لستُ حذاءَ الزيدي, أنا حذاءُ فان كوخ
2009-01-04
فيما كنتُ أتصفح الإنترنت باحثاً عن الخبر الذي غدا على لسان كل الناس, صادفتني صورة لرسامٍ هولندي, و بما أنني كنتُ في صدمة الألف ليرة التي ابتعتُ بها ما يقي قدمَي؛ النتيجة كانت ثلاثةً و عشرينَ يوماً فقط من السترة. و بما أنني كنتُ مرغماً أن ابتاع غيره.
الفضول جعلني أصفن مليّاً في تلك الصورة, يبدو أنه شعرَ بمحنتي فرغِب أن يحاورني قليلاً:
مُنذ رسمني على هذه الهيئةِ, بلونٍ دقيق و حجمٍ مناسب و أنا أعاني من الإحباط, سنينٌ و أنا مقيّد داخل هذا الإطار, أجد صعوبة في التنفس و النوم, فليس ثمةَ أحدٌ يُراعي هذا الوضع أبداً.
أستغربُ هذا الإقبال عليَّ و على وصيفاتي الغارقات في نظراتكُم المليئةِ بالتعجب-حيثُ كيف لنا أن نكونَ حقيقيينَ إلى هذا الحدِّ- طبعاً لو كُنّا في واجهة إحدى المحال, مثلاً كنتم ستشكّونَ بنا بالتأكيد, و كأنكم لا تضيّعون الساعات في النظر إلى الأجيال الحديثي الولادة كأنَّهم مُسلسلٌ أو نشرةُ أخبارٍ حتى تختاروا واحداً؛ الحقيقة لا تكمن فينا بل تكمن في رؤيتكم للأشياء.
أحياناً أشعرُ بالخجل إذ لا أستطيعُ أن أغيّر تسريحة شعري مثلاً, أو أُدخن سيجارةً, هذا الجدار فاضحٌ جداً لا يراعي أبداً مشاعرنا.
لماذا لم يَصْنعنا إن كان حريصاً هكذا علينا, أو على الأقل لماذا جعل منّا نماذجَ تُباعُ دونَ أن نعلم بها و بدون أيِّ اتفاقٍ منّا على السعر, أعتقد أنَّه أيضاً لم يقبض شيئاً من هذه المبيعات.
على كلٍّ شكراً له على هذا الاسم, رُبّما باع صيتنا أكثر من الشعراء و الكتّاب و حتى فنّاني هوليود أنفسهم, حيثُ كان لنا الحضور في العديد من المحافل الرسمية.
رغبتُ أن أكون مرافقاً لقدمِ أحدكُمْ, ماركتي جيدة صدقوني,طوال هذه السنين و أنا أحافظ على هيئتي, هذا بحد ذاته كفالةٌ واضحة, فقط أحتاجُ إلى التكيّف بعضَ الوَقت, أنا واثقٌ بأنني لنْ أُخيّب أمل أحدٍ منكُمْ, ثمةَ مُشكلةٌ واحدةٌ فقط, حيث لا يوجد سوى قياسٍ واحد.
لكِن لا بُد أنْ تشتري أكثر من جوربٍ, فأنا أعاني من الزُكام, فسأتحسن إن غيّرتُ المكان, أنا كفيلٌ بأن أُؤمن لكَ مشيةً مريحة و أناقة تناسبكَ أينما ذهبت.
منذُ يومين سمِعتُ عن ثائرٍ منّا لكنّه لا يُشبهنا يحاول أن يسرق منّا النجومية, أَشكره طبعاً ليس لسرقته النجومية بل لاستدراجه كافة وسائل الأعلام.
" الآن أستطيعُ النوم مع فردةٍ أخرى لبضعِ ليالٍ دون أن أخافَ من أحد, حتى هو لن يخيفني كثيراً فهو الآن مقيدٌ أكثر مني ".
لذلك سأصارحك من الآن, فأنا لا أستطيعُ أن ألبيَ كُلَّ طلباتِك خارج إطار المشي, كأن تقذِفَ بي إلى بوش مثلاً و إن رغِبْتَ في ذلك فعليكَ قذفُ نفسكَ معيَ أيضاً
أنا لستُ حذاءَ الزَيدي, أنا حذاءُ فان كوخ.
08-أيار-2021
12-أيلول-2010 | |
04-كانون الثاني-2009 | |
17-كانون الأول-2008 | |
09-تشرين الثاني-2008 | |
30-تموز-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |