مدير حلبة 'الاتجاه المعاكس' في 'الاتجاه الصحيح'؟
2007-02-27
خاص ألف
"هل هناك إعلام حر في العالم"؟ هو عنوان محاضرة فيصل القاسم "الفريدة" التي روّج لها الإعلام السوري ترويجا لم يسبق له مثيل: برا( القناة الأرضية) وحبرا ( الصحف)وجوا( الفضائية)، وكأنه رائد فضاء أو دافع بلاء.
حاضر مدير حلبة الاتجاه المعاكس في دمشق، lمنذ أيام وحده بلا خصم، بالاتجاه المعاكس لاتجاهه في الجزيرة. وانتقد الإعلام الغربي وخاصة الأمريكي الذي " يدعي الحرية والموضوعية" ويضيّق على وسائل الإعلام وندد بحرب الأفكار التي يشنها أرباب العولمة على العرب خاصة البحرية الأمريكية التي تتحكم بشبكة الانترنت في العالم، وتستطيع أن تقطع "مياهها" عن أية دولة تريدها، ورأى أن" الحرية المزعومة
ليست أكثر من وهم". واعتبر القاسم "أن العولمة الإعلامية الغربية بدأت تواجه صعوبات جمة حيث بدأت بعض الثقافات تحاربها بأدواتها نفسها"، لافتا إلى الاختراق الذي حققه الإعلام العربي، وفي أمريكا اللاتينية ما يشير إلى بداية إخفاق العولمة الإعلامية الأمريكية.
يمكن الخلوص بعدة استنتاجات أولها: أن الإعلامي قد يملّ الاستوديو المغلق الذي يشاهده الملايين ويرغب في مشاهدة جمهوره والتماس معهم وان كانوا بالمئات وهو هنا يذكر بالممثلين الذين يحنون إلى المسرح بين الجمهور بعد العمل في استدوديوهات السينما، كما قد يمل الاتجاه المعاكس ويمشي مع السير خوفا أو طمعا. والثاني أن محترفا مثل القاسم لن تغيب عنه فكرة أن عنوان محاضرته واسمه قد يوظف إعلاميا، فما دام ليس هناك إعلام حر، "فنحن والعالم الغربي في الهوا سوا" فالترويج الذي لقيته المحاضرة بعنوانها الذي يلخصها لم يتح لتصريحه للفضائية السورية والذي قال فيه: أن الإعلام الغربي يبقى أفضل من "الإعلام الحكومي" وهي تسمية لطيفة ومهذبة خلعها على الإعلام الموجه أو الإعلام "المستعبد" الذي يمكن أن يسمى "بالتعليم". الأمر الثالث الذي يمكن استنتاجه أن ظهور صاحب الاتجاه المعاكس مرة في فضائيته الوطنية لن يجعلها قناة للرأي والرأي الآخر. الأمر الرابع أن القاسم لم يكن ليبلغ شهرته التي جعلته واحدا من اشهر عشرين شخصية في العالم في هذا العام لو بقي في قناته الوطنية التي يعمل فيها إعلاميون يبدون أحيانا مثل الجنود المجهولين أو مذيعي الصوت " الراديو". الأمر الخامس أن وصف الإعلام الحر بالوهم يثير قضية إعلام المدينة الفاضلة المستحيل لكن يبقى أن الإعلام الغربي الموزع بين مؤسسات وشركات وأجهزة يتيح قدرا من المنافسة و"الاتجاه المعاكس" فيها قد يضيق أو يتسع، فأسوأ إعلام حر أفضل من أحسن إعلام موجه ولكل قاعدة شذوذ.
الإعلام الغربي "غير الحر" هو الذي خلع ثياب كلنتون الداخلية( وان كان للخلع دوافعه السياسية) وفضح ممارسات سجن أبو غريب، وكشف قصف رام الله باليورانيوم المنضب وأثار فضائح السجون
( لغير مواطني امريكا) الطائرة في السماء التي هي في أسوأ الأحول أفضل من السجون التي ليس لها أجنحة في الصحراء.
08-أيار-2021
09-كانون الثاني-2021 | |
12-كانون الأول-2020 | |
20-تموز-2019 | |
كتاب إبراهيم محمود " وإنّما أجسادنا " : غواية قطافها قبل الأوان |
17-تشرين الثاني-2015 |
24-تشرين الثاني-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |