أحذيةٌ متنافرةٌ
خاص ألف
2010-05-29
كما لو أنَّ لاحذاءَ لي
ما بكَ ؟ ماذا تنتظر؟ هيّا، اخلعْ حذاءكَ، وأبدأ الرقصَ.
وأنتَ أيضاً: أيها الهباء، اخلعهُ، وابكي قَدْرَما شِئتْ؛ فأنا على حافةِ الكتابةْ.
***
لا.لم يكتملَ النصُ بعدُ.
عليَّ أن أشعلَ أصابعي لبناءِ وصفٍ آخرَ، أقرب إلى ما أريده: حذاءكَ هذا لا يليقُ بي كزوج. سأقضي ما تبقَّى مِنْ حياتي راهباً. هل سمعتْ ؟
***
نقولُ، برفقٍ، لِمَنْ يُلاصقنا: ابعدْ قدميكَ قليلاً، أرجوك! فقد آذيتَ حذائي. نردُّ برفقٍ شبيهٍ: المعذرة... ترى لِما هذا التنافرُ بين الأقدام؟
***
كانَ صديقي البحَّار يتساءلُ دوماً: لماذا تفوقُ الأحذيةُ قيمةَ الحياة؟ كان يتساءل، لكنهُ سرعانَ ما كانَ يجيبُ نفسه: آه، نسيتُ أنني لا أملكُ كوخاً.
***
كُلَّما صَعدتِ الأحذيةُ سلمَّ المعيشة، خُطوةً خُطوة، كُلَّما أشتدَّ التوقُ إلى الترف.
كُلَّما صَعدتِ الأحذيةُ سلمَّ الحياة، خُطوةً خُطوة، كُلَّما أشتدَّ التوقُ إلى الشقاء.
هل حاولتَ الرقصَ جائعاً ؟
***
جدتي، أتذكركِ جيداً، كنتِ تقولينَ: يا ولدي، ابعِدْ قدميكَ عن الأنظار، واركض حافياً. حذاءكَ يعيقك. أنتَ تسيرُ ببطء.
هل كانت جدتي تعلمُ ما أعلمهُ الآن ؟...ربما.
***
سمعتُ أحدهم يهمسُ للآخر: دعْ كُلّ مَنْ حولكَ، يسمع نقرَ حذاءكَ. يندرُ أن يحترمَ التاريخُ الحفاة.
التاريخُ محفوفٌ بالأحذية.
***
أنتَ تهذي... لا، إطلاقاً. لا شيءَ يوازي الحذاءَ تعبيراً.
تأمّلهُ جيداً، تأمَّل الطبقات المتداخلة أمام بوابة حجرتي، إنها تدفعُ إلى الإبداع.
أحياناً، بل كثيراً ما يكون وراء َالإبداعٍ حذاء.
***
ها هُمْ يَبسطونَ أحذيَتَهُمْ هُناك. ارفعْ رأسكَ عالياً: كما لو أنَّكَ نَفسكَ بحق، واخترْ،
بدهاءٍ ما ينُاسِبُكَ، ثم دافِعْ وكأنَّكَ في حَرب.
لا يُمكِنُكَ الدفاعَ وحدك. اخترْ.
***
... أو كُنْ حافياً واصرخْ: مُتْ. لا أحدْ. الأحذيةُ لن تأبه. ستُبتَر أصابِعُكَ.
***
لا تستدِر. وراءكَ جُثَثٌ. قاوِمْ.
***
ماذا ؟!
أسمعُكَ جيداً، تقولُ : لا. ستبقى الشَمسُ على حالهِا، ان كُنتَ بحذاءٍ أو مِنْ دونِ حذاء. سأرتاحُ قليلاً في مضافة الأرض، تحتَ الريح، ثم أرحل.
لا شيءَ يَستَدعي القتال.
أرجوكَ، لا شيء.
***
لمَ تقتني الأمُ- أحياناً - أحذيةً لطفلِها قبلَ مجيئه؟
سمعتُ ردَّكَ.
دَعني أجازفُ في تفسيرٍ آخرَ: إنهَّا تُجهِّزهُ للحرب.
الأحذيةُ إنذارُ حرب.
***
انظرْ، كيفَ كانوا كالنملِ يتعقَّبونَ آثارَ أحذيتهم: تبدو مرئيةً تماماً، كما لو أنَّ الزمنَ نائم.
هُمْ مُتَتَبِّعو الدرب الواحد.
لا ينبغي للأحذيةِ أن تتوقفَ، في الزُحام.
***
في مطلعِ كُلِّ فجرٍ، تفقَّدْ فردتيَّ حذاءك.
أراكَ لا تبالي.
تعال. قدمُكَ لم تَعُدْ تُطيق هذا الحذاء. إنهَّا تتدّفق ُورماً. غَيِّرْ.
***
جدتي، لن أبعدَ قدميَّ عن الأنظار، ولن أركضَ حافياً.
سأغيِّرُ حذائي مِن دونِ تصنُّع، وسأعبرُ هذا الزُحام.
***
عماد حسين أحمـد
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
03-تشرين الثاني-2013 | |
20-آب-2011 | |
30-تموز-2011 | |
06-تموز-2011 | |
12-حزيران-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |