خطوة بخطوة / من سيلان إلى دمشق
2009-06-21
يقدم "بابلو مارتين أسوير" مدير معهد ثربانتس في دمشق عرضا بانوراميا للفترة التي سبقت وتلت كتاب الرحالة " أدلفو ريفدينيرا" من سيلان إلي دمشق والتي ابتدأت من بومباي 28 أيار 1869 حتى 25آب 1869 في دمشق عارضا فيها الأحداث التي دعت إسبانيا للاهتمام بهذه المنطقة ومنها إلى الطريقة الجديدة التي انتهجها الرحالة الإسباني بعيدا عن إسلوب الرحالين الفرنسيين وغيرهم أمثال "شاتوبريان" لا مارتين" الذين جعلوا البحر المتوسط مكانا خياليا وأشار الرحالة ذاته إلى ذلك , فخط في مقدمة كتابه: إننا قلة قليلة الإسبان الذين نخرج من أوروبا وكل ما نعرفه عن البلدان البعيدة علينا قراءته في كتب ألفها أجانب هم فرنسيون في معظم الأحيان والواقع أن تلك الكتب لا تتميز بدقتها وتعكس بصورة مبالغ فيها شخصية مؤلفيها الانفعالية.
وبناءا على هذه المقدمة استعان بالمثل العربي المأثور: أفضل وصف يروى هو ذاك الذي يجعل من الإذن عينا. والسؤال الذي نطرحه هل بقي الكتاب وفيا لما وضعه معيارا, يبقى جواب هذا السؤال محكوما بقدرة القارئ وموضوعيته كما كان أدلفو عندما اعترف أن ما يخطه يعتمد على ما قرأه وشاهده.
كان أدلفو وفيا لمشاهداته من سيلان إلى دمشق ناقضا مقولات كثيرة كان الاستشراق الغربي الأوروبي قد اعتمدها مرجعا بحكم طبيعة هذا الاستشراق السياسية والاستعلائية ولم ينج من هذه النظرة بقدر لا بأس به سوى الألمان , ألم تتحطم رؤية رامبو للشرق وانقلب لتجارة الأسلحة والرقيق , الشرق لم يكن كألف ليلة وليلة إنه مجتمع له ظروفه التي تحكمه ويتطور بها وهذا ما نستشفه من تعليقات أدلفو على الحوادث التي يصادفها وخاصة أن زمن الرومانسية كان على وشك الانتهاء وبدأ عهد الواقعية بكتاب من أمثال تولستوي في روسيا وديكنيز في إنكلترة وزولا في فرنسا.
أدلفو المتلهف لهذه الرحلة ينقل لك هذا الشوق عبر وصف جغرافي وتاريخي وذاتي مغلف بالعاطفة التي بدأت تنمو مع كل خطوة يخطوها وكأنه يسترجع جذوره العربية الأندلسية فقد قال : عندما اسمعهم يتكلمون العربية أشعر أنها كاللغة الأسبانية وتستطيع أن تجد ذاك الرابط الذي دفع الكاتب الكبير أنطونيو غالا لكتابة " الوله التركي" والمخطوط القرمزي"
من سيلان إلى دمشق تقدم لك وجبة تاريخية عن عام 1869 بعيدا عن السياسة وقراءتها
وتؤسس لعلاقة إسبانيا بالشرق وعن طريقة التفكير الإسباني , كما أضاف الكتاب رحلة إضافية إلى تدمر بعد وصوله إلى دمشق كان الكاتب قد نوى القيام بها من بغداد لكن لظروف خاصة يشرحها الكاتب .
الترجمة لصالح علماني بإسلوبه السهل والواضح بحيث نقل لنا سهولة الكاتب ووضوحه كما أشار مدير معهد ثربانتس الذي كتب المقدمة بناءا على طالب المترجم صالح علماني.
من سيلان إلى دمشق صادرة عن دار المدى لعام 2009 وتمت طباعة الكتاب بمساعدة الإدارة العامة للكتاب والأرشيف والمكتبات في وزارة الثقافة الإسبانية.
مرسلة من الكاتب باسم سليمان
نشرت بالبعث
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |