القميص الأزرق
2009-02-03
هي تحبني، لابد أنها تحبني، كم لعبنا في الطفولة وشاركتها ألعاب البنات وشاركتني ألعابنا، ويشهد هذا القميص الأزرق علي أيامنا الجميلة، سأنتظرها بعد قليل. ستخرج هاربة من عريسها قبل أن يدخل بها ونعيش سويا، سأصبر نفسي بهذه اللفافة من البانجو حتي أجدها تسللت إلي الشارع، ما أجمل زرائرك يا قميصي الأزرق..! بيضاء وكبير، حتما زوجها يمارس الإرهاب عليها ويحبسها في البيت.. سأغذي نظري بها من الشرفة، فهي تقف في مثل هذا الوقت من الليل في شرفتها، إنه يمنعها من الانفراد بذاتها حتي لا تهرب منها ابتسامة لي ... ما أجمل ضحكاتها..! إنها تضحك أمام زوجها ليبدو الأمر طبيعيا أمامه، إنها تعاني مثلي، لم تعد تنفع لفائف البانجو مع الصبر، سأتناول حبة من هذه الحبوب المهدأة، وسأنتظر، لابد أنها واضعة خطة للتخلص منه. فما أجملها وأحلاها..! كانت تعطيني كل يوم أصبع من الطباشير لأرسم لها علي الأرض مرة مركبة، ومرة حصان، ومرة طائرة. أتتذكر يا قميصي الأزرق يوم أن ركبت معي الدراجة، كانت مثل نفس هذه الدراجة التي اشترياها لابنهما لم أقع بالدراجة وهي راكبة ورائي كما وقع ابنها. أنا لا أتمالك نفسي وتلك الحبوب لم تعد تقوي علي أن تصبرني. سأعمل بنصيحة الأهوجي وسأشتري منه قرشا من الحشيش، لابد أن أغير ملابسي أولا. صوت الدارجة وهي تقع بابنها علي الأرض يألمني ويؤلمني ضحكاته وصراخه. لابد أن أرتدي ثيابي في أسرع وقت. ها أنا ارتديت البنطلون، أين الجاكت..؟ ما كل هذه الارتعاشات التي أصابت يدي منذ مدة وجعلت قميصي الأزرق يسقط من يدي ويستقر بجوار هذه التحف القديمة وهدايا أعياد ميلادي.
تمت
سامي عبد الستار مسلم
بــنها
08-أيار-2021
22-أيلول-2009 | |
03-شباط-2009 | |
25-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |