قصة قصيرة / الأصابع
2009-02-02
بياض...سواد...
أبيض أسود...أبيض أسود
هكذا تدندن الأصابع ...م م م م م ... م م م ... م م
تتمدَّد الفراغات البيضاء بجانب الفراغات السوداء، تتقاطع الخطوط على الصفحة الواسعة.
ثمانية فراغات على كلِّ جبهة، تتقاسمها الرُقَعُ البيضاء والسوداء بالتساوي.
هكذا أكّدت الأصابع بعد أن قامتْ بعملية العدّ أكثر من مرة لأنّه ثمة إحساس ما يولّد شعوراً متطرفاً بطغي الأبيض على الأسود.
تحاول العينان أن تتشربا اللونين بنفس الإحساس، حاولتا أن تؤكدا ذلك أمامَ الشبكية التي تؤكد دوماً أنْ لا علاقة لها بالخلافات الناتجة عن تناول الألوان، وبخاصة تلكَ التي تحمل وباءَ السياسة والتطرّف، لكنَّ ذلك بدا لها صعباً للغاية.
رفع العقلُ مطرقته وأعطى قراره النهائي وذلك بأنّ الطرفين يحويان على نفس الفراغات بل وحتّى نفس الأحجار لكِلا الطرفين، وطريقةُ التوزيع عادلةٌ لدرجةٍ تشي بظُلمٍ مُبطّنٍ.
فكلُ حجرةٍ تقابل نظيرتها على الطرف الآخر تأكيداً على الازدواجية والتنظير.
تحاول الأصابع اللعب بحيادية أعمىً لا يميّز الألوان لكنْ..تتدخّل العينان لتؤكدا على الاختلاف؛ مؤكدةً على عدم التكافؤ بين حجارةٍ سوداء بمقابل حجارة بيضاء.
تضطرب الأصابع لتمازج الأخيلة من العينين إلى المخ دندنت الأصابع قليلاً ..راحت تغني .. راحت تتراقص رقصات غير مركّزة، تراجَعتْ الأصابعُ كثورٍ هائج بضع خطوات إلى الخلف، وبثورةٍ جنونيةٍ اندفعت إلى الأعلى باتجاه العينين ففقأتهما.
تراخت الأصابع بعدها ... واسترخت إلى الأبد
عندها تحولت رقعة الشطرنج إلى كائنٍ جديد واكتسبت شيئا فشيئاً لوناً واحداً والأحجار أيضاً. لِتكون جديرة باللعب من جديد.
08-أيار-2021
07-نيسان-2018 | |
17-تشرين الأول-2015 | |
24-أيار-2014 | |
20-نيسان-2014 | |
23-حزيران-2013 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |