن يثير هذا العمل حفيظة الطبقات الاجتماعية والسياسية التي استفادت بالفعل من إبادة عصر الملك فاروق، وشخصياته وتقاليده وترفه... التداعيات التي ستحصل منذ الآن .. ستفتح ملفات سياسية وثقافية واجتماعية لا أحد يعرف إلى أين سيصل الجدل حولها ... كان هذا في بالك حين بدأت بالمشروع ... حياة الملك فاروق ؟
ـ هذا أمر مؤكد، فكما أن الملك فاروق وعصره، أثارا الكثير من الجدل، فمن الطبيعي أن عملاً عنه سوف يثير جدلاً مشابهاً، فالخلاف حول المسلسل ليس خلافاً مع الماضي، بقدر ما هو خلاف مع الحاضر، مع التأكيد، بأن مثل تلك الأصوات التي تنطلق من هنا وهنا وتهاجم العمل حتى قبل أن تشاهده كاملاً.. إنما تنطلق من فكرة خاطئة، لا أظن أنها موجودة في أذهاننا، وهي الدعوة إلى الملكية، فلا أعتقد أيضاً أن أحداً في مصر أو غيرها يدعو إلى عودة الملكية، مطلب الناس الآن هو الديموقراطية، والمساواة، وحرية الرأي والتعبير، والحريات الشخصية، وهي مطالب عالمية، تخص البشر جميعاً، لأنها حاجة إنسانية، وليست فقط مطمحاً سياسياً.
ـ ولكن هنالك من استولى على العالم الذي كانت تعيش فيه تلك الحالة التي وصفتها، وبالتالي فهو لن يقبل بنبش قبور سكانها القدامى ..
ـ ما أحب أن قوله هو أن الاستغلال السياسي للتاريخ، لخدمة أفكار آيديولوجية، أو حزبية، أو سياسية، هو أمر في غاية الخطورة، وهو مع الأسف نهج عربي بامتياز، فتاريخ أي بلد عربي، عادة، لا يبدأ إلا من اللحظة التي جلس فيها الحاكم الحالي على كرسي الحكم، وهذا برأيي من الآفات التي أصابت التجربة السياسية العربية بالعجز، لأتها تحرمها من تراكم الخبرات، ومن الاستفادة من السيرة التاريخية لتجربة العلاقة ما بين الحاكم والمحكوم.
ـ لابد أن نسأل... هل يحرجك التعامل معك، كمسؤول عن المحتوى الثقافي للعمل، وأنت المخرج؟ أم أنك تفضل تحميل الكاتب مسؤولياته وإبقاء التبعات البصرية فقط على عاتقك؟
ـ هذا سؤال دقيق جداً، يكشف طبيعة العلاقة ما بين الكاتب والمخرج، وما يشوب هذه العلاقة من لبس وغموض، وهو سؤال يطرح بصيغ مختلفة، من بلد إلى آخر، ويشير إلى فهم مختلف لتلك العلاقة، في مصر على سبيل المثال، يحمل الجمهور، النجم، المسؤولية الفنية والفكرية عن العمل الفني، بينما الجمهور السوري يميل إلى إلقاء المسؤولية على المخرج، وفي هذا تثمين لدوره كصانع للعمل الفني، أنا شخصياً أُسال ، وخاصة في مصر، أسئلة من نوعية : هل شطبت بعض المشاهد للمؤلف؟ أو هل (تدخّلت) في أداء الممثل؟ وهذه أسئلة جاهلة، ولا تصدر عن معرفة، ما يظهر على الشاشة، هو نتاج عمل مشترك، ما بين المؤلف والمخرج، وهما يتحملان مشتركين المسؤولية كاملة، وإسهامات المخرج عادة، لا يمكن اختصارها بحذف المشاهد أو إضافة أخرى ، فالمخرج، عادة يعيد كتابة ما سبق وسطّره المؤلف على الورق بالكلمات، المخرج يعيد هذه الكتابة، ولكن بأدوات مختلفة، وهو بالتالي يمكن له أن يخون شريكه المؤلف دون حذف، أو إضافة كلمة واحدة.
ما أريد قوله، بالمحصلة، هو أن المخرج، عادة مسؤول مسؤولية كاملة عن العمل الفني، ليس فنياً وحسب، بل فكرياً وسياسياً وأيضاً.
ـ باعتبارك مسؤولاً عن المحتوى الفكري كما تحب أن نراك، فلنفكر معاً، بما يدور في أذهان جمهورك السوري، عندما يشتغل حاتم علي على عمل معاصر، شائك، يضرب على حديد السياسة المعاصرة .. يذهب نحو التاريخ السياسي المصري!!!... ألا توجد مشاريع (غير رسمية) لإعادة كتابة التاريخ السياسي السوري المعاصر عبرالدراما...؟
ـ هذا يقودنا إلى طبيعة المساحة المتاحة، في سورية، أمام كتابة مغايرة وجديدة، أظن أن بداية تشكل الدولة السورية وتطورها فيما بعد، وانتقالها من نظم سياسية مختلفة، هو أمر درامي بامتياز، وفي الوقت ذاته، إشكالي، من الناحية الفكرية، وهذان عنصران مغريان، كمنطلق لدراما جذابة ومعاصرة، لكن كما يبدو، الوقت ما زال غير ملائم، أو ربما هذا يعود إلى مشكلة الانتقائية التي تحكم خيارات صانع العمل الفني، لذلك تجد أن ما يسود في الدراما السورية تلك الأعمال التي تتحدث عن النضال ضد المستعمر بشكليه التركي والفرنسي، وهذه أعمال تبتعد عن مناقشة (السياسي والفكري) والإشكالي، وتلتجيء إلى المحسوم والمتفق عليه كالنضال ضد الاستعمار.
ـ ربما يعود سبب غياب أعمال تحفر في الشخصية السورية هو عدم الاهتمام أصلاً بتشكل تلك الشخصية، ولذلك تجدها عرضة للرياح المختلفة ... ربما سبّب البعد القومي العربي في الثقافة السورية تأخيراً في نشوء الدولة ... وبالتالي لم يكن هناك مشروع مشابه لمشروع محمد علي باشا منذ قرنين مضيا على الأرض السورية..
ـ هذا صحيح ..ولذلك فإنك لا تجد مناقشات جادة في الدراما السورية لمواضيع من هذا النوع... ويتم تجاوز الفكرة إلى مواضيع محسومة كما قلنا.
ـ ولكن كيف استقبل الشارع المصري المسلسل وهو يعمل عميقاً في الشخصية المصرية بما يؤثر على عدة أجيال عاصرت الملك فاروق وأخرى تلتها وما زالت تعيش نتائج الانقلاب الذي غيّر حياته وعرشه ومصر بأكملها؟
كان استقبال المصريين للمسلسل أكبر بكثير مما توقعت، لأكثر من سبب، لأنه دائماً كان هناك نفور عام في الشارع المصري من الأعمال التاريخية، إضافة إلى أن المسلسل يمكن اعتباره عملاً سياسياً يناقش قضايا قد لا تكون جذابة للشارع، لكن ما حدث، فاق كل تلك التوقعات، واحتل المسلسل حسب الإحصاءات نسبة المشاهدة الأعلى، حتى من قبل الشباب، وهذا أمر يستحق التوقف عنده. ربما ساهمت وجهة النظر المختلفة في إثارة الانتباه، دون أن نغفل بطبيعة الحال، الشكل الفني، المختلف عما هو معروف وسائد في الدراما المصرية، والغريب في الموضوع أنه وحتى على المستوى الرسمي ـ حسب نتائج التلفزيون المصري ـ فقد نال المسلسل المرتبة الأولى في التقييم الذي تشرف عليه لجنة من ثلاثين ناقداً .. وحاز على معظم الجوائز كافضل إخراج وسيناريو وغيرها... ونال تيم حسن تقييم أفضل ممثل، وجاء بعده يحيى الفخراني ثم نور الشريف، كما نال عزت أبو عوف، وصلاح عبد الله، جائزة أفضل ممثل دور ثاني..
ـ كيف اخترت ممثليك ... هل كانت المعايير الشكلية التي تقترب من شكل الشخصية الأصلية هي الأساس أم أنك بحثت عن الأكثر مواءمة للسياق الدرامي ..؟
ـ كان أمامي حلان، إما اختيار الممثل بناء على قربه من الشخصية الأصلية، أو أن أفتح خياراتي باتجاه أوسع، وتصبح الموهبة هي المعيار، أحببت أن أمسك العصا من الوسط، فعندما ينتمي العمل إلى تاريخ قريب، وتكون الشخصيات ما تزال موجودة في ذاكرة الناس، يصبح من الصعب عليك تجاوز معيار الشكل، وهذا ما فعلته، فيما يتعلق بالشخصيات الرئيسية.
ـ على ماذا عثرت في تجربة التعامل مع الممثلين المصريين ؟
كان هناك بعض الاختلافات .. وهذا أمر مفهوم وطبيعي بسبب طبيعة التقاليد بين بلد وآخر، ولعل من فضائل العمل المشترك هو خلق حوار من شأنه أن يخلخل بعض القناعات عند الطرفين، بكل الأحوال هذه الفروقات تجاوزناها بعد وقت قصير من بداية التصوير، رغم المبالغة التي أظهرتها بها الصحافة المصرية..
ـ هل أدخلوك في دوامة (سوري في مصر) ؟
ـ بطبيعة الحال.. فمجرّد تقديمك لتبريرات لوجودك في مكان ما، يشعرك بأن وجودك غير شرعي!
ـ ما الذي يدفع شركة إنتاج سعودية، للتعاون مع مخرج سوري، لإنتاج عمل مصري؟!.. هذا السؤال ليس من عندي .. ولكنه تساؤل يطرحه البعض.. حتى أن هناك تضمينات تشير إلى أن تمويل هذا العمل هو من جهة أخرى استترت خلف حسن عسيري وشركة صدف... ربما عماد الدين أديب ؟!
يبدو أن هناك اختلاف في مرجعيات الإنتاج، ولكن العمل هو إنتاج mbc ، أما شركة (صدف) فهي واحدة من شركات mbc التي شكّلت حديثاً، وأنيط بها إنتاج الأعمال الدرامية وتوزيعها، وهي شركة سيكون لها مشاريع فنية مختلفة في بلدان عربية مختلفة، على سبيل المثال وقعت (صدف) عقداً مع أحد مخرجينا في سوريا لتقديم مسلسل دمشقي، ما يحكم هذه الشركة، هو مصلحتها الخاصة، بمعنى منطق السوق، هو الذي يفرض تقديم أعمال جذابة، بسوية عالية، فنياً لاستقطاب أكبر قدر ممكن من المشاهدين، وبالتالي، أكبر قدر ممكن من الأرباح، وهو المنطق الذي يحكم أي منتج في العالم العربي، هذه الشركة وجدت في صناعة عمل عن الملك فاروق مشروعاً استثمارياً جيداً، أرادت أن توفّر له عناصر النجاح، وهذا هو المعيار الأول في اختياري، على أن المدرسة الإخراجية السورية الآن طرحت نفسها بقوة من خلال تقديمها الاقتراح البصري المتطور، وبدوري أخذت المجموعة الفنية التي تعمل معي دائماً (ملابس وتصوير ومونتاج وإخراج وموسيقى...) وأيضاً الممثل .. تيم حسن.. وأنا أيضاً من اختار النص الذي كتبته الدكتورة لميس جابر، وكان قد وقع تحت يدي بالمصادفة، أثناء تحضيري لفيلم (محمد علي باشا) الذي كتبته الدكتورة جابر أيضاً وتنتجه "غود نيوز" التي يرأسها الإعلامي عماد الدين أديب، حملت النص معي إلى سورية، ووضعته في الدرج لأني لم أجد الوقت لقراءته، وعندما عرضت عليّ الـ mbc مشروع الملك فاروق مرفقة الفكرة بثلاث حلقات كتبها مؤلف مصري معروف، لم أجد أن الطريقة التي تناول بها الموضوع مختلفة عن السائد، وهو بالمناسبة كاتب ينتمي إلى التيار الناصري، وهذا دليل على أن الجهة المنتجة لم يكن لديها (أجندة) سياسية محددة، عدت إلى قراءة أوراق لميس جابر، فوجدتها تلبي طموح العمل الفكري والفني، لم يكن العمل منجزاً وقامت المؤلفة بكتابة باقي الحلقات أثناء التصوير، حتى أن الحلقة الأخيرة لم نجد الوقت الكافي لطباعتها وتوزيعها على الممثلين.
ـ يعني أن إنتاج العمل ليس بأموال عماد الدين أديب التي يقال إنها أموال جمال مبارك؟
ـ أكرر أن المسلسل من إنتاج الـ mbc وليست أموال عماد الدين أديب أو أي أحد آخر. أسوق هذا لأؤكد أن الجهة المنتجة لم يتسن لها الوقت لقراءة باقي الحلقات، ولهذا فإن المسؤولية الأولى فنية كانت أو سياسية هي مسؤوليتي والدكتورة لميس جابر فقط.
ـ نسمع ملاحظات من مخرجين سوريين عن احتباسك في شرط الاستوديو .. هم يقولون إن الدراما السورية خرجت منذ زمن من الاستوديوهات .. وها هو حاتم علي يعود إليها...
ـ هذا يعود إلى طبيعة الصناعة الفنية في مصر، وأيضاً إلى طبيعة العلاقة مع الجهات الرسمية المصرية التي رفضت السماح لنا بالتصوير في الأماكن الحقيقية، التي جرت فيها الأحداث..
ـ لماذا رفضوا السماح لك بالتصوير؟ هل هذا جزء من تركة فاروق والحقد الرسمي عليه وعلى عهده ؟
ـ ليس بالضبط ..ولكن لأن كل الأماكن التي تعود ملكيتها إلى الملك فاروق أصبحت تابعة للرئاسة المصرية... وبالتالي فلم يسمحوا لنا بالتصوير داخل القصور الرئاسية كما أصبحت تسمى الآن .. وقصر عابدين هو قصر حكم جمهوري الآن.. حتى أن الاقتراب منها كان مغامرة .. فقط صورت قصر المنتزه من الخارج و(بالسرقة) ولم أكمل التصوير ... حتى يخت المحروسة الذي سافر به الملك فاروق رحلته الأخيرة بعد عزله.. لم يوافقوا على السماح لي بالتصوير فيه بحجة أنه تابع للمؤسسة العسكرية الآن!!..
أما الشوارع الخارجية، فأيضاً كان هناك صعوبات تقنية بالتصوير فيها بسبب تغيير ملامح هذه الأمكنة ودخول مظاهر الحداثة عليها، فكان الحل بإعادة خلق فضاء مصنّع، سواء في الديكورات الداخلية أو الخارجية في مدينة الانتاج السينمائي، لكنني أعتقد أن مهندس الديكور المصري، استطاع أن يقارب أجواء الفضاء الأصلي، وإن كان ما صنعناه ظهرأقل فخامة.
ـ ألم تفكروا بأنه من الممكن أن تحتج عليكم أسرة محمد علي باشا قانونياً حين تظهرون تفاصيل تتعلق بالعلاقات الحميمة لأفرادها أو حتى يوميات الملكة نازلي؟..
ـ لا بطبيعة الحال، لأنهم لا حول لهم ولا قوة!! لا يمكنك أن تنتظر أي رد فعل منهم وهم لم يستطيعوا رد التهم المكالة إليهم طيلة العقود الماضية في عشرات الأعمال التي تناولت فاروق وعصره.
ـ هل لديك اتصال مع أي منهم ؟
ـ سبق أن التقيت (أحمد فؤاد) الذي هو الملك فؤاد الثاني خليفة فاروق.. في واحدة من زياراته القليلة، في حفل في القاهرة بمناسبة مرور مئتي عام على تولي محمد علي باشا الحكم في مصر.. ولم نكن قد فكرنا بعد بمشروع الملك فاروق
08-أيار-2021
المركز الدولي للفنون البصرية والسمعية / ثقافة العين في مواجهة ثقافة الأذن |
01-آذار-2010 |
27-آذار-2008 | |
12-كانون الثاني-2008 | |
10-كانون الثاني-2008 | |
12-كانون الأول-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |