خمس قصائد عشق ، منتقاة ومستوحاة من فاطمة
2009-11-02
أيها الأحبة في موقع " ألف " الإلكتروني ،
تحية ً وشكرا صادقا ً،
تجاوبا ًمع مُلاحظتكم الدمثة ، النبهة والذكية : فاطمة أيضا وأيضا ، أنتهز الملاحظة لأعترف
أن فاطمة باتت في شعري رمزا لإشياء كثيرة عزيزة على عقلي وذاكرتي ، فهي رمز لرموز ، ففاطمة ، حقيقة ً، هي تلك الصبية السمراء الجميلة التي التصقت بي ذات ليلة وكان تقدم بي العمر فأشعلتني وذكرتني بعشقي القديم . وكاد جمالها يفقدني حكمة الإتزان وهي عطر الرياض
( كما تظهر في القصائد الثلاثة ، الأولى والثانية وهما من فاتحة مجموعتي الشعرية الأولى ، والثالثة هي فاتحة مجموغتي الشعرية الثالثة ) . وفاطمة هي وطني الأكبر فلسطين ، كما تبدو في القصيدة المهداة لعاشق إلزا ، الشاعر الفرنسي أراغون ( مجموعتي الشعرية الثانية ) وهي وطني الأصغر ، قريتي المهجرة سمخ الغافية عند الشاطىء الجنوبي لبحيرة الجليل المسماة طبريا ، تسامر القمر ، المطل من وراء الهضبة السورية الواقعة في الشرق الشمالي وتظهر في قصيدة العاشق المغني ، في مستهل مجموعتي الشعرية الخامسة . وكم كان صادقا ًصديقي الشاعر السوري المقيم في برلين ، محمد زكريا السقال ، حين كتب ما سبق ولاحظه أن أكثر قصائدي تتنفس فاطمة .
ابراهيم مالك
( 1 )
ملاءة فاطمة
خاص بألف
كنا ثلاثة
فاطمة وأنا وشهوة الحياة
جمعتنا لحظة عابثة
ساعة راحت السماء تحتفي
باكتمال استدارة القمر .
كانت تجلس بملاءتها السوداء
ملتصقة بي
وقد لفنا هاجس حَيـِيْ
وكان صمتنا أخرس .
كنت أسترق السمع
إلى دقات قلبها المتواترة
كاتما أنفاسي
كيلا تأخذني غفلة
بتلصصي المتطفل .
يا لنشوة الحياة
حين تستيقظ موارة
تذيب جليد السنين
وتعبث متلذذة
باستثارة أحاسيسي الدفينة .
من تكون
هذه الملتفة بملاءتها السوداء
فاطمة الطفلة الحَيـِيـَّة
التي التصقت بي ذات مرة
وحركت دقات قلبها المتواترة
جنوني القديم .
كنا ثلاثة
فاطمة وأنا وشهوة الحياة
جمعتنا لحظة عابثة
حركت جنوني القديم
وخلفتني أسير ملاءة فاطمة .
( 2 )
أتـَذَكـَّرُ
عشتار ،
التي انتقاها السومريون القدامى ،
لتكون سرَّ فرحهم
في مواسم الخصب
وانبهر بها مغنيهم الأول
فأنشدها ملامح العشق البدْئـِيـَّة .
وأيْلة ،
التي قدَّسها الكنعانيون القدامى ،
وتمثلت لهم غزالة
مندفعة من رأس جبل
لتستحم عارية
بماء بحر مقدس ،
وقد أحاطت بها حورٌ عين .
ونائلة ،
التي الهمت العرب الصحراويين ،
ألف باء الحب ،
فأقاموا لها نصبا
عند زمزم الطاهرة
لتمارس حولها عذارى الحجاز
طقوس العشق البدئي .
أتذكر
هذا الثالوث المؤله
كلما أراك ِ
وقد أقبلت مثل غزالة وحشية
تعدو في برية أحاسيسي ،
وأزداد قناعة ً
بأنَّ أجمل ما كان فيهن
وجعلهن في مصاف آلهة
هي هذه السمرة التي
تـُضفي على ملامحك قبسا نورانيا
يشعلني
ويفقدني حكمة الإتزان .
( 3 )
عطر فاطمة
في أمس ِ
كنت جالسا ًفي حاكورتي ،
التي أطل ُّمنها على عالمي ،
أمارس هوايتي
التي علقت بي
وكبرت معي منذ الطفولة
أمسك بوردة جورية ،
تدهشني نعومة أوراقها
شديدة الإحمرار ،
فأسألها مندهشا
أينا يحب أكثر ذاته الأخرى
أنا أم فاطمة ؟
حضرت على حين غفلة
مليحة الحي
والتي لم يكن من شيمها الغدر
قالت
وأنا أقرأ كتابك
غمرني شعور
أنَّ جسدي يتعرى
ويضوع العطر منه .
تنبَّهت فاطمتي ،
فأطلـَّتْ بوجهها الحَيـِي ْ
مِنْ ثنايا
بتلات وردة الجوري الحمراء
وأسكرتني بعطرها
فلم أعد أسمع
غيرَ صوت ِفاطمة
ولم أعد أرى
غيرَ وجهها السموح .
( 4 )
يا أرَغون
يا أرَغون المعذرة
آتيك في عجالة ٍ
كالريح في جنونها
آتي بلا وعد كمثل عادتي
أبحث فيك عن عيون إلزا
فعيون فاطمة
تعيش في فيء عيوني ،
أبَدا ًعيونها تسكنني
أخاف ُ
أنْ يسْرِقـَها " التجار " في
أسواقنا القديمة
يقايضوا بها ،
فلا آمنهم
أعهدهم
مخاتلين كالرياح ساعة
الهبوب
أصرخ في عالمهم
أصيح من توجعي أصيح
كل ما حولي صحراء
فلا مَنْ يُسْعِفُ المحزون
والجريح
ولا ظلال واحة تقيني
حَرَّ اشتِعال ِالموْت ِ
في عيوني
لا ظِل َّ غير ظِلـّي
ولا صدى ًهنا لموتي .
أقتل مرات
وحين يعلنون أمر موتي
يروون في صلافة ٍ
كان يُحِبُّ موته !
هذا أنا أنهض من موتي
لكي أعلن
في مرارة المغدور
في حرارة القتيل ،
أكْرَهُ موتي
وَعَيْشَه ُ
وكم أحِبُّ أنْ أعيش عُمْري
مِنْ أجل ِكل ِّنزوَة ٍ
في عُمُري
وأجْل ِعيْنيْ فاطمة .
يا أرَغون !
فاطِمة ،
جَميلتي ،
لؤلؤة ٌ منثورَة ٌ
تـُشـِع ُّأقـْمـارا ،
قناديل َ
تـُضـيء الليل َ فوق َ
أسْقـُف ِالجَليل .
يا مَنْ تُحِبُّ في جُنون ِ
عاشِق ٍ
عُيون َإلْزا
إنَّني أفهمُ سِرَّ عِشـْقـِك ْ
فإنَّني أحِبُّ كالمَجنون ،
حتى المَوْت ِ
وكالحَياة ِفي بَهائِها ،
عُيون َفاطمة .
( 5 )
العاشق المغني
يا فاطمة
ساقص ُّعليك بعض َما شـُبـِّه َلي
وكنت أهيم كالمجنون في صحراء عمري
أتأبـَّط ُ، بيد ٍ، ربابتي المُغـّنـِّيـَة
وبالأخرى قِطعَة َقِماش ٍمَشـْدود
خربشت ُعليها خـُطوطا ً
خِلـْتـُها وَجْه َمَنْ أحِب ْ
وكنت ُهدَّني الحنين
للبرقوق البري الطالع في حواكير سمخ
فبتُّ مثل شمعة تتقاذف ذبالتها
كف ُّريح ،
استوقفني يومها وجه ٌ
عَرِفت ُفيه ِمَلامِح َأبي
قال :
يا وَلَدي !
لن يُضِل َّ
من يحسن الجمع بين عِشفيْن !
وكان يُدْرِك ُسِرّي
أنّي مُوَزَّعُ العِشق ِبين قاطمة وفاطمة !
وحين استدرت لأجيبه مُطمئِنا ً
اختفى كما لم يكن .
مِنْ يومها بِت ُّكذلِك َالعاشق ِالمُغنّي
أداوِمُ الوُقوف َ
قـُبالـَة َشـُرْفـَة ِمَنْ أحِب ْ
أبادلها الحنين والغناء .
08-أيار-2021
13-شباط-2011 | |
06-شباط-2011 | |
26-كانون الثاني-2011 | |
23-كانون الثاني-2011 | |
09-كانون الثاني-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |