في هستيريا (أنطولوجيا الشعر السوري) التي أصابت العديد من الشعراء ممن لم أقم باختيار نصوص لهم في الانطولوجيا التي أعددتها، وممن لم يتركوا اتهاما إلا وألصقوه بي في مجالسهم و أحاديثهم و كتاباتهم ، لفت نظري نقطتان ،، الأولى أن كل الكتابات المضادة للانطولوجيا التي نشرت في الصحافة السورية تناولتني وهاجمتني من منطلق شخصي محض دون أن تتطرق إلى ما تضمه الانطولوجيا في صفحاتها، في جميع المقالات الذين كتبت ضدي كان هناك فقرة خاصة بجلوسي في مقهى الروضة ، وكأن الجلوس في المقهى عار او جريمة أو خطيئة كبرى لا تغتفر،، حتى الذين لا يزورون دمشق الا كل خمس سنوات مرة تحدثوا عن جلوسي في مقهى الروضة واعتبروا ذلك مثلبا يؤخذ علي !!علما أنني منذ مدة طويل أجلس في مقهى فندق الشام وأحيانا مقهى الداون تاون صباحا ومساء في مقهى ومطعم جديد اسمه (عنا) وفي (نينار) لمن يريد معلومات دقيقة عني!!! كما أن بعض المقالات أشارت إلى وزني وشكلي وطريقة لباسي !!الغريب كيف يشخصن النقد في بلادنا إلى هذا الحد وكيف يتحول الكاتب فجأة من ناقد إلى ناقم وشتام وقادر على إطلاق ما يخطر في باله من الاتهامات وتوجيهها نحو اي كان دون تردد !!!أما النقطة الثانية التي لفتت نظري فهي أيضا كانت مشتركة بين جميع المقالات ، الجميع اتهموني بأنني شاعرة من الدرجة العاشرة ومتخلفة و تقليدية و بلا ذائقة وشاعرة مزورة و بلا قيمة !!لا بأس ،، أنا هكذا ،، شاعرة لا قيمة لها ،،!!ولكن إن كنت بلا قيمة فلماذا كل هذا الغضب و الثورة و الاحتجاج على عدم اعترافي بكم ،، هل ينزعج أحد إن لم يعترف به شخص بلا قيمة ؟؟!! انزعاجكم يعني أنني أملك حق الاعتراف بكم و بغيركم !!إن كنت املك هذا الحق فلا يجوز لأحد أن يعترض على خياراتي حين اعد انطولوجيا ومختارات للشعر السوري ،، إن كنت املك هذا الحق فمعناه أنني أستطيع أن اختار ما أحب وما يعجبني ومن يعجبني !! حين تثورون كل هذه الثورة علي لأنني لم أضعكم ضمن مختاراتي فهذا يعني ان ثمة شعور داخلي لديكم بالاستياء الشديد لأنني لم اعترف بكم وبتجاربكم !! أن تغضبوا من عدم اعترافي بكم فهذا يعني أنكم تعترفون بي كشاعرة مكرسة ،،، شخصيا انزعجت جدا حين أقصاني الشاعر شوقي بغدادي عن ديوان الشعر السوري الذي أعده سابقا،، لكنني لم أهتم إطلاقا حين أقصاني شاعر آخر!!! ولم أهتم حين اعتبرني أحدهم مزيفة وشاعرة مزورة!! ولم يعنني أن يشتمني صحفي مازال يحبو وقد تم إقناعه أن شتم الآخرين يحقق له مكانة صحفية هامة !! يزعجني أن يقارن من يظن نفسه شاعرا حداثيا بيني وبين سارية السواس ّ!! الغضب الشديد الذي وضعتموه في مقالاتكم وأحاديثكم هو تعبير صريح عن استيائكم من عدم اعترافي بكم !! شكرا لكم ،، شتائمكم ومقالاتكم الكثيرة ضدي أكدت لي أنني شاعرة مهمة ومكرسة ورأيها يأخذ به .
اقتراح...
أقترح على جميع من اعترضوا على تكليفي بالانطولوجيا أن يقوموا هم ،مجتمعين ، بانجاز عمل انطولوجي عالي المستوى و القيمة ويتناسب مع ذوائقهم الرفيعة وأنا مستعدة أن أخاطب دار نشر سورية طلبت مني إعادة نشر الانطولوجيا ضمن منشوراتها ، أن تتكفل بطباعة وتوزيع الانطولوجيا التي ستعدونها !! ما رأيكم ؟؟؟

نشرت بجريدة بلدنا بتاريخ 9 / 5 / 2009