* أتـأمـَّل ُ
أتـأمـَّلُ الـصـّورَة َ الـْمـُلـَوَّنـَة َ ، أتـأمـَلـُهـا مـَلـِيـّا ً وطـَويـلا ، فـأسـْمـَع ُ شـِبـْه َ هـَمـْس ٍ طـالـِع ٍ مـِن ْ بـَيـْن ِ جـَنَـَباتـِهـا ، وَقـَد ِ اسـْتـَحـال َ هـَديـرا ً مـوجـِعـا ":
" يـا وَطـَنـي كـَم ِ اشـْتـَقـْتـُك َ " !
فـَأجـِدُنـي أشـارِك ُ صـاحـِبـي وَجـَع َ الـْحـَنـيـن ِ وأصـيـح ُ :
يـا وَطـَنـي !
" لـو ْ وَضـَعـوا الـشـَّمـْس َ فـي يـَمـيـنـي والـْقـَمـَر َ فـي شـِمـالـي "
لـَمـا رَضـيـت ُ لـَك َ بـديـلا .
سـاظـَل ُّ فـيـك َ أسـامـِر ُ شـَجـَر َ الـسـِّنـْدِيـان ِ وَقـَد ِ انـْغـَرَز َ عـَمـيـقـا ً فـي ثـَرى الـْخـَطـّاف ** ، أطـَوِّف ُ بـَيـن َ طـُرُقـاتـِك َ الـْمـُتـْرَبـَة ِ كـَعـابـِد ٍ عـاشـق ٍ وأفـْتـَرِش ُ حـصـيرَتـي ، هـُنـاك َ ، فـي فـي ء ِ زَيـْتـونـَة ٍ جـَلـيلـيـَّة ٍ ظـَلـيـلـَة ٍ ، تـقـيـنـي حـر َّ هـاجـِرَة ِ الـْهـَجـيـج ، وعـِنـْد َ ظـلـِّهـا أمـارِس ُ صـَلاة َ عـشـْقـي ، أتـَنـاوَل ُ " خـُبـْزي كـَفـاف َ يـَوْمـي " وقـَد ْ خـبـّأتـُه ُ فـي " زُوّادَة ٍ " ، خـيـطـَت ْ مـِن ْ قـِمـاش ٍ أبـْيـض َ قـَديـم ٍ ، هـُو َ ثـَوْب ُ جـَدّي ، فـأشـْعـُر ُ بـرضـى ً غـامـِر ٍ وَأصـيـح ُ فـَرِحـا ً :
كـَم ْ هـُوَ مـِعـْطـاء ٌ ثـَرى وَطـَنـي !
* صورة التقطتها عين المصور الفنان ، عبد الرحيم العرجان ، وقد نشرناها في
" عين الراصد " في " موقع ميس " الإلكتروني ، الأسبوع الماضي .
** سلسلة جبال رائعة الخضرة تقع إلى الغرب قليلا من جبال نابلس الفلسطينية
.......
إلى ولدي بلال

........
أفهمك جـَيـِّدا ً
أفـْهـَمـُك َ جـَيـِّدا ً يـا وَلـَدي الأشـْبـَه َ بـِزَهـْر ِ قـَنـْدول ٍ بـَطـْلـع ُ فـي حـاكـورَة ِ وَعـْرَتي ! ٍ
أفـْهـَمـُك َ جـَيـِّدا ً حـيـن َ تـُغـَرِّد ُ :
يـَجـْمـُل ُ بـِالإنـْسـان ِ أن ْ يـَنـْتـَصـِر َ عـَلـى الـْجـُرْح ِ وَمـا فـيـه ِ مِن ْ ألـَم ٍ ، لـِيـُحـْسـِن َ الـْبـَحــْث َ عـَن ْ هـِلال ِ قـمـر ٍ ، فَيـُفـْلـِتـَه ُ مـِن ْ عـَتـْمـَة ِ مـَحـاق ٍ قـاتـِل ٍ ، لـِيـعـود َ نـورا ً !
حـَقـيـقـَة ً ، بـا وَلـَدي ، لا أكـْتـُمـُك َ سـِرّا ،
فـَكـَم ْ بـَحـَثـْت ُ فـي لـَيـْلـِي َ الـطـَّويـل ، ولا أزال ، عـَن ْ يـَد ٍ مـُوَشـّاة ٍ بـِحـِنـاء ٍ، احـْتـُلـِب َ مـِن عـَصـيـر ِ بـرْقـوق ٍ بـَرّي ٍّ ، لأمـُد َّ لـَهـا يـَدا ً، تـُحـاوِل ُ فـي كـِبـْرِيـاء ِ صـابـِر ٍ الـْبـَحـْث َ عـن ْ غـد ٍ آخـر َ لـَهـا وَلـي .
26 . 12 . 0 201