إلى فرح...
خاص ألف
2009-05-31
كنت أودُّ العُواء مثل أيّ ذئبٍ في هذا العالم، وكنت أريد لصورتي أن تحفر لها ظلاً في قوام القمر الباسق. أنا ماوكلي القادم من أدغال الرَّب، والذاهب إلى أدغال الرَّب. لست أجازف إلا بربع ما جازف به نبيّ بلا رسالة للخواء. أقسم إنِّي كنت أودُّ العواء وأن أطارد قطعاناً من حُمر الوحش وغزلان زرقاء تهبط من سماوات باسقة، غير أنه "ولمَّا اشتدَّ ساعدها رماني"..
أقسم إنه لديَّ من الحب- مثل آدم حاتم- ما يدمِّر ثلاثة أرباع وجه الله، وإنني أعزل أدخل مقصورة الملكة وليس فيَّ شهوة للطَّعن. بريئاً مثل الذئب من دم يوسف ويوسف لم يمت.. لم يمت البهيّ الشهيّ الرائع، ولم يمت آباؤنا الميتون ولا أخوتنا الميتون.. لم يمت أحد. والبحر يزحف خلفي ومازلت أركض ذبيحاً!! على كتف من أصعد لأرى البحر..
أعرف ما فعلت، ولست خائفاً مما اقترفت، ولا حرمات لجلجامش.. ألم يستبح أوروك وأرض الرافدين؟!! لا أؤمن بما تؤمنون فليس للرب ما يؤمن به!! ولست بشرياً لأربي أرانب في أوكار، ولست إلهاً لأربي ملائكة في علّيّين ومثل أدونيس:
على بيتنا كان يشهق صمت ويبكي سكون
لأن أبي مات أجدب حقل وماتت سنونو
الذين لا نعرفهم يشربون قهوتنا
الذين لا نعرفهم طعم النّصال ولون المسدّس
الذين لا نعرفهم كل جراحنا
الذين لا نعرفهم نحن
لا تعبثي بي أيتها الآلهة!!
لا الهنود الحمر أشعلوا نارهم، ولا هبَّت ريحٌ على خيام البدو
لم تقم أممٌ ولا عاشت شعوب
نحن الرَّماد الماثل في جهنَّم
نحن جهنَّم..
بوسعك أن تعرف أيهذا الذي لا أعرف أن
لا سلالة لي، وأن البن المحمَّص صار رماداً مثلنا
وأن الأدراج التي صعدنا يوماً هبطت بنا
وأني حزين
وأنكّ وأنِّي رمادٌ في الرَّماد
إن كنتَ الذئب الموعود فتعال.. هيأت قلبي الأحمر طعاماً لك في صحراء نضيع فيها إلى أبد الآبدين
آمين
08-أيار-2021
يحاضر في «أربعاء تريم الثقافي» / فراس السواح يقارن بين التاو والديانات الشرقية |
24-آذار-2010 |
17-آذار-2010 | |
28-حزيران-2009 | |
23-حزيران-2009 | |
13-حزيران-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |