بعض من لغة الروح
2010-05-09
خاص ألف
إذا كنت تبتغي الخلق والارتقاء والارتحال إلى المستحيل فليس لديك أجمل من الرقص ليكون طقس عبادتك.
الرقص هو الحياة وتجسيد للآلهة في حالة التجلي.
الرقص حالة فطرية ليست بيدي ولا بيدك لانها فطرية نشعر معها بإنسانيتنا عندما نعطيها كامل حقها من الإحساس والصدق.
فعندما افقد رغبتي في الرقص افقد رغبتي في الحياة، الرقص هو تجسيد الفرح، عندما نسمع ما يفرحنا نطير ..نرقص على إيقاع الحدث.. نقفز.. نرفع اليدين..نضحك بشغف.. نتحول ببساطة إلى أطفال، الرقص هو لغة الجسد وصوت الروح عندما يتحرران ليعلنوا عن ذاتهم. ليكونو عنواناً للبهجة والحبور.
أول شيء يتعلمه الأطفال قبل النطق، هو الرقص، بكل عفويتهم، وبكل إحساسهم، ينتجون فنا خالصا بلا مدرب، لندرك بان الرقص هو فطرة وملكة إنسانية خالصة.
يصبح الرقص سلطان القلوب، بعدما تؤدي الأذن مهمتها بإيصال الموسيقى إلى القلب الذي يستحث الجسد ليستجيب إلى رغباته بتجسيد ما يشعر، فكيف يستطيع الجسد أن يشيح برغبته عن التماهي بالموسقى ومعها، مهما كان عمر قلبك أو شكله أو محتواه، لن يستطيع إلا تلبية الرغبة للخوض في طقس عبادة هو من أجمل متع الحياة، وأنبلها، هو لحظة خروج الجسد عن تفاصيل أرضه ليكون متعة العطش قبل الارتواء وضحكة الروح حتى انقطاع النفس.
ليكون حالة التجلي مع الآلهة والسماء، والحد الفاصل الذي يمنحك لحظة السكينة بين الخروج من ضجيج الحياة للوصول إلى حد الإلوهية.
الرقص تحييد لسطوة الزمان والمكان ليحصر الوجود في جمالية اللغة: لغة الموسيقى والغناء، ليتحول الجسد إلى ما يشبه لوحة فنية متحركة، تحمل الدلالة الأهم في قدرة الإنسان على التعبير عن ذاته ووجوده، متحرراً من تبعات أحقاده.
عندما تفرض الموسيقى سطوتها على الجسد، تصبح أكثر عمقا، واختراقها إلى الروح أكثر إشراقاً لنصل إلى حالة انصهار ما بين الجسد والروح، بالمرئي واللامرئي، بالمحسوس والخفي، بالظاهر والكامن فتتحرر قدراتنا الكامنة والمخبأة لنتعلم الحياة ونعلمها، ليصبح الجسد في وضع لما فيه من طاقات وفياً لقواه الذاتية، وطاقته الروحية، التي تسعى إلى قهر وتجاوز محدودية الجسد، كقوة مادية، وتحويله إلى طاقة روحية، أي أن الرقص في طبيعته ليس حركة، إنه قيمة روحية وفكرية وثقافية، لغة يتجلى فيها انسجام ما بين الممكن والمستحيل، ما بين الحب والتحرر من سطوة الحب، هو خلق مجال قوة، ومجال سيطرة على المكان، والارتقاء بالجسد بفعالية متعالية، ومتسامية، عن كل القيود الكامنة فيه.
تجتاحنا رغبة الرقص عندما تخترق القلب موسيقى تجسد كل إحساسنا فكيف نرفض أجسادا لا تحتمل الحياد مع الموسيقى، وهي دعوة للتصالح مع الجسد، لأنه اللغة الأعلى، لأنه القيمة الأغلى، للتعبير عن كونك حر، وليس غير الرقص يعري حريتك الآدمية. لتصبح الأرض عاصفة والسماء تمطر غبار طلع.
فلا تجعل جسدك يدجن ويهجن و يدشن ضمن ثقافة الموضة التي تحرك الجسد فقط بلا روح
يقول نيتشه"الفيلسوف الألماني
"الإنسان القادر على العطاء هو الإنسان الذي مازال يحمل شيئاً من الفوضى "كي يَلد نجماً راقصاً".
يقول جلال الدين الرومي
من بين الطرق التي تؤدي إلى الله
اخترت الموسيقى والرقص .
يشير (كانط) إلى "أن الرقص عمل يهدف إلى المتعة الجمالية الخالصة"، ويعتبِر الموسيقى "لغة الانفعالات" وفن التعبير عن سلسلة من الإحساسات بواسطة الأنغام. بينما يشير (هيجل) إلى أن "الرقص مجال تتجلى فيه داخلية النفس الأعمق غوراً وملكة الفهم الأكثر صرامة في آن معا". وينقل (شوبنهاور) عن فيثاغورس قوله: "ليس العالم إلا موسيقى منجزة"، وعن أفلاطون قوله: "يعد الرقص أكثر الفنون ميتافيزيقية". أما (نيتشه) فمارس الموسيقى عملياً وتوصل بتجربته إلى أن "الحياة بلا موسيقى غلطة"! وبلا رقص انتحار
وأنا أضيف لن اعرف الحب إذا لم أكن روحاً راقصة
××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
22-أيار-2010 | |
09-أيار-2010 | |
28-نيسان-2010 | |
18-نيسان-2010 | |
16-كانون الثاني-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |