من روائع الشعر الكوردي المعاصر / أحزان بنت كوردية لعبد الرحمن مزوري ترجمة:
2009-05-03
نحن وهي
ولدنا في ليلة واحدة
وسوية ترعرعنا وغدونا
يافعين
هي العروس ونحن العرسان
تنبع مع جداولنا
وتهطل مع امطارنا
وترضع مع صغارنا
ونرقد سوية على سرير ومضجع واحد
فمن لم ير (أحزان)
فأحزانُ بنت كوردية
إنها بلباس وأقراط (حيدرانية)
الحذاء الذي في قدميها،
صنعته الخبرة (البابانية)
تمتهن الرقص والدبكة
على الطريقة(الشيخانية)
أحزان تلك...
كانت تتنقل مع رُحلنا البدو
وتأتي الى الزوزان
وتقف على جدالات وصراعات
الرعاة على المروج
ورأت بأم عينيها
كيف ان (خجوك)
ذات العينين الكحيلتين
صرعت (سيابند)
بجوى العشق
أحزان تلك...
كانت تذهب مع جياعنا وفقرائنا
الى القفار والبرية
وتصنع الفحم
وتجلب اوراق الشجر
وتعقد جدائلها
وتشمر عن سواعدها
وتتنقل من احراش
الى احراش
كنحلة،
وكانت تعود مساء
إلى أكواخنا
منهكة ومرهقة
وروحها تئن
أحزاُن تلك...
كانت ترقد في بيت (الجزيري)
صديقة له ولحبيبته (سلمى)
وما كانت لترحل
وما كانت لتموت.-
ضيف ثقيل كالحمى
ومع ذلك،
ما كانوا غاضبين عليها
فكانوا الثلاث
يأكلون من قدر واحد
وكانت لهما كالأم الحنون
أحزان تلك...
احيانا كانت تحلق
(وتحط على برجا بَلَك)
في بلاط (بدرخان)
تتجول في فناجين قهوته
وتحت عباءته كانت تأوى
الى الفراش
وكالجمار تحط على غليونه
لغاية ان غزا الشيب
رأسه
وأصبح حظه عاثرا وتعيسا
وهدمت اسمه وداره.
أحزان تلك...
قطعت الجبال وحدها
الى ان وصلت
محل (القاضي)
وكفرخ ثعلب وبمكر
نهضت وكسرت عصاه
في ذلك الصعود
كان القاضي شيخا
هرما وحزينا
ارتعش وسقط
وكل سعادته وأفراحه
غدت اتراحا ومآسي
أحزان تلك...
في الحقيقة كانت جدتي
اما لأبي
ولهذا سموه
(صالح ابن خم) صالح ابن أحزان
وكانت احزانه كثيرة
تهطل عليه مزناً
كأحزان (زين ومم )
فإلتهمت الزوابع قاربه
ولفته ،
وانقطع سبيله في منتصف الطريق
ولم يصل الشاطئ
أحزان تلك...
هذا المساء
كانت في بيت(شيخ موس)
تغني،
فأثارت اشجانه
وحطمت سدود عهوده
وحصدت مرج آماله
مرة واحدة
وأصبح كبده وروحه
مقطعا بالآلام
واحترق.
أحزان تلك...
تصبح حيوانا مخيفا
في بعض الليالي
وتقرع الابواب
باباً... باباً
وتدخل البيوت
وترقص على انغام الناي
والأطفال يرتعبون منها
ويختبئون
وبألسنتهم الساذجة
يدعون عليها
ولا يقتربون منها.
أحزان تلك...
كانت حبيبة صديق عزيز
مفتول العضلات لفترة
وكان يعانقها كل يوم
يئن معها
وكانت تعلم بأنه كان تعيسا
ومرت الايام
فأصبح صديقي يبتعد
وينفر منها
وأصبح قاب قوسين
من الهلاك.
أيتها البنت
(أحزان) الخادعة
يا عاشقة فتياننا
وتلالنا وجبالنا
كطائر القمري
ألا تنزلين من على رموشنا
الذابلة
اسقطي ارضا
وغادري فراشنا
فقط لمسافة شبر
ابتعدي عن خيامنا
المهلهلة
فاللعنة عليك
وليحرق الرب دارك
فنحن في فرار ونفور منك
ليل نهار.
ولم نصمد امام
سهامك القاتلة
بالله عليك
كفي عنا ولا تتعـقـبيـنا
كفي عنا ولا تتعقبينا.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
08-أيار-2021
29-آب-2020 | |
02-شباط-2019 | |
29-أيلول-2018 | |
14-كانون الأول-2010 | |
من الشعر الكوردي المعاصر/ بوسترات شعرية للشاعر اديب عبدالله ـ ترجمة: |
26-حزيران-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |