كما لو أكتبُ شِعرًا..
2009-03-04
ليل آخر مجنون
مطالع حملت عني القليل من الجبال..
/1
ليسَ غريبًا أن أخسركِ الآن، الغريب أن أربحَ الزهيدَ
من كثافةِ الكونِ حولي..
/2
وأنتِ الآنَ البعيدةَ أكثرَ من أيِّ وقتٍ،
أحتاج إلى تعلمِ الصبر من جديدٍ في المدارسِ الابتدائية..
/3
كانَ غيابكِ أقلّ وطأةً
لو لم تدوسي عتبةَ بيتي للمرّةِ الأولى
في اللقاءِ الأخير..
أنظري إلى الباب كيفَ صَدِأ
من دموعها المتواصلة.
/4
كنتُ ثملاً عندما قلتُ بأنني أفتقِدك،
ها أنذا أمارسُكِ شهيقًا وزفيرًا،
وها أنتِ كوعلةٍ تتقاطعين مع جسدي والسَّريرْ.
/5
كنتِ تلوحينَ بأناملٍ غيرَ مدركةٍ لما تفعلُ،
وكنتُ أقفُ على مسافةٍ من اليأسِ
كما لو أنَّ الحافلةَ تابوتٌ يقلّكِ إلى حُلُمٍ مُستمرّ،
ويبقيني كغيمةِ الريشِ فوقَ قنِّ الدّجاجْ.
/6
عندما أقفلتُ البابَ
لم تطيري إليَّ إثرَ صوتهِ
بيدينِ اتسعتا لأخطائي،
بل كان الفراغ يتكومُ بأكثر الأدراجِ
احتواءً لأنوثتكْ.
/7
كنتُ غافلا عن هذهِ اللحظة،
فلم أجفف الفرح كقلائِدِ البامياءِ على الحائط،
ولم أجمعَ الابتسامات في حصّالةِ التوفير
لهذا اليومِ الفقير إلا من العبوسْ.
/8
للمرّةِ الأخيرة،
سأمنح ذاكرتي فرصة للعثورِ
على تكذيبِ ما سمعت،
فرصةً أخيرةً للقدرِ لكي يقفَ عن هرائِهِ
ويقول: كنتُ أمزحْ.
/9
يا الله كم كانَ البيت متخَمًا بها،
مما دفعني لبناءِ غرَفٍ إضافيَّةٍ للملائِكَةِ
والوصيفاتْ والشناشيلِ التي تعذّبُ الريحْ.
/10
أنا الآن على شرفَةِ المقهى أتذكَرْ.
/11
سأعودُ إلى بريتي بعدَ أن صرتُ وحيدًا،
أنا المأهولُ بالأغصانِ المتشابكةِ
أجهلُ حِكمةَ الجدرانِ والنوافِذِ المغلقة.
12/
إن الغصة التي تشبهُ ضفدع سمين
علِقَ بحلقي، ستذوب على شكل دموعٍ
خضراء مرقَّطة..
بكائي كما لا عينٌ رأتْ،
وحبي ما خطرَ على قلبِ بَشَرْ.
/13
أقسمُ بكلِّ ما ظلَّ من العظمةِ
أنّني تفتلتُ في مقبرةٍ قديمةٍ لا تمسُّني
أسماءُ شواهِدها بِصِلةٍ..
بل كنتُ تواقًا إلى هذهِ الصناديقِ المريحة،
أنا في السادسة والعشرون،
وظلّي حكيمٌ خِلتُ أنّي حفيده!!
/14
صرتُ أهرفُ بعدَ أن نامَ الأصدقاء
- وفي الكؤوسِ بقيةٍ -
بمبرراتٍ اتخذتها الكحولُ بعينِ الاعتبار..
جلست تسمعني وقد غبّت من جسدي كأسًا.
/15
لم تكتفِ باشتعالي..
صارت تحملُ إليَّ الحطب
من الغاباتِ البعيدة،
هِيَ نفسها حمّالةُ الزهور.
/16
لوحي المحفوظ بكائيّةٌ
كتبها شاعرٌ قبل أن يطبقَ شفتاهُ
على فوّهةِ المسدّس،
قد يكونُ هذا الشاعرُ أبي!.
/17
يا الله ما أجملَ أمّي..
تصغي إلى حَدسِها كما لو أنهُ نبوءةٌ،
هي الشيء الوحيدُ الذي ربحت،
وأنتِ الحشودُ التي خسرتُها،
أنتِ المعنى وأمّي إيماءةٌ أحببتُ بها الله.
/18
أنا الآن في الحانةِ على طاولةٍ قاتمةٍ أبكي..
أحدقُ في الكرسيِّ الفارغ
وإلى الصوت الذي يجيء من مآذني وكنائسي /
كانَ هُنااااك جالِسًا.
08-أيار-2021
10-تموز-2009 | |
28-حزيران-2009 | |
08-حزيران-2009 | |
01-حزيران-2009 | |
17-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |