إلى محمد عريقات

حينَ تنضج الفكرة..
تصبحُ غريبًا، وأصيرُ فتاتًا..
كائنٌ بلا لونٍ ينثالُ بينَ الحصى،
ملمسُ الصبّار، ألفتهُ الفراشات
أثيرٌ بلا جسدٍ، غريبٌ ألمي
حينَ أعبرُ الشمسَ بهدوءٍ / حينَ أفتحُ
مسامي أفتّشُ عن شيءٍ لكَ.

أقطفُ نرجساً نام، يهمُّ نحو صورتي
في الماء، أتدلى بخيطٍ رفيعٍ من السماءِ
بخفةِ نجمةٍ هاربةٍ نحوَ صباحٍ لذيذ،
أشتاقكَ دونما ألم.. بقلبٍ أطويهِ كالورقة
يحترقُ بإغفاءة مني، تأكلهُ الشمعةُ
المستيقظة.

عندما أبكي تبتلعُ خشخشة صوتي،
أيُّ فرحةٍ تلكَ الشاردةُ في المكانِ
وفي لجّتي.. حيثُ تجوالِ الهواء
اعتراكٌ للذكرياتِ المجمدةِ على المقاعِدِ،
وفي الفناجينِ والأكف الباردة،
في قلب عصفورٍ فزعًا مرّ من فوقنا في الهزيعْ.
ينتهي المشهدُ دون احتضارٍ خفيفٍ
تختنقُ حينَ تضمّك راحتي، وتذوبُ
شيئًا فشيئًا لأنكَ سُكّر،
لأني أحبك إكليلاً على كتفي/ حديقةٌ
في المزهريةِ، حفنةٌ من هواءٍ تنشقتها..
في داخلي مأوى لصوتكَ/ لصمتكَ المزعجِ
يتجشأ الخوف الكريهِ من أن تموتَ واقفًا،
أو وأنتَ تتركُ بقاياي القليلة على المحفّةِ
دون تعليب.
طالما الموتُ يضيّعُ العناوينَ، سأعبقكَ على
آمالٍ بددها الخراب،
أنتَ الذي روضتَ البلادة والريح.