حداثـة!!
2010-01-16
نسينا كيف يكون الحزن حزناً وكيف يكون الفرح فرحاً.. وابتكرنا لأنفسنا شيئاً أكثر (حداثة)، يتجلى فيه الفرح بالحزن ويتماهى الحزن بالفرح..
لأننا:
نستيقظ مع آلاف الكوابيس.. نثني النفس عن البوح، نبقى حالمين لأن الحلم صفة الصابرين، نستعد بهدوء للهرب إلى العمل، و نمني النفس بيوم خال من الملل والرتابة، والمقارعة السلطة، والمنافسة على الاستحواذ، وامتهان الآخر شئنا أم أبينا، وامتهان أنفسنا شئنا أم أبينا.
نسينا كيف يكون الحزن حزناً وكيف يكون الفرح فرحاً.. وابتكرنا لأنفسنا شيئاً أكثر (حداثة)... لأننا:
نراكم أعباء النهار والليل ونحاول أن نبقى هادئين إلى أن تأتي لحظة تصرخ فينا "لم أعد أحتمل" ليخرج القهر التراكمي مدمراً، نخسر فيه الآخر ونخسر معه أنفسنا لا لشيء، فقط لأنّـا ورثنا تاريخا من الخوف والخجل والقهر والتملق، لندفع ضريبة موروث من اللباقة والعنجهيات والتابوات والمحرمات والقدسي والواجب والمحتم والمدروس والخطوط الحمراء وتقبيل الأيدي بدءا من جد الجد إلى خال الخال، إلى السيد والمسود حتى تغدو العتمة منارة العميان، فنكبر جسما بكرسي.. ونصغر روحا وعقلا.
نسينا كيف يكون الحزن حزناً وكيف يكون الفرح فرحاً..
لأننا:
نجتر العمر الذي مضى، وننتظر الذي يأتي، وننسى بأنّـا لا نَخلّد إلا باللحظة.
ننام أملاً لنصحو على مدن تمد لنا لسانها ساخرة لتقول: لقد أكلت كل أحلامك.
ثم ننام أملاً، ونصحو على أحلام مؤجلة لندرك أن الانتظار هو سمة الخاسرين، في زمن الفظاظة، والتعالي، والتشفي، لتصبح الغثاثة صفة العامة، وتتنحى الرقة والعذوبة والصفاء عن الوجود، لنخلد إلى موت بطيء، في زمن أصبح الانتظار فيه عقوبة.. والأمل عقوبة.. والحب عقوبة.
فأين سنجد قاسم ضوء واحد مع مليون أعمى؟!
وندّعي بأنا نفرح، وندّعي بأنا نحزن.
××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
في المستقبل سنعلن عن أسماء جميع المواقع التي تنقل عنا دون ذكر المصدر
ألف
08-أيار-2021
22-أيار-2010 | |
09-أيار-2010 | |
28-نيسان-2010 | |
18-نيسان-2010 | |
16-كانون الثاني-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |