عين التاريخ نافذة
2009-12-07
لأنه يخلق من الشبه .....؟! , كانت الفتحة والكوة والفرجة والثقب و... ومن ثم الشباك والنافذة ؛ ولأن الشبه يصيب بالعمى, كان الاختلاف جلاء البصر ولربما البصر هو من كسر صنمية المثل , أليس هو من يحمل كل الدلالات للدوال .... ,فصار البصر دالا جديدا أضيف إليها؟! , فله من صفاتها واستخداماتها الكثير وهو مستخدمها الأكبر ومتتبع فروقها .
يمتاز كل ما عدا الشباك والنافذة بوجوده الطبيعي السابق على استعماله , فله وجود واقعي معاين قبل عمار الإنسان للأرض , فهو سابق عليه ولاحق بصنعه له ,فقام الإنسان بعملية نسخ هذب فيها اعتباطية التشكيل الطبيعي , فلم يستعره من التشبيه الكامل ولا من تأمله بالمجاز لذلك بقيت مضامينه فقيرة , هامشي التأثير, للضوء ولنظرة سريعة , استعمالية آلية بحتة.
من المغارة للخيمة , كانت العين تحب الخلاء , مجالها الأرحب إلى أن أقام الإنسان أول جدار , فكانت المدينة , رصف من البيوت والبيت حجاب وقانون وطبقات وذكر وأنثى وملكية وغيرة وأسرار وسجن مفترض وواقعي وتلصص , فكان الشباك الذي يشبك المعاني السابقة من فرجة وفتحة و.... في مدينة الإنسان, استعاره من آلية الصيد والالتقاط والمنع وزين به حائطه الأصم ومن استقامته واستقامة حائطه واستقامة خطوطه وضع نظارته الشمسية, قضبان متقاطعة تمنع الخارج عن الداخل وبعتمة داخلية تصد بها الرؤية من الخارج , سمح لعين الرأس في الجدار أن تنقل لدماغ الغرفة فسحة الخارج, تنافذ من جهة واحدة , عين استطلاع تصطاد العابر والعاشق وتشوق المحروم من الخروج للخارج ,فتكبر الأحلام لتصاد عينا ضالة ارتفعت سهوا على عين جريئة ماكرة في الظلمة, فكان الحب , والهيام بقمر وراء شباك.
الشباك أكثر الفتحات عمرا , ميزة المدينة القديمة , مدينة الأسوار, حيث غرف الحرملك
والحرة والجارية, والخوف من الغريب , حيث البيوت تحتضن دورها في وسطها كقلعة صغيرة وتدير للخارج ظهر حوائطها وشبابيكها المانعة والقاهرة لكل محاولة تلصص , بيوت لا تعترف بالخارج لا تسمح له بمبادلة التواصل تترك لنفسها كامل الحرية في القطع والوصل
حتى الريح تجد مشقة في تحريك ستارة والفراشة لا ترى ضوءا ليحرقها والغبار يتكاثف كالشحاذ على حوافها عبر هذه الشبابيك كان مخاض التغير يمر بطيئا وكانت المدينة إن توسعت, بنت سورا وزودته بفتحات لرمي السهام.
وأخير جاءت النافذة , هل أتت حقا أم أنها كنت في ظل الشباك تنتظرا شمسا تحيد عن مسارها في السماء لتكشفها حين تخرج المدينة من عقالها وتتمدد كإخطبوط يهوى اقتناء الفضاءات من حوله ,فتدور عجلة البخار ومضخة النفط ويمتد سلك الكهرباء كشعر غجرية ؟!.
وسعت النافذة صدرها قللت عدد القضبان وبدلا من الصد, سمحت بالنفاذ للضوء عبر رمل عمره من عمر الزمان ومن ثم توسعت كعين ل"لا أحد "في متاهة عوليس ولعبت الريح بالستارة, صارت شرعا يبحر في الداخل الخفي , انقلبت البيوت وباطنها صار ظاهرها , شرفات حرة للتواصل ونوافذ لا تمنع العين , أنه تنافذ كامل, استعارة حقيقية من الفسحة من المفازة والنفوذ لصحاري عظيمة الامتداد تجعل العين تحط قدمها للنظرة الثانية.
العين النافذة الأخيرة وكل الدوال والدلالات طوع يمينها ويسارها, لأن الإنسان عبر تاريخه كان يحاول أن يجعل الكون مثل جسده وروحه وأفكاره , هكذا كان كهفه وخيمته وبيته ومدينته , كذلك الفتحة والكوة والفرجة والثقب و الشباك والنافذة تطورا لعينه من الرؤية إلى الرؤيا ومن البصر إلى البصيرة وكثيرا ما قلع عينه أو سملها , فيخلق من اختلاف العين , النافذة, التاريخ.
باسم سليمان
النشر الورقي جريدة تشرين ملحق أبواب
النشر اللكتروني خاص ألف
www.basemsso.wordpress.com
08-أيار-2021
29-كانون الأول-2018 | |
02-حزيران-2018 | |
17-آذار-2018 | |
23-كانون الأول-2014 | |
04-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |