من الشعر الكوردي المعاصر :محسن قوجان واحدى روائعه الخالدة من الثلج هنا / ترجمة :
2009-08-30
جواب قصير
كم أكره السرقة
ولكن في ذلك اليوم
كزهرة عباد الشمس
وضعت الأحمر على شفتيك
وأناملك تلاعب فستانك
كطفل صغير
وكشفت عن ساقيك
وكصفاء الشمس
بدتا في المرآة
فاختلست نظرة
وحدقت فيهما
أصابتني رعشة،
كشجرة الدفلى
صدقيني ..صدقيني سيدتي
هذا ما أتذكره من سيئات
فقط هذا ...فقط هذا
لقد كانت السرقة الوحيدة
على ما أذكر
***
اعذريني..
فقد كنت مشدوها
في عرس ميلاد القمر
كنت معك بجسدي
ولكن أفكاري كانت شاردة
لأنني يا سيدتي
لم أر من قبل
أحداً يوقد الشموع
ومع الأغاني
والتصفيق
وبعدها يطفئها مرة أخرى.
لم أر أن الشوكة
تمسك الحلوى
كي تمزق السكين فؤادها
لم أر سوى
التنور يمنحني رغيفاً
بينما أمي
تذرف دمعة بلون الشجن.
***
تلك العطور ...
التي كنت تتحدثين عنها
في تلك الليلة
لم أسمع عنها
فالعطر الوحيد الذي أعرفه
يفوح من ثياب والدتي
فمنذ صغري
كنت احمل معي
سلة كبيرة تتجول معي في الأزقة
و الغبار والطين على حذائي
كانا رفيقي أفكاري
فلم أتعرف على عطر آخر غيره
فرائحة صبغ الأحذية
لا تزال عالقة في انفي
ولم تفارقه.
*** ***
سيدتي..
كلما تمعنت في هذه القصة
من البداية
وحتى النهاية
لن أصدق بأنك تحبينني
لأنه يا سيدتي
حين كانت يداي تلامسان يديك
كان جبينك يتفصد عرقا
وكنت تبصقين في وجهي
في الأزقة الضيقة
عند الحيطان،
إن لمست دميتك
ولاعبتها
كنت تصرخين
وتجرين (بكلتي)*مقدمة الرأس
ولهذا فكيف؟
تهبينني فؤادك الكبير
كالجبل
قبل الحواجب والرموش.
*** ***
يا فتاتي.. لا تغضبي
سوف أسحب يدي
من على صدرك
وسأقفل أزرارك
كما كانت سابقا
فانا اعلم بأن يديّ خشنتان
اجل...اجل
فانا اعلم
لغاية البارحة
كان( القدّوم)
يئن من ساعدي
وفي يديّ كان
(الكاروك)
يتصبب عرقا ويبرد.
*** ***
حبيبتي...
لو أحببتني من القلب
فعليك أن تكوني كوالدتي
تألفين الأرض وتلملمين السنابل
وفي الليلة التي لا ننال رغيفا
عليك أن تقصي من أردان
ثوبك
وتربطي بها خصرك
عليك أن تصرعي (حيك)
وتذبحي أفكار الأبوة
وأن تكوني مثلنا
تضحكين في اليوم مائة مرة
وتذرفين الدمع ألف مرة.
وان تغدين كلك عشقا
وأديمك وشعرُك
شِعراً
كي تألفي الحياة معنا
حينها ..تعالي
وإن استطعت أن تكوني (يسارية)
وتنطقين باسم الجوعى
حينها ... تعالي
كي أجعل من عيني اليسرى
عرشاً
وترقدين فيه كملاك
رقيق.
ــ ـــــ
(بكلة)* وهو الشعر الذي يقع في مقدمة الرأس وتسمى باللهجة العراقية بالبكلة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الشاعر في سطور :
ـــ ولد الشاعر عام 1954 ، في قرية بامرني كوردستان العراق
ــ اكمل مراحل دراسته في الموصل واصل تحصيله الدراسي في جامعة الموصل ( كلية الزراعة والغابات)
ــ عضو اتحاد الادباء الكورد فرع دهوك
ــ شارك في العديد من المهرجانات الشعرية والندوات الادبية. وتعود بدايته الشعرية الى عام 1970.
ــ اصدر عددا من الدواوين الشعرية .
ــ له اسلوبه الخاص والمتميز على صعيد الشعر ويجسد في قصائده الهم الانساني والتوتر النفسي لدى الانسان المستلب مستخدما بذلك الصور الواقعية وانه ينهل اسلوبه ولغته الشعرية من ينابيع التراث الكوردي عبر استخدامه المفردات والكتابات والامثال الشعبية في قصائده.
ــ اصدر مجموعته الشعرية الاولى ( الثلج هنا ) عام 1986 ، وهذه الترجمة من قصائد المجموعة
ــ صدرت اعماله الكاملة في مجلد كبير عام 2009 في دهوك.
ــ ملاحظة : صورة الشاعر من ارشيف المترجم الخاص
08-أيار-2021
29-آب-2020 | |
02-شباط-2019 | |
29-أيلول-2018 | |
14-كانون الأول-2010 | |
من الشعر الكوردي المعاصر/ بوسترات شعرية للشاعر اديب عبدالله ـ ترجمة: |
26-حزيران-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |