أدركني الشعر ذات مساء / قراءة في مجموعة مديحة المرهش "أنا المولودة في برج القوس"
2009-06-02
تأتي نصوص مديحة المرهش في مجموعتها الجديدة " أنا المولودة في برج القوس" كصوت رومنتيكي هام، يتوزع على الحبيب وذاتها، بمعية الشعرية المنسكبة من وجدانها، كبرزخ يعيد تخريج العلاقة بين الأنثى والذكر، دون قطع، مع حمولاتها السابقة. فشهرزادها لم يعد القص لديها وسيلة في تعطيل الموت، بل بوح ذاتي. لأن شهريارها الذي جاب العالم، وعادا مهزوما استقبلته بغفران الحب لتقول له: أعلن أنك شاه ما ..... مات/ وملك أبدا لن يموت .
المولودة في برج القوس تكسر أسهم الدماء، وتطلق كيوبيد أسهم العشق، المحمل بترياق الشعر، لتنقذ هذا العالم الغارق في الموات؛ وتقول لمطلق صديق في قصيدة "لا تخف يا صديقي":
حين ملائكة الخير تلعنك دون سبب/ وملائكة الشر دون رحمة ترقيك/ لا تخف يا صديقي/ هذا يعني أنك صرت برزخا للحب!!.
وعندما يكون سائس عربة الكتابة الحب، تتخفف الكتابة من كل شيء عدا الحرية ,الحرية التي لا تنكر الخاطئ، ولا الضعيف، بل تبحث في جمالياتهما :إن أغلقت نوافذ الشر/ تأكد بأي درج/خبأت المفتاح / لأنه أساس الحكاية/ وبدء/ البداية!.
وكموج البحر تكتب مديحة المرهش نصها الشعري. وما عتبات النصوص إلا موجات تعالت
فهي ليست خارجة عن سياق القول، بل تتمازج معه لدرجة تصبح بها من كلماته. فالعتبة لديها باب مشرع للدخول دون استئذان للتنقل بين النصوص. فالنص السابق يقود للاحق واللاحق يتأسس في السابق. فهذا البوح على لسان القلم أخذت منه هي المتن/ الضوء لتعطي للرجل الهامش/ الظل ولكن بدعوة صريحة لتبادل الأمكنة كنواس الساعة دون حركته النواسانية لن يكون هناك الوقت حياة: أغريك بكثير من مثلثات الحب/ ودوائره.
نص مديحة هو نص نسائي بجدارة. وهذا ليس بنقيصة، بل جمالية تفيض على اللغة, اللغة التي ارتهنت لذكورية شهريار، والتي قصت بها جدتها شهرزاد حكاياتها لتمتع شهريار. ويسن مسرور سيفه على وقع حروفها الحادة. لذلك جاءت لينة حروفها بعيدة عن الفحولة التي تمنطقت بالأيديولوجيا، والسيف الذي أصدق أنباء فيخفت لديها القول كغناء الأم لوليدها :
انثر خريفك على جسدي/ ربيعا عالي الجودة/ ولا تخف من تساقط أوراقك الصفر/ في قلبي/ألملمها غدا, أحيك منها شمسا/ على طريقتي/ لم تطأها عين.
وتتابع المولودة في برج القوس تمشيط شعرها وجدله على مساحة الكتاب. وأي عملية تمشيط لا بد أن تترك بعض الشعر المتساقط الذي تبدى في التفسير أحيانا والتعليل الذي ليس بسؤال مبطن بل يدخل في التقرير. وليس هذا من باب السلب إن جاز القول لكن هو الشعر يشبه الحياة .
قدمت المجموعة الشعرية الشاعرة فاطمة ناعوت (عالم فانتازي بكر لم تطأه قدم تخلقه قصائد الشاعرة السورية مديحة المرهش ..... عالم يطوي الزمان في قبضته..... إذ تتجاوز الشمس مع القمر ليتقاذفا تلك العاشقة التي ترقص نشوانة بعشقها)
مجموعة تترك للقارئ الكثير من وقفات التأمل وتكملة النصوص كما تشتهي سفينه.
صادرة عن ألف لحرية الكشف في الإنسان, دمشق 2009
باسم سليمان
[email protected]
عن جريدة الثورة
Hayriye
2015-10-14
Superior thinking deermstoatnd above. Thanks!
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |