1/ بعيداً قريباً
منَ الظلِّ كنتُ
وكانَ اتساعُ فمي واضِحاً
لبناتِ المدارِسِ عندَ الظهيرةِ
يَصبـُغْنَ بالأخضرِ العفويِّ
أرصِفة ً ،
رغمَ أنفِ الخريفْ
2/ قريباً بعيداً
عنِ الحبِّ كنتُ
وكانَ دمي خالياً من زجاجِ
القواريرِ تعبـُقُ بالخـَمَجِ
المستحبِّ !
تـَعالي لنبحثَ عن طفلِنا
في الوعودِ نُلوِّنُ فطرَتـَهُ
من عُريِّ حليبِـِكِ فوقَ المرايا
وعَبـْقِ كحولي ،
هوَ الحبُّ يجمعُ أضلعـَنا
ثمَّ يأخـُذ شكلَ سنونوةٍ
في قفصْ
3/ بعيداً قريباً
من الجنسِِ كنتُ
ولا شيءَ ينهشني غيرَ جوعِ
الرّخامةِ للمـُشتهى /
أزرقٌ مثلَ إبطكِ ،
لا القمحُ والملحُ يمنعـُني
من مذاقِ الحضاراتِ
في الآمِنِ المطمئنِّ لذئبٍ
يسمـّى أنا في الأساطيرِ
عمـّا قريبْ
4/ قريباً بعيداً
برغمِ دنوِّ العناقيدِ كنتُ
وكانَ ليَ الحقلُ رحباً
ورَبـّاتـُهُ يشتهينَ بيَ الذئبَ
خلفَ قناعِ النبيِّ
الذي آثرَ الروحَ في خلواتِ
المكانِ وأسدَلَ شهوتـَهُ في ابتسامة ...!
5/ بعيداً قريباً
من الحلمِ كنتُ
ومكـَّنتُ في الأرضِ رجليَّ
كي لا أتوهَ بأفـْقِ الحداثةِ
عن أيِّ معنىً أرَدتُ ،
وتجري القصيدَة في الشعرِ
ساذِجة مسـَّها الرّمزُ
يشهِرُ مِفتاحهُ صارِخاً /
أدخلوني
6/ قريباً بعيداً
عنِ الموتِ كنتُ
فما زلتُ أعبـُرُ في العمرِ
دونَ التفاتِ السنينِ
لما جَفَّ من ورقِ الياسمينةِ
في ظِلـِّها !
7/
بعيداً قريباً
منَ العـُنـُقِ المتشبـِّثِ دفئِيَ
يصحو المكانُ مريضاً
من النمنماتِ التي تتدلـّى
كخيطٍ منَ النمل ...
8/ قريباً بعيداً
منَ الأمنياتِ هـُوَ الواقِعُ
المتشبـِّثُ في قدَرٍ تافِهِ الحـَشوِ
حاصرَني في الدوائِرِ
كي أستقيمَ على عِوَجِ الغيبِ ،
ثمـّة َ شيءٌ أقولُ ولكنْ لِنـَفسي
التي تستعدُّ لمكرِ السؤالْ /
مَن
مَن
مَن .
9/بعيداً قريباً
وما بينَ بينَ الحقيقةِ والحلـْمِ كنتُ
أهذبُ ذعـْرَ الشجيراتِ
مما تراهُ الجذورُ العنيدة ُ
في القاعِ فِيّ /
أورشليمُ تهيـِّئُ عاشِقةٍ للعناقِ
قد أرهَقتها البكارَة ُ
من خلفِ وخزِ السياجِ
وعِطرِ الحديقة ...
10/ قريباً بعيداً
ووجهٌ لوجهينِ كنتُ
وأكذِبُ كذبة ذئبٍ بأني
أطارِدُ أمنَ الغزالةِ من أجلِ
بعضِ الغبارِ المـُداوي
لِعـَيني !
11/ بعيداً قريباً
منَ الماءِ كنتُ
وكنتُ أنا البدءُ في أوّلِ اليومِ
حتى نضوجِ الثواني الأخيرةِ
في السابِعِ المستحيلِ استـَويتُ
ولستُ برائِحةٍ أستـَدَلُّ
وطعمٍ ولونْ
رَشَقتـُكَ في الأفـْقِ شِعراً
فأصبحتَ كَونْ .
12/ قريباً بعيداً
مِن القـَفص ِالرحبِ
نحوَ غياهِبِ حريَّتي ,أستمدُّ الوقاية َ من شاعر ٍ ماتَ يبحثُها بينَ كحلٍ وجفنْ!!
13/ قريباً بعيداً
يَراني المقيمُ / المسافرُ
في بهوِ أغنيةٍ لا تؤدي لشاعرِها
في النهايات ِ ،
حيثُ تـُسيِّرُهُ لدهاليزَفوقَ شفا فكرةٍ
كوِّنتْ من سماع الشريدِ
لخطْواتِهِ : أينَ منِّي المكانُ...؟ محمد عريقات
شاعر من الأردن
[email protected]