لباب منزله حكاية خاصة فهو مسور بأكاليل من ورد منسق بشكل يثير الذهول ولسنوات طوال ربطتني معهم صداقة حميمة كنت خلالها استرق النظر محاولاً الإستفسار عن قدرتهم على المحافظة وبشكل مستمر على المنظر المبهج للعيان

ولا أذكر ذلك اليوم إلا بقليل من التفاصيل عندما التقيت به مصادفة في شارع ٍفرعي وعرض أن نتسكع بسيارته قليلاً، وأثناء انشغالنا في مراقبة الناس وتصرفاتهم وضحكنا يصل إلى الأفق تذكر بأن عليه العودة إلى منزله ليحضر بعض الحاجيات وافقت معه وشجعته من أجل الحصول على نظرة خاطفة لعشيقتي السرية شجرة ورده وعندما وصلنا وشاهد انبهاري قال بخبث:

ـ ما رأيك بجمال الورد المعرش بألوان الطيف ٍ على باب منزلي.

كان جمالها يبهر الأنظار وينتشر عطرها فارداً جناحين منتشرا ً في أرجاء الشارع الطويل ولم يمهلني الوقت حتى بادرت بسؤاله عن كيفية الإعتناء بها فرد ضاحكاً ضحكة مجلجلة

ـ احذر.

ابتسمت

ـ ولكنني إذا لم أحذر ستخبرني عن السبب.. صحيح.

ـ لكي تستخدمها أحجية أمام الآخرين.

ابتسمت بمكرٍ وهززت رأسي بالإيجاب وعلا ضحكنا في الشارع. ومع ذلك رفضت الأحجية لعدم محبتي لهذا النوع من الألعاب

صَمت قليلاً

ـ أسـتعمل أسلوباً غاية في المكر لا يستخدم إلا في أماكن التعذيب حيث

أقوم بإنزال أشد العقوبات بوردي فلا أسقيه إلا نادراً فبتعطــش وردي

أحصل على مبتغاي من انتاج كثيف ومتميز، على عكس من في الحـي،

الذين يقومون بإغراق الورود بالمياه والأسمدة.

هبط من سيارته منتشياً بنصره المعرفي مع أنني لا أزال أحاول حل ارتباكي من إجرامه المبطن برقة، همست بين أضلاع صدري مردداً بأنني لازلت أذكر ذلك الكائن الموغل في القِدم والذي يتحمل عذابات كثيرة، يقطن في منطقة لغتها غريبة، أبدية، يُقتل، يُسجن، يُحرق كجان دارك، يُكَهرب، يُغرق ومع ذلك لا يزال غير قادر على انتاج أي شيء يستحق الذكر، رحت أراقب المارة حول السيارة أنصت للغتهم المشوشة ولتفاهة معناها، هبطت على أرض الشارع الإسفلتي ورحت أصرخ بأعلى صوتي

ـ هل عرفتموه.. إنه هو صديقي ذلك الحيوان الوحيد والبعيد عن قوانين

الطبيعة.. نعم إنه هو الذي يعيش بين رقة الورد ويلمسها بأنامله المتقرنة

على أساس أنها قنابل مدمرة.

شكراً لصديق ....