فـي أمـْس ِ كـُنـْت ُ كـَعـادَتـي أفـْتـَرِش ُ صـَخـْرَتـي الـْمـُحـَبـَّبـَة َ ، وقـَد ْ رُحـْت ُ أنـَقـِّل ُ الـنـَّظـَر َ بـَيـْن َ جـُرْن ِ الـنـَّبـيـذ ِ الـْمـَحـْفـور ِ فـي الـصـَّخـْرَة ، وبـَيـْن َ مـوقـِع ِ بـُصـَيـْلات ِ الـزَّنـابـِق ِ الـْمـُلـوَّنـَة، الأخـَذَت ْ تـَطـْلـُع ِ مـِن ْ رَحـْم ِ الأرْض ِ ، إيـذانـا بـِقـُرْب ِ رَبـيـع ،
وَوَجـَدْتـُنـي ، فـي لـَحـْظـَة ِ غـَفـْوَة ِ فـَرِحـَة ِ أو مـا شـُبـِّه َ لـي لـَحـْظـَتـَهـا ، أشـْبـَه َ بـِمـَوْجـات ِ ضـوء ٍ ، بـَهـِيـَّة ِ الـْومـْضـاتِ وَسـَريـعـَة ِ الـْخـَطـو ِ ، وقـَد ْ ألـْقـيـْت ُ عـَصـا الـشـَّيـْخـوخـَة ِ جـانـِبـا ً ، وَرُحـْت ُ عـَلـى عـَجـَل ِ وفـي خـِفـَّة الـنـّور ِ، اشـاركُ ذواتـي الـْمـُمـْسـِكـيـن َ بـِحـَفـْنـَة ِ تـُراب ِ ، بـَلـْلـَه ُ دَمـْع ُ عـُرْس ِ حـَيـاة ، أشـارِكـُهـُم ْ بـَهـْجـة الإحـْتـِفـاء ِ بـعـودَة ِ زَهـْر ِ الـْلـوتـِس ِ
إلـى الـرَّقـص ِ والـْغـِنـاء ِ فـي مـََجـْرى الـْوادي الـْعـَظـيـم .
وَحـيـن َ عـُدْت ُ إلـى ذاتـي الـْمـوجـَعـَة ِ ، لـكـِن ِ الـْطـّافـِحـَة ِ أمـَل َ تـَجـَدُّد ِ ، وَجـَدْتـُنـي أصـْغـي إلـى نـَشـيد ِ ، طـالـمـا ردَّدْتـُه ُ مـُتـَسـائـلا ً فـي دَهـْشـَة ِ عـاشـِق ٍ :
" مـِن ْ أيـْن َ لـِزَهـْرَة ِ الـنـَيـْلـوفـَر َ كـُل ُّ هـذه ِ الـْقـُدْرَة ِ عـَلـى الـتـَّوَهـُج ِ وَالإشـْتـِعـال ؟ ،
سـيـقـانـهـا الـلـَّدْنـَة ُ ، أشـْبـَه ُ بـِكـَوْرَس ِ راقـِصـات ٍ فـي طـَقـْس ٍ احـْتـِفـالـي ، تـَتـَسـامـى مـِن ْ قـَلـْب ِ الـْقـاع ِ ، لـِتـَنـْبـَسـِط َ عـَلـى خـَد ِّ الـرّوح ِ تـُوَيـْجـات ٍ حـَمـْراء َ فـي مـُحـيـط ٍ ( كـان َ ) لـلـطـَّحـالـِب َ الـْخـَضراء ! "
* صبيحة 12 شباط 2011