سـَيـِّد ْ رَحـيـم ْ ، صـاحـِب ُ " الـطـّيـر ْ " وابـْن ُ بـَلـَدِنـا ، بـات َ واحـِدا ً مـِن ْ قـِلـَّة ٍ
رَضـيـت ُ بـِهـِم ْ صـَحـْبـا ً لـَحـْظـَة َ صـِرْت ُ أبـْطـِأ ُ الـسـَّيـْر َ إلـى نـَفـَق ِ عـالـَم ٍ ،ٍ لأنـْتـَهـي عـِنـْدَه ُ ، فـأتـَجـَدَّد ُ ، فـأجـِدُنـي وقـَدْ وُلـِدْت ُ مـِن ْ جـَديـد ٍ فـي عـُيـون ِ حـَفـيـداتـي الـْجـَمـيـلات ِ كـَوَمـْضـَة ِ نـَجـْم ،
أذكـُر ُ، جـَمـَّعـَتـْنـا أمـْسـِيـَة ٌ نـادِرَة ٌ، تـَحـْت َ فـَيء ِ شـَجـَرَة ِ " مـَيـْس ٍ" ، كـَوْنـِيـَّة ِ الـْجـُذور ِ، وكـان َ بـَيـْنـَهـُم ْ رانـِيـة وأسـامـة وَجـَمـال وَكـَمال وأحـْمـَد ُ الـْخـَطـّاف ، وزكَريـّا الـْحـورانـي وَتـَوْفـيـق ُ الـْحـَلــَبـي وأحـْمـَد ُ الـطـّيـراوي ومـُفـيـد أبـو غـَزّة وحـامـِد ُ الـسـودانـي وصـَبـْري الـْعـِراقـي ، صـاحـِب ُ هـوركـي أرْض ُ آشـور .
شـَربـْنـا يـَوْمـَهـا خـَمـْرَة ً، لا خـَمـْر َ فـيـهـا . كـانـَت ْ ذوْب َ ثـَلـْج ٍ، سـَح َّ مـِن ْ قـِمـَم ِ أرض ِ هـورْكـي ، لـِيـَمـْتـَزِج َ بـمـاء ِ نـَهـْرَيـْن ِ مـُقـَدَّسـَيـْن ِ مـُنـْسـابـَيـْن ِ إلـى شـَط ٍّ يـَقـَع ُ عـِنـْد َ مـُلـْتـَقـى بـَحـْريـْن ، وقـَدْ خـالـَطـَت ْ هـذا الـذَّوْب َ ، قـَبـْل َ رَشـْفـِه ِ، قـَطـَرات ُ نـَدى ً سـَح َّ فـَوق َ عـُشـْب ِ جـَبـَل ِ الإلـه ِ، قـاسـْيـون ، عـِنـْد َ نـَبـْعـَة ِ الـْفـيـجـي الـْمـُقـَدَّسـَة ِ وَخـالـَطـَه ُ عـَسـَل ٌ مـُصـَفـّى وَمـُحـْتـَلـَب ٌ مـِن ْ أجـْمـَل زهـْر ٍ وشـَجـَر ٍفـي جـَلـيـلـِنـا الـْعـامـِر ِ بـمـا بـَقـِي َ مـِن ْ مـَعـابـِد َ كـِنـْعـانـِيـَّة ٍ، لا تـَزال ُ قـَنـاديـل َ عـامـِرَة ً بـِزيـْتـِهـا ، تـُشـِع ُّ لـَيـْلا ً ، فـتـُضـيء جـَبـَل َ الـْكـَرْمـِل ِ، وقـَد ْ راح فـي عـِنـاق ِعـاشـِق ٍ مـُؤلـَّه ٍ يـَضـُم ُّ أرض َ الـرّوحـة لـِروحـِه ِ الـْمـُشـْتـَعـِلـَة ِ عـِشـْقـا ً.
وقـَد ْ بـَهـَرتـْنـي عـَيـْنـاه ُ الـرّاصـِدَتـان ِ، حـيـن َ انـْطـَلـَقـْنـا مـَعـا ً عـَلـى جـِنـْحـَي ْ " طـيـر " مـُلـَوَّن ٍ، لـِنـَطـوف َ قـاعـات ِ خـان أسـْعـَد ْ بـاشـا الـدِّمـَشـْقـي ، الـَّذي طـالـَمـا ذكَّرَنـي بـِخـانـات ِ عـَكـّا الـْقـَديـمـَة ِ وَفـَتـَنـَنـي سـِحـْر ُ عـُمـْرانـِه ِ الأصـيـل ، وَنـُعـَرِّج ُ عـَلـى هـَضـَبـَة ِ بـَلـْدَة ِ " مـأدَبـا " ، فـَنـَزور ُ بـَيـْتـا ً، يـَسـْكـُن ُ أعـْلـى الـْهـَضـَبـَة ، كـانَ يـَومـا ً عـامـِرا ً بنـاسـِه ِ، وقـَدْ تـَرَكـَه ُ مـَن ْ تـَرَكـَه ُ لـِعـَبـَث ِ ريـح الـزَّمـَن ِ ، لـِتـُبـَعـْثـِر َ حـِجـارَتـَه ُ فـي كـُل ِّ نـاحـِيـَة ٍ، وقـَدْ ذكـَّرَنـي بـِمـا آل َ إلـَيـْه بـَيـْت ُ جـَدّي الـْغـافـي عـِنـْد َ مـُرْتـَفـَع ِ سـَهـْل ٍ يـُسـامـِر ُ " الـْبـَحـْرة َ" ، هـدّوه ُ بـِعـُنـْف ٍ ومـَزَّقـوا أبـْوابـَه ُ الـْكـانـَت ْ مـُشـْرَعـَة ً عـَلـى أكـْثـَر َ مـِن ْ مـَدى ً !
- 14كانون ثاني 2011