لمن تحمل الوردة ؟
2009-02-02
الى .... سعدي يوسف
أوقفني عاشق فقلت:
لمن تحمل الوردة ؟
حبيبتك سيخطفها القصف عما قليل
وستغدو كمشة من رماد
فلا تغامر من اجل الحب .
أوقفتني عاشقة فقالت:
لي حبيب سيجيء..
ربما في الهدنة استطيع
أن اصفف شعري
و أن أشُك دبوسا على صدري
يشبه قوس قزح
وأركض في الساعة الأخيرة إليه
وأظن بان وقتا سيحالفني
عكس حظي المفزوع من صوت القنابل.
أوقفني الصغير وقال:
قبل أيام كنا نلعب بأزقة القطاع
ولسوء فهم اختلفت مع الصغيرة
لم اقصد أن أثير زوبعة من الصراخ بوجهها
ولكن شأن الدمية شأني
و شأن الصغيرة أنها لم تفلح بإقناعي أن الدمى
تروح وتأتي مثل الطائرات.
أوقفتني الصغيرة فقالت:
مات احمد
كان سعيدا بالألعاب الفسفورية
المضيئة
ولم يعلم الصغير
بأنه احترق مثل الفراشات
من دون أن يحدث جلبة
أوقفتني إمرأة فقلت:
أرى الناس يحملون ابنك
كأن خطبا ما لم يصبه
فلم أراك ،
كان الفتى يسيل من شدقه
خيط من الأزهار الحمراء
وكنت المح ابتسامته الخجولة .
أوقفتني المرأة ذاتها مرة أخرى فقالت:
كان البيت يكتظ بالأبناء
وكان أوسطهم يحضر الماء الساخن
كي يكنس أول الشعرات البكر عن ذقنه
لكنهم كلمح البصر غادروا جميعا على الأكتاف
كحقيبة بيد فتاة ذهبت كي تلاقي حتفها
أوقفني الرجل الحزين وقال :
كنت أرتب الأصداف في حوض السمك
وكنت أمشط شعر "جميلة "
وأهش النمش الطفيف عن صدرها
لكنها الطائرات
لم تنتظر حتى اربط
خصر العروس بشال أنوثتها
فطارت أشلاؤها مع شالها من شرفة المنزل.
أوقفني الملثم بكوفيته وقال :
ما الحاجة للاختباء أو الاختفاء
بعد قليل سيفتضح الأمر
وستزفنا الصواريخ إلى حتفنا
ولن يعرف لي قبل كي يدرى عني دبر
وستعرفني الأيائل من ثيابي ومن قلادة
خبأتها في جيبي
أما أنا، أوقفني المشهد فقلت في نفسي:
كيف يصير الموت خبزا
فنشتهيه
وننتظر حصتنا من الموت
ونمشي إلى المقابر أسرة، أسرة
نحمل وثائقنا المدنية ودفاتر العائلة .
* شاعر فلسطيني
[email protected]
08-أيار-2021
10-آب-2009 | |
09-آذار-2009 | |
16-شباط-2009 | |
02-شباط-2009 | |
21-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |