أدركت مبكرا جدا عند أول حاوية أفرغت محتوياتها أنني سأمضي العمر كله دون أن أعثر على وردة في حاوية زبالة ،فالورود مكانها في صالات العرض والأفراح وبين دفاتر العشاق ..لكن الأكيد أنني سأجد مكونات طبخة بكاملها دون أن أتذوق لقمة واحدة ..سأجد قشور البصل والبطاطا وبقايا عظام الفروج المسلوق ..لكن الطبخة على مائدة أخرى بانتظار من يأكلها ..
أما أنا فأقف أمام عائلتي التي تنتظر مني جوابا عن سؤال أزلي واجهته منذ وعى أول طفل لدي وكبر : ليقول لي فجأة : أبي:متى ستجلب لنا فروج بروسلي (بروستد) ؟ رفاقي يقولون أنه لذيذ جدا وأن طعمه مع المايوز (المايونيز) رائع .
أتخطى مشكلتي مع عائلتي وأجتازها كما يجتاز اللاعب سباقا لكنني لا يمكن أن أتابع قراءة مقالة تقول أن الرئيس الأمريكي "بيل كلينتون" كان يحب أن يلقب بالولد الفقير ..دون أن أتوقف عندها ..
ولد فقير وقد كان الرئيس الأغنى طوال أربعين عاما مضت جمع خلالها 35 مليون دولار ..
الأغنى وقد استحلى اسمنا ..
لا يعلم كلينتون أن لا هوية لنا اليوم ولا بيان عائلي يثبت وجودنا كأشخاص نمشي على أربعة إلا فقرنا..
إلى الرئيس كلينتون : أنا لا أجد لي رقما في جدول أو صفة ولا أتحقق من أنني أعيش إلا في حالة واحدة فقط ..أتعلم ما هي ؟
عندما يقومون باستبيان يحصون فيه نسبة الفقر والغنى ..هل نعيش تحت خط الفقر أم فوق خط الاستواء ؟هل زادت نسبته أم نقصت فأكون أنا ضمن عائلة الفقراء ..
عندها فقط أطمئن أنني أعيش وأنني ما زلت أدب على وجه الأرض وأنني وسط كل هذه الجعجعة ..مجرد رقم إما بالزائد أو بالناقص ..
فرق كبير ما بيننا ياسيدي الرئيس ..
أنت رئيس وأنا زبال ..
أنت تعيش في قصر وأنا أنبش في حاوية ..
أنت تقطف الزهور من حديقة البيت الأبيض وأنا أجمع بقايا عظام الفروج المسلوق ..
أنفك يعبق برائحة العطور والورود وأنفي يختنق برائحة القذارة
أنت تقضي العمر كله في جمع الثروة وأنا أقضي العمر كله في جمع أوراق الشجر المهترئة ..
لديك السلطة والقيادة ..يكفيك أن تقول للحرب كوني أن تكون ..فتدمر بلدا أو تحيي آخر ..أما أنا فسلطتي هي مكنستي ..وسلطة مكنستي لا تتعدى تنظيف شوارع قلبي المتعفنة ..
فلتتراجع عن قرارك ولتعد إلينا اسمنا ..فكر ..كيف ستصرف أموالك التي جمعتها طوال أربعين عاما من امتهانك الخطابات الرنانة لعبة ..جنيت بها ثروتك ..
سيدي الرئيس : أعد إلي اسمي
××××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف