مديحة المرهش" عندما تواجه الرومانسية قسوة العالم وفجاجته
2010-03-17
في مجموعتها الشعرية «أنا المولودة في برج القوس» تذهب الشاعرة مديحة المرهش إلى طرق أبواب العالم، من بوابة لم يعد يشتغل عليها الشعراء. هكذا تتجه مديحة المرهش إلى الحس الشعري الفطري الذي يقترف الدهشة، ويباغت اللحظة الإنسانية المثقلة بالمتاعب والتفاصيل اليومية بكتابة تعلي من شأن البراءة، وتجعل منها
التيمة الأساس التي يمكن أن تواجه قسوة العالم بكل ما فيه من حرمان وخوف وحب وحنين..إلخ. وبهذا تكون مديحة المرهش من الشاعرات اللاتي يحتمين بالقصيدة، ويجعلنها طوق النجاة الأخير في بحر هذا العالم القاسي.
«أنا المولودة في برج القوس» الصادر عن «مجلة ألف لحرية الكشف في الإنسان والكتابة» مغامرة شعرية تضع مديحة المرهش في موقع متقدم شعرياً بعد مجموعتين شعريتين هما: «طعم البنفسج الذي كان» و «مني تغار نون النسوة». إذ ثمة إعلان في الكتابة يريد أن يجد الخلاص للذات بعيداً عن ضجيج الآخرين، إنه إعلان يريد للحب أن يغزو العالم، وأن يكون للصمت جلاله ووقاره الذي ينقل الحياة بكل خذلاناتها وانتصاراتها إلى مواقع جديدة تتيح النظر من زوايا مختلفة، بحيث تكون الرؤية واضحة ومشرعة على سهول فسيحة، للزعفران والتفاح الذي تتعثر به الشاعرة التي تمضي في الحب على غير هدى، لتقترف الشعر/ الحياة.
قصائد قصيرة وخاطفة تشتغل فيها المرهش على اصطياد تفاصيل دقيقة، كثيراً ما تتخذ أشكال الومضات الشعرية. كل ذلك يصاغ بلغة يومية حية، تحقق نوعاً جيداً من التواصل، وإن كانت الإسهابات والإطالات في بعض الأحيان تقلل من قيمة المفارقات التي تجيد مديحة المرهش اصطيادها والتعبير عنها شعرياً. بأغراض غالباً ما تريد أن تعبر عن فيض الأنوثة الطافح بالبهجة والاتزان حيال البطريركية التي هيمنت على مخيلة المرأة العربية في الكتابة. « ألأنني امرأة من الشرق/ حمّلوني كل هذا العبء الجميل».
رومانسية مفقودة، وتفاصيل تعتبر اليوم من سقط المتاع، ولكنها تفاصيل من الأهمية، بحيث يمكن الرجوع إليها، والنظر إليها بطرية مختلفة تماماً، وهذا ما فعلته، باقتدار، مديحة المرهش.
من قصيدتها أنا المولودة في برج القوس نقتطف:
« انظر ما أجمل توقي إليك
وما أجملني
أنا الراقصة بكل حواسي العشرين
حول منارتك
جسدي يطير من النشوة
مزيناً بالفجر البتول..»
ومن قصيدتها "كم يلزمني"
كم يلزمني الليلة
وقد حان وقت القطاف
لأقنع سلتي بأنه
ما من شيء يقطف،
لا حب ولا عنب،
ولا حتى حامض الحصرم،
لأقنعها
بأنه حتى رأسي المتدلي
على صدري بثقل
فات أوان قطافه.
***
كم يلزمني الليلة
لأتعلم كيف أشكل حلمي من جديد
بلا شكوى ولا وهن،
وكيف اقتفي أثره.
***
الكتاب: أنا المولودة في برج القوس/ شعر
الكاتب: مديحة المرهش
الناشر: ألف لحرية الكشف في الإنسان والكتابة / 2009
عن جريدة بلدنا
08-أيار-2021
يحاضر في «أربعاء تريم الثقافي» / فراس السواح يقارن بين التاو والديانات الشرقية |
24-آذار-2010 |
17-آذار-2010 | |
28-حزيران-2009 | |
23-حزيران-2009 | |
13-حزيران-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |