أمّة,دراما الماضي
2008-10-14
سلاف فواخرجي في دور أسمهان
نعرف للزمن ثلاثة أقانيم : الماضي , الحاضر, المستقبل وبهم تكون سيرورته وصيرورته وبفقدان أحدها يحكم على الزمن بالانغلاق وبالنتيجة يأكل الزمن نفسه بالتكرار, ويموت ,ويخرج من دورة الحياة, وهذا قانون الكون؛ لكن أن يستمر الزمن بالحياة شكلا بلا مضمون تحت شروط سريرية تبقي على الجسد / الماضي حيا, بعد أن غادره عقل الحاضر وروح المستقبل هو في ذاته إعادة إنتاج للأصنام التي كسرها إبراهيم ,بل العودة لأكثر أشكال العبادات بدائية من طوطمية إلى عبادة الأجداد والآباء تحت حجج المحافظة على التراث الذي يجب أن يكون مكانه المتاحف والأصالة التي أوجدتها حقب زمكانية كانت في وقتها تدعى معاصرة وعليه ماذا تكون معاصرة اليوم؟, أليست أصالة في زمانها ومكانها؟! أم ماذا؟.
الغريب في زمننا هذا الاحتفاء بالماضي وتكريسه, وقد نفهم من السياسة والدين هذا الموقف؛ لكن أن يتنطع له الفن ويجند له ما نسميه بالإبداع وهو آخر حصون التقدم الحضاري هو بالتأكيد أغرب الغرائب التي تصيب هذه الأمّة إذ مازلنا نفترض أنها تحوز على شروط الأمّة وهذا فيه شك كبير!.
نعرف أن المغترب يلجأ بشكل روتيني في محاولة منه لمقاومة صقيع الغربة إلى ذاكرته فيستذكر طفولته وشبابه وهذا الاستذكار محكوم" بإلا" فهو يستبعد منه كل ما دفعه للهجرة واستبدال وطنه بوطن افتراضي كذلك العجوز فتراه في حديثه يعود إلى سنينه السابقة يعيد الكلام مرة تلو أخرى أما ما يعيشه في حاضره فذاكرته لا تحتفظ به وبالطبع أهم عوامل التذكر الحب ,والعجوز حتما ليس محبا لما آلت إليه حاله من عجز وضعف .
ونستطيع أن نقول أنّ هاذين الشخصين جزء بسيط من هذه الأمة , إذن , فماذا يعني أن تكون كل هذه الأمة في حالة نوستالوجيا نكوصية تعيش الماضي في الحاضر؟!, فهي أمة بالتأكيد متغربة بأجمعها عن وطنها وعجوزة على حافة قبرها تتغنى بتفانيها وتضحيتها لأجل مستقبلها وأنها تتمنى الموت بدلا عنه, فأن لمحت وجه عزرائيل أشرت له , إنْ خذ ولدها المستقبل بدلا عنها ,وإلا كيف نفهم هذه النفسية التي تعيشه هكذا أمة ؟!.
وإذ كنا أمة تعيش الماضي فلا بد أن نعتبر من ماضينا وهذه مقولة فن الدراما اليوم ولكن عن أي اعتبار نتكلم مادمنا نعيد أنتاج أسباب مواتنا ونكرسها فالعودة للماضي تفترض مبضع الأركيولوجي لا طبيب التجميل الذي يخفي أثر السنون عن الوجه؛
وهكذا أية مقاربة درامية تأخذ بحسبانها, قصة العجوز التي تسأل مرآتها دوما من أجمل وجها في الكون؟ فتجيبها أنت؟! وأن أجابتها أن هناك شابة في مقتبل العمر أجمل, عملت تلك العجوز على قتلها! , (عذرا من حواء فهذه طبيعة اللغة وماضينا).
باب الحارة يتكرر بذاته وبأهل الراية ووو.. والفلك أشار لأجزاء قادمة تنهي على تراث دمشق الذي كتبه الحلاق البديري وغيره وما سطروه أبطالها من ملاحم في مقارعة الاستعمار,
أسمهان نريدها نسخة شمعية كما فُعل بأم كلثوم , مضارب البدو بعيدا عن كرمهم وإغاثة الملهوف نصبوا مضارب الثأر وثقافته على حدود مدنيتنا, وتعزف ربابة المنع أن قاربت الدراما حقيقة الرمال , عبد الناصر يعتم عليه خوفا على بياض بشرته من سواد النفط العربي مع رشة بهارات خيالية تقول بولادته قائدا منذ كان صغيرا هذا سكيتش من نشرة بقعة ضوء.
وبما أننا أمّة ماضية محكومة"بإلا" وبإلا معاكسة لسابقتها يقول أحد حكماء ماضينا :
الحكيم من ينقد ذاته*.
هل نحن حكماء؟ سؤال برسم الدراما القادمة للسنة القادمة من ماضينا؟!.
* سليمان الحكيم
باسم سليمان
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |