من كتاب الجحيم / غامق ، متألم ، حزين
2009-03-24
كان في الغرفة سريران لأجله
وآنت أعرف أن قامته تفيض عن الغرفة
قامتَه بمائها الفارعِ
بنجومها المتناثرة آمثل حصىً كحليّةٍ.
قامتُه على السريرين في الغرفة الصغيرة
بينما أصابعي تفتح له النافذةَ
المطلّةَ على الغمام.
مُلقياً ثمارَه السوداءَ
أمامي
يفردُ البحرُ الغامقُ جسدَه
متمدداً آالكلام المكتهلِ
حيث المكان دائماً له
حيث يدوم صوتي
كشاطئٍ
بلا نهايةٍ
أعرف
أنّ الزوارقَ تتهدم
آما الذاكرة
وأنّ المرافئَ مهجورةٌ
كالحب القديم
وأنّ الرملَ يتبدد آما الأسئلة
وأنّ الزرقةَ تموج
آضبابٍ منسحبٍ من جهة غريبة.
متألم
غامق
حزين
بأبعاد واضحة
يعلن ثباتَ حضورِه
غير منتبهٍ إلى يديّ
حين بطفولتهما
مزّقتا قاعَه الورقيَّ.
آما الأبانوس أوّلَ الصباح
يتدفق موجُه آرغبةٍ أرِقةٍ
إلى شرفتي
يأتيني باللآلئ السوداء إلى جسدي
ولكنْ إلى فمي بملحٍ من زبد.
إلهُ الأسرار العاتمة
أميرُ المرجان القاتم
سيّدُ الأعماق الكامدة
نبيذُه الغامقُ من المحار الصعب
آلما ضاق عن ألغازه
فصلَ جسدَه عن نفسه
واقترب بروحه إلى جواري.
النوارسُ المحلّقةُ
تجهل الموتَ المختبئ
في غضبه المعتم
قامته في اتساعها،
الجسد الأسمر في ماضيه الخفيِّ،
الجنون الكامن في أعضائه،
الأزرق الأبانوسي.
يتقدم إلي من الشرفة
الغامق
المتألم
الحزين
يأتي برحيقه الأسود إلى جسدي الفسيح
حيث المطر والصحراء
يشاركانه الوسادةَ نفسَها.
شاعرة من سوريا.
08-أيار-2021
08-أيار-2021 | |
16-كانون الثاني-2021 | |
29-أيلول-2020 | |
06-تموز-2019 | |
09-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |